محمد حمدى

تأجيل الحج والعمرة

الخميس، 25 يونيو 2009 01:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد ظهور أول إصابة بأنفلونزا الخنازير لمصرى عائد من العمرة، تجدد الجدل مرة أخرى حول مطالب بتأجيل الحج والعمرة هذا العام، أو فى حالة استشراء الفيروس، ورغم أن وباء الأنفلونزا لم ينتشر بشكل وبائى وواسع، ولم يؤد إلى وفيات كبيرة، فإن هذا الموضوع أصبح يشغل الناس بشكل كبير، وتحول إلى موضوع عام يدلى فيه أى مواطن عادى بدلوه.. مما يستدعى الحسم الدينى السريع، منعا لاجتهاد من ليس لهم حق الاجتهاد أو الفتوى.

وحين رجعت لأقوال القادة الدينيين فى العالم الإسلامى وجدت رأيا مهما للدكتور على جمعة مفتى مصر بتاريخ 21 مايو الماضى يدعو فيه إلى "الاجتهاد الجماعى بين كل المجامع الفقهية المعترف بها على مستوى العالم الإسلامى للخروج بفتوى موحدة توضح موقف الشريعة الإسلامية حول مدى جواز تأجيل أداء الحج والعمرة بسبب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير".

وقال المفتى أيضا "لا ينبغى أن تصدر هذه الفتوى بصورة فردية، إنما بصورة جماعية بحضور فقهاء الأمة الإسلامية، والتنسيق مع المجامع الفقهية المعتمدة".. وقال أيضا أن التأجيل فى حالة انتشار فيروس بصورة كبيرة له جانب فنى تحدده الجهات المعنية مثل وزارات الصحة والبيئة والزراعة ثم تأتى بعد ذلك، وبناء على تقارير هذه الوزارات، اجتهادات علماء الأمة الإسلامية لتحديد موقف موحد من هذا الخطر.. وأكد أن حفظ حياة الإنسان ووقايته من الأمراض من مقاصد الشريعة الإسلامية".

والغريب أنه رغم مرور أكثر من شهر على هذه التصريحات لم يعقد علماء المسلمين أو دور الإفتاء أو المجامع الفقهية أى اجتماع على مستوى الأمة لبحث القضية، ووضع النقاط على الحروف، أو حتى الإجابة عن أسئلة الناس، الذين يعيشون حالة من التشتت بين الجواز والمنع من ناحية وبين من له حق الافتاء ومن ليس له هذا الحق من ناحية أخرى. فمثلا فى ندوة فى نقابة الصحفيين مساء الأربعاء رأى أحد المشايخ أن هذه الفتوى يجب أن تصدر عن دار الإفتاء، بينما رأى الداعية صفوت حجازى أن تصدر عن هيئة كبار العلماء بالسعودية.. وفى كل بلد عربى وإسلامى هناك فتاوى تجيز التأجيل وأخرى لا ترى ضرورة لتعطيل الركن السادس من أركان الإسلام لأن البلاء لم ينتشر.

وفى هذه الحالة لا يبدو اختلاف الفقهاء رحمة، وإنما يؤدى الخلاف إلى البلبلة بين الناس، صحيح أن أنفلونزا الخنازير ليست بالخطورة التى تم التحذير منها فور الكشف عن الفيروس، وصحيح أيضا أن تصريحات معظم المسئولين فى وزارات الصحة أو منظمات الصحة العالمية تتحدث حتى الآن عن فيروس ضعيف، يمكن مواجهته والقضاء عليه فى حالة اكتشافه خلال 48 ساعة، فإننا لا يجب أن ننتظر وقوع البلاء واشتداد الفيروس، أو عودته فى الخريف القادم بشكل أكثر حدة وخطورة.

لذلك فإن على المؤسسات الإسلامية الكبيرة والمشهود لها مثل هيئة علماء المسلمين فى السعودية أو الأزهر الشريف، أو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدعوة لمؤتمر عالمى يشارك فيه علماء الأمة من كافة الأقطار وتوضع أمامهم الحقائق العلمية كاملة.. عن الفيروس ودرجة خطورته وحجم انتشاره، ومراحل تطوره.. ثم يصدر العلماء فى ضوء ما يناقشونه من معلومات علمية، والدراسة الشرعية، رأيا واحدا يكون ملزما لكافة المسلمين فى العالم.

ومع عظيم احترامى لكل المسئولين عن الصحة على المستويات العالمية والمحلية، إلا أنه حين يتعلق الأمر بركن من أركان الدين فيجب أن يعود القرار فيه لأصحاب الحق فى الفتوى الدينية، كما أنه ليس من حق أى شخص أوداعية التصدى للفتوى بشكل فردى فى قضية عامة تهم جميع المسلمين فى جميع بقاع العالم. وكلنا أمل فى الحصول على هذه الفتوى وألا يكون مصيرها مثل قضية توحيد أهلة الشهور الهجرية التى فشلنا فى حسمها منذ عشرات السنين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة