تواجه شركات السياحة أزمة حقيقية مع بوادر ضياع موسم العمرة هذا العام، والتى قدرت خسائرها المبدئية 300 مليون جنيه، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية أن مرض «أنفلونزا الخنازير» وباء عالمى، والذى أدى إلى تراجع الكثير عن القيام بالعمرة، رغم بداية شهور الذروة "رجب – شعبان – رمضان"، رغم أن شيخ الأزهر أفتى أيضاً بعدم إلغاء موسم العمرة والحج.
قال خبراء وأصحاب شركات سياحية فى مصر، إن الإعلان خلق حالة من البلبلة والاضطراب بين أوساط راغبى أداء العمرة والحج هذا العام، وهو الأمر الذى أدى إلى مواجهة العديد من الشركات لشبح الإفلاس، خاصة أن شركات كثيرة تعول على موسم العمرة والحج فى تعويض خسائرها.
وكشف محمود طايع رئيس مجلس إدارة شركة نورجيت، أن 50 شركة تراجعت عن تنظيم موسم العمرة بسبب انخفاض نسب الحجوزات بشكل مبالغ فيه، وأن بعض الشركات تخوفت من زيادة الخسائر، وقررت إعلان انسحابها من تنظيم موسم العمرة، مؤكداً أن أصحاب الشركات السياحية، تقدموا بطلب إلى وزير السياحة لضرورة التدخل الفورى لدى السلطات السعودية، لإيجاد آلية لضمان أو رد ما يقرب من 300 مليون دفعتها الشركات المصرية كمقدمات حجز للفنادق السعودية، لموسمى العمرة فى صورة دفعات حجز "غير مستردة" وفقا للتعاقدات التى تمت بين الطرفين.
ولفت سيف العمارى أمين صندوق اتحاد الغرف السياحية، إلى أن المشكلة الأهم للشركات الآن، هى دفع المقدمات فى السكن والنقل، ونفى أن تكون شركة أو أكثر من شركات السياحة قد أعلنت إفلاسها من جراء هذا الأمر حتى الآن، معللا أن الشركات الجيدة تضع فى حساباتها أى ظروف للسوق وتتوقع الخسارة والمكسب، وقال إن ما يشغل بال الجميع الآن هو الإعداد لعقد يتم بين شركة السياحة والمعتمر حتى لا يعود بالتعويض على الشركة التى نظمت له رحلة العمرة، والتى دفعت مقدم الحجز للسعودية.
من جانبه، أضاف أشرف شيحة عضو غرفة الشركات السياحية، أن شركات السياحة تعرضت إلى خسائر فادحة بسبب مخاوف مرض أنفلونزا الخنازير، وأن نسبة الحجوزات الجديدة على رحلات العمرة وصل مؤشر الانخفاض بها إلى 40%، رغم أن عمرة يونيه هى من أرخص العمرات إذا ما قورنت بعمرة شهر رمضان، موضحاً أن السبب فى هذا الوضع هو حالة الخوف والهلع التى تنتاب المعتمرين من أنفلونزا الخنازير، وأكد شيحة أنه برغم الخسائر التى تتكبدها الشركات، لكن الحفاظ على حياة المعتمر أهم بكثير من الخسائر المادية.
أما ماهر نصيف رئيس لجنة النقل بغرفة الشركات السياحية، أكد أن الوكلاء الملاحين تضرروا من انخفاض نسبة الحجوزات بالعبارات وبلغت 50% فقط، مقارنة بالعام الماضى والتى بلغت 100%، وقال إن نسبة الإشغال الحالية للعبارات لا تغطى تكلفتها، مما يعد خسائر فادحة للمشغلين، مشيرا إلى انخفاض عدد العبارات التى تعمل لنقل المعتمرين إلى أربع عبارات فقط لضعف الإقبال على موسم العمرة، وأكد أن المؤشرات الأولية لعمرة رمضان غير مطمئنة بالمرة وتعد كارثة حقيقية إذا ظل المعدل فى انخفاض.
السؤال الآن، هل يمكن أن تعوض هذه الشركات خسائرها بعد أن أفتى شيخ الأزهر بعدم إلغاء موسم العمرة والحج هذا العام؟!!
300 مليون جنيه الخسائر المبدئية لشركات السياحة لإلغاء حجوزات العمرة..
شبح الإفلاس يهدد شركات السياحة الدينية بسبب أنفلونزا الخنازير
الخميس، 25 يونيو 2009 08:12 م