اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" فى عددها الصادر اليوم الخميس، بتسليط الضوء على موقف القادة العرب المتحالفين مع واشنطن إزاء الأوضاع المضطربة فى إيران، وقالت إن الصراع الذى خلفته نتائج الانتخابات الإيرانية، التى انتهت بفوز أحمدى نجاد، على ما يبدو يصب فى مصلحة هؤلاء القادة الذين طالما اشتكوا من أن نجاد يهدد استقرار المنطقة ويتدخل فى الشئون العربية التى لا تمت له بصلة.
يرى المحللون السياسيون أن وجود الرئيس الإيرانى، أحمدى نجاد فى السلطة يقلل من إمكانية تحسن العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، هذا التحسن الذى كان يخشاه العرب لأنه سيقوض مصالحهم فى المنطقة. وفى الوقت نفسه، يتوقع المحللون أن النزاع على الانتخابات، سيضعف القيادة الإيرانية ويعوق تأثيرها سواء داخل إيران أو خارجها، وذلك لأنها ستضطر إلى التركيز على إحلال الاستقرار الداخلى أولاً فى البلاد بعد انقشاع غيمة الاضطرابات.
يقول عدنان أبو عودة، مستشار سابق للملك حسين عاهل الأردن: "عندما تكون إيران قوية وعنيدة، لا تروق للقادة العرب، وعندما تكون قريبة من الغرب، لا تروق لهم أيضا".
ولكن على الرغم من ذلك، يحذر المحللون السياسيون من أن هذه النتيجة لا تتعدى كونها "تفكير آمل"، وذلك لأن هناك مراكز قوى أخرى أكثر تأثيراً على السياسية الإقليمية من الرئيس متمثلة فى المرشد الأعلى، آية الله على خامنئى والجيش الإيرانى. وهناك كذلك احتمال أن القيادة المقسمة ستسعى لإثارة الاحتقانات الإقليمية لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية.
ويقول كاتب التقرير، مايكل سلاكمان، أن الأزمة الإيرانية ربما تكون بمثابة العظة للقادة العرب الذين كانوا شهودا على اندلاع ثورة تكنولوجية هائلة، متمثلة فى شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعى، والتليفونات المحمولة، والتى كان لها أكبر الأثر فى تقويض قوة قادة الجمهورية الإسلامية.
ولكن يرى سلاكمان أن هناك اختلافات ثقافية واجتماعية كبيرة بين إيران والدول العربية، التى لم يخش قادتها أن تلهم الاحتجاجات فى إيران مواطنيهم بالاعتراض. إيران دولة مهمة ومؤثرة فى الشرق الأوسط، ولكنها بعيدة عن الشارع العربى السنى، لأنها بالأساس دولة تهيمن عليها الأغلبية الشيعية.
ويلفت الكاتب من ناحية أخرى، إلى أن إيران قد ألحقت ضرراً كبيراً بصورتها فى المنطقة عندما انتشرت، بفضل تكنولوجيا المعلومات، مشاهد الفيديو التى يظهر فيها المتظاهرون الإيرانيون يتعرضون للضرب والإهانة بواسطة رجال الباسيج. ويتوقع سلاكمان أن تتعرض مصداقية حلفاء إيران فى المنطقة، مثل سوريا، وحزب الله فى لبنان، وحركة حماس فى الأراضى الفلسطينية، إلى الخطر، وقد يتأثر كذلك التمويل الذى يحصلون عليه من الدولة الشيعية، إذا انتهت أزمة ما بعد الانتخابات بقمع قوى المعارضة.
ويقول سلاكمان إن الحكومات العربية المتحالفة مع واشنطن تشكل جزءاً لا يتجزأ من المعسكر الذى يعزز مبادرة سلام بين العرب وإسرائيل، وتتهم إيران بعرقلة عملية السلام عن طريق تمويل حماس وحزب الله، وأيضا عن طريق مهاجمة قادة هذا المعسكر. ويقول المحللون أن العرب يريدون الآن استعادة ريادتهم، وإبطاء قوة إيران المتصاعدة وتأثيرها فى المنطقة بعدما اجتاحت المظاهرات والاحتجاجات شوارع إيران، كما يسعون لاستغلال أزمة إيران لتقويض الإسلام السياسى بوجه عام.
يقول سلاكمان إن العالم العربى يحكمه قادة وملوك وأمراء استبداديون، ينظرون إلى الحركات السياسية الإسلامية، مثل جماعة الإخوان المسلمين فى مصر والأردن، على اعتبار أنها تحدياً لشرعيتهم وسلطتهم.
نيويورك تايمز تلقى الضوء على استغلال الأزمة فى إيران
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة