من هنرى بايرود إلى جورج ميتشيل

وسطاء السلام بين العرب وإسرائيل.. جولات كثيرة وحصاد قليل

الخميس، 25 يونيو 2009 08:37 م
وسطاء السلام بين العرب وإسرائيل.. جولات كثيرة وحصاد قليل
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أتفهم موقفكم من الناحية التاريخية ولكن الواقع العملى له حكم مختلف» هكذا تحدث الرئيس الأمريكى داويت أيزنهاور إلى الزعيم جمال عبد الناصر وهو يحثه على قبول مبادرة مبعوث السلام الأمريكى الأول فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى «هنرى بايرود».

ومن بايرود إلى وليام روجرز وحتى تيرى لارسن ودينيس روس وانتهاء بجورج ميتيشل «مبعوثون ارتبطوا باتفاقيات ومبادرات للسلام والحصيلة ضعيفة، فالصراع كما هو لم يتم علاجه من جذوره وإنما اكتفى بالقشور، فلا هم وضعوا حلا مقنعا لقضية عودة اللاجئين وقضية القدس، ولا هم أقنعوا إسرائيل بحلها»، «اليوم السابع» تعيد التذكير ببعض المبعوثين الذين جاءوا فى لحظات تاريخية حاسمة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى.

هنرى بايرود.. وسيط الأمريكان لإقناع عبد الناصر بالسلام مع إسرائيل
«إذا كانت هناك أى فرصة لتحقيق سلام بين العرب وإسرائيل، فإن السبيل الوحيد لتحقيقه لابد أن يبدأ من القاهرة» هكذا قال جون فوستر دالاس, أشهر وزير خارجية أمريكى والمعلم بالنسبة لهنرى كيسنجر وصاحب نظرية الأحلاف فى الشرق الأوسط لمساعده السفير هنرى بايرود عام 1955 وهو يتسلم مهام عمله الجديد كسفير للولايات المتحدة فى مصر، من أجل تنفيذ الخطة «ألفا» التى تعد أول مبادرة سلام أمريكية بين العرب وإسرائيل فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر, كما يؤكد ذلك محمد حسنين هيكل فى سلسلة كتبه «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل». وقد دار هذا الاجتماع فى البيت الأبيض وليس فى وزارة الخارجية وفى حضور مجلس الأمن القومى الأمريكى.

أما بايرود فهو أول مبعوث أمريكى للسلام فى عهد ثورة يوليو1952، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس داويت إيزنهاور، وكان بايرود سفيرا فريدا من نوعه لكسب ود جمال عبدالناصر، فهو جنرال سابق فى الجيش الأمريكى، والمساعد الأول لدالاس، ولذلك فهو -بحسب وجهة نظر الأخير- الأكثر قدرة على التعامل مع الكولونيل «بكباشى» جمال عبدالناصر، وقادر على فتح قنوات اتصال خاصة معه كما يشير هيكل، على أن تكون هناك صفقة بين الولايات المتحدة ومصر كالتالى: أن توافق مصر على الخطة «ألفا» وهو اسم حركى، لخطة سلام بين العرب وإسرائيل مع تعهدات مصرية بعدم المساس بأمن إسرائيل أو السماح للفدائيين باستهداف المصالح الإسرائيلية مقابل عرض مغر بحصول مصر على صفقة سلاح أمريكى، قيمتها 20 مليون دولار، والمساعدة فى تمويل مشروع السد العالى، وعمل مفاعل نووى لمصر، وكانت تكلفة الصفقة مليار دولار فى ذلك الوقت، وهو ما رفضه جمال عبدالناصر.

كان بايرود فى كل تقاريره التى يرفعها إلى وزارة الخارجية الأمريكية، يؤكد أن هناك جدار نفسى بين العرب وإسرائيل، خاصة مصر بكل ثقلها الإقليمى، ومشاركة قادة ثورة يوليو فى حرب فلسطين 48، كما اعترف بايرود باستحالة قبول عبدالناصر لأى مشروع تسوية يعزل مصر عن العالم العربى، ويقوم بتوطين اللاجئين، والسماح لإسرائيل بالعمل فى المنطقة بحرية.

وتبدو تقارير بايرود موضوعية، كما يؤكد ذلك الدكتور محمود فوزى, وزير الخارجية فى ذلك الوقت، مؤكدا فى ذكرياته التى رواها لتلميذه السفير تحسين بشير, مندوب مصر الأسبق فى الأمم المتحدة ومستشار الرئيس السادات، أن بايرود كانت لديه شكوك فى نية إسرائيل تجاه أى تسوية سلمية للصراع العربى الإسرائيلى، بدليل أنه كان يغير من شفرات رسائله وبرقياته السرية لوزارة الخارجية الأمريكية ويفضل إخبارهم بشكل شخصى، منعا من تجسس الإسرائيليين على اتصالاته وتحركاته مع الجانب المصرى.

وفشلت مهمة بايرود بسبب تمسك عبدالناصر بحق الشعب الفلسطينى المشروع فى استعادة أراضيه المحتلة كاملة, وفضل المصلحة القومية وعدم ضياع الحقوق العربية على المصالح الضيقة مهما كانت الإغراءات. فكان عقابه بالتحالف ضده من قبل دالاس عبر حلف بغداد الذى قاده نورى السعيد, رئيس وزراء العراق الملكى المتحالف مع الإنجليز وإسرائيل.

وليام روجرز.. صاحب مبادرة حرب الاستنزاف
«عندما أعلن الزعيم جمال عبدالناصر قبوله مبادرة روجرز للسلام فى العيد الأخير لثورة 23 يوليو 1970 قبل أسابيع قليلة من رحيل الزعيم، خرج الإسرائيليون يرقصون فى الشوارع لأن عبدالناصر أنقذهم من حرب استنزاف طويلة أرهقتهم نفسيا وماديا وكبدتهم خسائر فادحة فى الأرواح».. هكذا تحدث أحمد حمروش أحد الضباط الأحرار الذين كانوا قريبين من الصراع العربى الإسرائيلى فى فترة عبدالناصر.

وتنسب اتفاقية روجرز إلى وزير الخارجية الأمريكى فى عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، وليم روجرز (23 يونيو 1913 - 2 يناير 2001)، وهى اتفاقية لم يلتفت إليها أحد، ولم يسلط عليها الضوء، بينما اختصر الصراع العربى الإسرائيلى فى كامب ديفيد.

كان روجرز -كما يقول حمروش- «مدفوعا بقلق رئيسه نيكسون عندما استغاثت به رئيسة وزراء إسرائيل العجوز جولدا مائير قائلة: لقد أغرق المصريون إيلات، وبدأت كتائب الصواريخ المصرية على الشاطئ الغربى للقناة تهاجمنا كعش الغراب».

وكان وليام روجرز مؤمنا بضرورة التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى، لكن رئيسه نيكسون كان منحازا لإسرائيل، فضلا عن الظروف التى كانت تعيشها المنطقة بعد نكسة 5 يونيو 67، حيث تبين -كما يشير حمروش- أن المجتمع الدولى أدرك أن الهزيمة رغم قسوتها ومرارتها لم تجبر العرب على رفع أعلام الاستسلام البيضاء، وإنما تواصل القتال تعبيرا عن رفض الهزيمة، وكانت المدفعية المصرية فى القنطرة تضع أمامها شعار عبدالناصر «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، بينما كان عبدالناصر يستغل تعاطف الروس مع القضية العربية واقتناعهم بشخصيته وسياساته فى مساعدة مصر لبناء قواعد ومصدات الصواريخ، كان روجرز يحاول التسويق لمبادرته لمدة 8 أشهر منذ 9 ديسمبر 1969 حتى 23 يوليو 70 تاريخ موافقة عبدالناصر عليها قبل أن تنال الأقدار منه وتحرمه من استكمال مشواره للنصر والسلام.

كانت مبادرة روجرز تقوم على 10 نقاط خاصة بمصر وإسرائيل و3 نقاط خاصة بالأردن، وكان هدف الاتفاقية -حسب حمروش- هو توقيع اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل والأردن تتضمن الحديث عن اعتراف متبادل بالسيادة ووقف الحرب، وقد ترك روجرز منصبه كوزير للخارجية بعد شهور قليلة من رحيل عبدالناصر عام 1971 قبل أن يستكملا تنفيذ الاتفاقية وظلت المنطقة فى حالة اللاحرب واللاسلم بتعبير هيكل، حتى اندلعت حرب أكتوبر 1973 وبدت كتمهيد لمفاوضات سلام قادمة انتهت بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979.

ويقول حمروش إن روجرز عاش حتى بلغ 88 عاما شهد خلالها اتفاقيات سلام ومبادرات لم تر النور، أو توقفت بسبب التعنت الإسرائيلى أو الانقسام الفلسطينى، لكنه كان يرى أن مبادرته لو كتب لها أن تنفذ على الأرض لتغير تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى.

دينيس روس.. مفاوض السلام عندما يتحدث باسم إسرائيل
«المثير للزوابع دائما والخادم الأمين لإسرائيل».. هكذا استقبلت الصحف العالمية خبر تعيين السفير دينيس روس مستشارا لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون لشئون الخليج وإيران، وقد عرف عن روس انحيازه لإسرائيل وهو مايزال يعمل كمستشار فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، وهو معهد كان مقربا من إدارة جورج بوش السابقة وممولا من اللوبى اليهودى الأمريكى «ايباك»، كما أنه معهد أكاديمى دائم نشر الأبحاث عن التهديدات التى تواجه إسرائيل وإلى جانب ذلك، فقد كان روس مبعوثا سابقا لعملية السلام فى الشرق الأوسط أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الأب وكلينتون، وقام بدور الوسيط فى مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى الاتفاق المؤقت عام 1995، لكنه كان منحازا بشكل كبير لإسرائيل، كما توسط فى اتفاقية الخليل عام 1997 وقام بتسهيل معاهدة السلام الأردنية-الإسرائيلية. ويعتبر روس من دعاة التفاوض الإسرائيلى مع سوريا لصالح أمن إسرائيل ومن أجل عزل وحصار حماس وحزب الله.

تيرى لارسن مهندس أوسلو.. وصف مجزرة جنين بالوحشية فاتهم الموساد زوجته بتلقى رشوة من الفلسطينيين
يعد النرويجى تيرى رود لارسن أحد مهندسى اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل.. أتاحت له مشاركته فى المفاوضات السرية التى أفضت لاتفاقيات أوسلو علاقات قوية مع قادة منظمة التحرير حتى كان الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات يناديه «صديقى»، ومن المعروف أن لارسن يحتفظ بصداقة قوية مع الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز.

كما شارك فى المفاوضات الأمنية بين أجهزة السلطة الفلسطينية وإسرائيل كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة.

تسببت نشاطاته بانتقادات لدوره فقد نقل مرة بسيارته الدبلوماسية رئيس الوزراء الفلسطينى أحمد قريع إلى مقر إقامة زوجته السفيرة فى هرتسليا للقاء سرى مع بيريز, لكن الاجتماع كشف بسبب تنصت المخابرات الإسرائيلية على بيت السفيرة النرويجية، مما تسبب فى حرج لجميع الأطراف.

أعلن أن ما ارتكبه الإسرائيليون فى مخيم جنين عام 2003 «فظاعة تفوق التصور» فكشف الإسرائيليون أن زوجته تلقت تبرعات مالية من مركز شمعون بيريز للسلام بقيمة 100 ألف دولار عام 1999، مكافأة لها ولزوجها على دورهما فى التوصل لاتفاق أوسلو مع قادة منظمة التحرير، وقد فشلت أوسلو فى تحقيق أهدافها وبعد مرور 16 عاما على توقيعها لم تتحقق للفلسطينيين دولتهم الموعودة وعاصمتها القدس، فلاتزال تسمى أراضى السلطة الوطنية «تحت الحراب الإسرائيلية» وقد انفصل جزء عنها بفعل الانقسام الفلسطينى.

تونى بلير : هل يغسل جرائم العراق بالسلام؟
«لقد كان تعيينه مبعوثا للسلام بمثابة كارثة» هكذا تصدرت اللافتات فى الشوارع الفلسطينية فى غزة ورام الله احتجاجا على تعيين رئيس الوزراء البريطانى السابق مبعوثا للسلام للشرق الأوسط لدى الرباعية الدولية، فلأول مرة فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى يتم تعيين شخصية متورطة فى خوض حرب وتدمير دولة العراق كمبعوث للسلام، رغم معارضة روسيا والاتحاد الأوروبى لهذا القرار، الذى اعتبرته دوائر كبيرة فى الغرب والشرق هدية بوش لحليفه تونى بلير جزاء له على دعمه اللامحدود للولايات المتحدة فى حربها على العراق، رغم عدم موافقة الأمم المتحدة، وقد أبدى بلير طوال فترة وجوده فى منصبه انحيازا لإسرائيل وزيارات متكررة لمستعمرات أطلقت عليها صواريخ فيما لم يبد اهتماما بالأطفال الذين لا يجدون أى دعم أو دواء أو حتى مسكن لهم، وقد فشل بلير فى وقف إطلاق النار فى غزة وفشل فى إعادة فتح المعابر التى أغلقتها إسرائيل رغم اتفاقها مع الرباعية الدولية عام 2005.

روبرت سيرى.. حماس العقبة أمام أى تسوية للقضية
«على حماس أن توقف إطلاق الصواريخ ووقف تهريب الأسلحة قبل دخولها فى أى تسوية سلمية».. هكذا بدأ الهولندى روبرت سيرى عمله كمنسق خاص لعملية السلام فى الشرق الأوسط وممثل شخصى للأمين العام للأمم المتحدة لدى السلطة الفلسطينية.

سيرى يجلب معه خبرة طويلة فى المجال الدبلوماسى حيث كان سفيرا لهولندا لدى أيرلندا، كما كان مديرا ومساعدا للأمين العام للأمم المتحدة لإدارة الأزمات بحلف الناتو، كما ترأس قسم الشرق الأوسط فى وزارة الخارجية الهولندية.

شهد سيرى الحرب الوحشية التى وصفت بالأسوأ فى الصراع العربى الإسرائيلى حرب غزة 2008 وكان موقفه شجاعا حين قدم تقريرا لبان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة ينتقد فيه استهداف إسرائيل للمدنيين ولمدارس الأمم المتحدة وواصل مساعيه حتى تم عمل لجنة لتقصى الحقائق حول جرائم الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، وقد رد سيرى على الانتقادات الإسرائيلية قائلا: إننى أعمل من أجل تعزيز جهود الأمم المتحدة لدعم المفاوضات الرامية إلى إنهاء النزاع الفلسطينى الإسرائيلى التى أعيد إطلاقها فى مؤتمر السلام للشرق الأوسط برعاية الولايات المتحدة فى أنابوليس، وليس من مصلحتى الانحياز لطرف على حساب آخر.

سيرى واصل انتقاداته لإسرائيل واستئناف سياسة هدم المنازل فى الضفة الغربية, وحذر الإسرائليين من أى تصرفات تبعث بشارات غير مشجعة تتناقض مع مزاعم إسرائيلية بالعمل على تحسين الظروف المعيشية فى الضفة الغربية، وإرساء مجتمع فلسطينى لإحلال السلام.
لعب سيرى دورا كبيرا أثناء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة من أجل وقف إطلاق النار، ودعا إلى وضع شروط جديدة على الأرض للحيلولة دون العودة إلى الوضع الذى كان قائما قبل الهجوم الإسرائيلى.

وتتضمن هذه الشروط كما يقول سيرى- تعهدا من حماس التى تسيطر على غزة بوقف الهجمات الصاروخية وتهريب الأسلحة، وكذلك فتح المعابر إلى غزة بشكل دائم، وإعادة غزة تحت قيادة السلطة الفلسطينية التى تحكم الضفة الغربية، وفى الوقت نفسه قام سيرى بزيارة قطاع غزة أكثر من مرة ودعا لإنهاء الحصار عن القطاع وفتح المعابر أمام الفلسطينيين، لإدخال المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والسماح بسفر الأطفال المصابين للعلاج بالخارج.

جورج ميتشيل.. صانع السلام فى أيرلندا.. هل يصنعه فى فلسطين؟
«وقف المستوطنات» مهمة صعبة يضعها الرئيس الأمريكى باراك أوباما على عاتق السيناتور جورج ميتشيل مبعوث السلام الجديد فى المنطقة لترميم ما فعلته إدارة بوش السابقة التى تركت الفلسطينيين وحدهم فى العاصفة وغضت بصرها عن التوسع الاستيطانى والجدار العازل والحصار المستمر للفلسطينيين.

لكن ميتشيل رغم كونه سياسيا مخضرما ومفاوضا ماهرا، إلا أنه أدرك جيدا صعوبة التفاهم مع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة نتنياهو والتى تعتبر المستوطنات خطا أحمر، بل إن وزير الخارجية الإسرائيلى نفسه أفيجدور ليبرمان يقيم فى مستوطنة بالقدس ويقوم برنامجه فى حزب إسرائيل على بناء المزيد من المستوطنات، بينما يريد ميتشيل التركيز بشكل أساسى على قضية المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، فهو يدرك -مثل غيره من السياسيين الأمريكيين- أن استمرار سياسة الاستيطان التى تتبعها الحكومة الإسرائيلية تقف عائقا حقيقيا أمام جهود السلام.

 هذا العائق يتضارب مع التأكيدات الإسرائيلية المتكررة بعدم بناء مستوطنات جديدة، ويتعارض أيضا مع الوعود الإسرائيلية بتفكيك ما يعرف بـ«المستوطنات غير الشرعية»، وتصر إسرائيل رسميا على أن توسيع المستوطنات القائمة حاليا يأتى استجابة للنمو الطبيعى السكانى لها، كما أن القدس تستمر فى تجاهل حقيقة اعتبار المستوطنات فى الأراضى المحتلة «غير شرعية» فقط فى حالة أن بناءها لم يتم بمصادقة الحكومة الإسرائيلية، بل إن المستوطنات فى كل المناطق المحتلة تتعارض مع مبادئ القانون الدولى، ولذا فهى كذلك «غير شرعية»، وعلى ميتشل أن يدرك أن مهمته فى إثناء إسرائيل عن سياسة الاستيطان لن تكون بالسهلة، وعليه يتطلب منه ذلك بذل جهود حيثية، لاسيما فى ضوء الخريطة السياسية الجديدة التى فرضتها حكومة نتانياهو، حيث إن القوى السياسية التى تتشكل منها الحكومة الإسرائيلية الجديدة، فيما يبدو، ليست مستعدة للوصول إلى توافق بخصوص التوسع الاستيطانى، لذا ينبغى على ميتشل أن يحاول إعطاء وعود وإغراءات، وكذلك ضغوط لإجبار إسرائيل على الوصول إلى تفاهم يقود إلى وضع نهاية للتوسع الاستيطانى. 

يشار إلى أن ميتشل، هو الذى ساهم فى صنع السلام فى أيرلندا الشمالية فى عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، كان قد تولى منصب المبعوث الخاص للشرق الأوسط ضمن إدارة الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، وخلال تلك الفترة، أعد ميتشل تقريرا حمل اسمه، وصدر فى العام 2001، وطالب فيه بوقف إقامة مستوطنات جديدة، كما طالب الفلسطينيين ببذل مزيد من الجهود لوقف العنف، ولكن بوش تدخل ومنع التقرير، وقام بعزل ميتشيل من منصبه.

لمعلوماتك...
1967 وصول مبعوث للسلام فى الشرق الأوسط إلى مصر وهو السويدى
جونار يارنج لتنفيذ القرار 242 بعد حرب 1967








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة