مع تسليمى الكامل بأن منتخبنا لكرة القدم قد قدم أداءً راقياً فى بطولة كأس العالم للقارات، خاصة فى مباراتى البرازيل وإيطاليا، لدرجة أن طموحاتنا كمشاهدين تخطت أمنية التمثيل المشرف إلى حلم المنافسة على البطولة، والظهور للمرة الأولى على منصة التتويج، ولم لا وقد قدم لاعبونا كرة قدم فاقت كل التصورات؟، إلا أن هناك ملاحظة جديرة بالذكر - وتستوجب التأمل والبحث والعلاج - تظل هاجساً يطارد شخصية اللاعب المصرى فتؤثر على أدائه بالسلب، وذلك حين تعقد الآمال على قدرته فى تحقيق إنجاز يبدو للناظرين قريبا، فيتحول اللاعب من نجم متألق يصول ويجول إلى مجرد شىء معتم مأفول.
نعم إن لاعبينا لا يتألقون إذا طُلب منهم التألق، ولا ينجزون إذا طُلب منهم الإنجاز، ولا يحققون البطولة إذا توقعها أغلب الناس، وكأن كل ما سبق لا يُحفز همة اللاعب، بل يُشكل ضغطاً وعبئاً عليه، أو يكون مدعاة لتراخيه وغروره، وهذا ما حدث بالضبط فى مباراتنا الأخيرة مع المنتخب الأمريكى، حين تصورنا وتصور معنا لاعبو المنتخب أن الفريق الأمريكى هو الأسهل بين فرق المجموعة، وما هى إلا تسعون دقيقة وسوف نعبر من خلاله إلى نصف النهائى، ولك أن تقرأ ذلك فى أحاديث المحللين، وفى تصريحات اللاعبين، بل وفى تشكيل الفريق للمباراة وفى طريقة أدائه.
وظنى المتواضع أننا لو لم نفرط فى مدح اللاعبين عقب مباراة إيطاليا، أو أننا لم نشعر اللاعبين بالأهمية الملحة لعبورهم إلى نصف النهائى، أو أننا قد لعبنا بنفس الطريقة التى أدينا بها أمام إيطاليا، لحققنا إنجاز اللعب فى قبل النهائى مع أسبانيا، ولكن تضافرت كل العوامل السابقة لتمثل حملاً ثقيلاً أقعد إرادة اللاعبين عن الإبداع وأخذ زمام المبادرة فى مباراة أمريكا، ولكم أن ترجعوا إلى كثير من مباريات منتخبنا التى خضناها ونحن من الفوز واثقين فكانت النتائج عكس التوقع والتخمين.
إذاً فالأمر يحتاج إلى اعتماد الطب النفسى فى مجال الكرة، من أجل ضبط الأداء العصبى للاعبين تحت التأثيرات المختلفة، بحيث لا يتفاوت أداء اللاعب بشكل مضحك من مباراة لأخرى على نحو ما شاهدنا، وذلك يستلزم ندب خبراء فى علم النفس الرياضى وعلى دراية تامة بطبيعة الإنسان المصر، ليكونوا سنداً للمنتخب فى تتمة مشواره فى تصفيات كأس العالم، وسوف ترون بعد ذلك النتائج المرضية.
عبد القادر مصطفى يكتب: لوغاريتم منتخب مصر للكرة
الخميس، 25 يونيو 2009 10:00 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة