من يتابع الحوادث التى تجرى على أرض مصر لابد أن يصاب بالرعب، فلم نعد نعرف من أين تأتى المصائب، ولم يعد هناك أمان لا من قريب ولا من غريب، حتى من نقدم لهم العون والمساعدة ، ماعدنا نعرف من أين تأتى الطعنات الغادرة، ولم يعد يقتصر الأمر على شغالة أو خادم، بل قد تأتى من أقرب الناس من أجل الحصول على المال بأى وسيلة، فماذا حدث للمصريين، وهل حقيقى أن الفقر أصبح الدافع الرئيسى وراء هذه الجرائم البشعة.
إن الفقر ليس غريبا على كثير من المصريين، وهو منتشر فى كثير من ربوع مصر، خاصة القرى المحرومة من كل شىء، وقديما كان فقراء هذه القرى يحمون أموال الأغنياء لأنهم يشعرون أن لهم نصيبا منه.
وقد تكون قناعتهم ورضاهم وتراحم أهل الريف ومروءة معظمهم تحميهم مما نراه اليوم من هذه الجرائم البشعة، واليوم وقد تبدلت حياة المصريين وتيسرت أحوال الكثير منهم مع موجات المسافرين إلى الدول العربية والمهاجرين إلى الدول الأوربية الذين يتدافعون فى قوارب الموت من أجل المال ومزيدا من المال وكل منهم يمنى نفسه بما يراه حوله ممن عادوا يشيدون الأبراج الفارهة فى نجوع مصر، ومع ذلك لم تتوقف الجرائم بل تتزايد وتتنوع لدرجة لا يمكن تخيلها ولا توقعها، ولم يعد يأمن أحد على أبنائه لا داخل المدرسة ولا فى الشارع، ولا حتى فى البيت، وابتكر المجرمون طرقا وحيلا غريبة للإيقاع بضحاياهم وانشغل الناس ولم نعد نرى جارا يسأل عن جاره أو قوى يرد مظلمة لضعيف ولم نعد نرى شهامة المصريين فى المحن.
البنات تختطف فى الشوارع جهارا نهارا والمخدرات أصبحت القاسم المشترك بين شباب ضائع وعاطل هدفه الحصول على جرعة مخدر من أجل لحظة سعادة زائفة ... كل هذا يحدث لوجود نماذج دخيلة على المجتمع المصرى من مستحدثى النعمة تصر على الحياة المزيفة والمستفزة وتقلد الآخرين فى كل ماهو سىء هذه النماذج مع الأسف تملأ وسائل الإعلام وتفرض نفسها علينا وتقتحم على الناس حياتهم دون استئذان فتثير ضعاف النفوس وذوى الميول الإجرامية لماذا لا نكون مثل هؤلاء والمجرم ومدمن المخدرات لا يفرق ولايعرف الشفقة مع فريسته، فإذا اعترض طريقه أحد تكون النتيجة هى القتل هذا ماحدث وماسيحدث مالم ننتبه .
إن القضية تعدت مسئولية الأمن، إنها قضية مجتمع بأكمله، مجتمع يعيش فى خوف، ولابد أن يستنفر كل طاقاته وقيمه لأن القادم لن يبقى على أحد، لابد من تغيير كل القيم السلبية التى اجتاحت الشارع المصرى .
نحن فى حاجه لتضافر كل القوى، فى حاجة إلى رجال الدين للمدرسة وللجامعة ولكل مؤسسات المجتمع، نحن فى حاجه لإعادة القيم النبيله للمجتمع المصرى. فى حاجة لتكافل اجتماعى حقيقى .وأخيرا نحن فى حاجه لقصاص عاجل للخارجين على القانون ونحتاج لردع كل من يقدم على مثل هذه الجرائم لنعيد الأمن والطمأنينة إلى المصريين .
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة