مصطفى كمال يكتب: عروسة للمزاد.. ومين يتجوز؟!

الخميس، 25 يونيو 2009 10:04 ص
مصطفى كمال يكتب: عروسة للمزاد.. ومين يتجوز؟!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شر لابد منه... هكذا يقول الناس خاصة المتزوجين منهم عندما تأتى سيرة الزواج، فهم بقدر الإمكان يحاولون إقناع المغفل الجديد بعدم جدوى هذا المشروع الذى أثبت فشله الذريع على طول السنين، لكن لفحة الحب التى تسطل الشاب فى هيام من وقعت عليه عينه تغيبه عن الواقع، ليتخيل أنه سيصبح استثناء لتلك القاعدة العريضة من النادمين على تحويشة العمر التى ضاعت هباء فى مشروع الزواج، وبعد أن تفشل كل المحاولات لإقناعه يتقدم المتوفى أقصد المتقدم لتسجيل اسمه فى المزاد بأن يأخذ ميعاد لمقابلة والد الست اللى هتطلع عينه مستقبلاً، وبعد قبوله مبدئياً بعد التأكد من خلو صفحته الجنائية من أى بصمات إجرامية أو قضايا تمس السمعة يتم تحديد جلسة للمزاد العلنى والذى يكون بين طرفين هما أهل العريس وأهل العروسة، ليتم الاتفاق على المطلوب لإتمام هذا المشروع الفاشل.

وعند وصول الموعد لساعة الصفر تنسى كل الأطراف الحديث عن أهمية القبول والموافقة كشرط أساسى، وكون أن العريس ابن حلال وأن العروسة ذى بنتنا وأحنا بنشترى راجل واللى ماتقدروش عليه رقبتنا سدادة، وتبدأ الجلسة الفعلية للمزاد والكل يراوغ ويستخدم كل الطرق الحربية والإستراتيجية والفنية للخروج من هذا المزاد بأقل خسائر أو إن صح التعبير بأكثر الغنائم، فكل طرف يريد أن يتهرب من الغسالة والثلاجة والسجادة والنجفة والصالون والنيش والسفرة وقد يفشل المزاد بسبب تليفزيون 14 بوصة أو حتى مكنسة خشبية، وإن لم يفشل المزاد فغالباً يخرج الطرفان وكلا منهما يشعر بالهزيمة أمام الطرف الآخر وأنه قد انضحك عليه وأن العروسة تستحق أفضل من هذا فهى تقدر بثقلها ذهب على أساس أنها تحفة نادرة ومحفوظة فى المتحف.

وبهذا تحول الزواج فى عصرنا الحديث إلى بيع وشراء، ومزاد غير شريف، ونسى الناس الحديث الشريف الذى يقول "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، وتم تبديل معالمه بتجاهلهم لمعناه ومغزاه وأصبحوا يطبقوا مقولة إذا جاءكم من ترضون محفظته ورصيده فى البنك فشيلوه!.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة