طاعون أو مخلفات أسلحة بيولوجية أو أنفلونزا الخنازير، النتيجة واحدة توقعها خبراء السياحة فى الإسكندرية ومطروح وقرى الساحل الشمالى هى ضرب الموسم قبل أن يبدأ، فالجميع بدأ يعيد التفكير مرة أخرى سواء من المصريين أو العرب أو الأجانب فى السفر إلى هذه المناطق لقضاء أشهر الصيف هروبا من الحر الشديد.
ورغم توقعات البعض بأن يكون المصيف مزدحما هذا العام منذ بدايته فى شهر يونيو بسبب اختصار فترة المصيف إلى شهرين ونصف بدلا من ثلاثة لقدوم شهر رمضان كما كان متوقعا بما يترتب عليه من زيادة الدخول وارتفاع أسعار الشقق والشاليهات والفنادق، وبالتالى مضاعفة الأرباح التى ينتظرونها من الصيف إلى الصيف لكن «الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن».
فقد جاءت الرياح بخبر ظهور وباء الطاعون فى ليبيا بالقرب من الحدود المصرية لينضم الوباء الجديد إلى وباء الخنازير المتمثل فى الأنفلونزا، ناهيك عن وباء الطيور الذى خبا الحديث عنه مؤقتاً بعد الإعلان عن الطاعون.
الحديث عن الطاعون دفع الأجهزة الصحية لاتخاذ إجراءات وقائية، بدأت بفرض حالة طوارئ على الحدود مع ليبيا والطريق الدولى الذى يبدأ من السلوم مع شن حرب واسعة لمواجهة الفئران التى تمثل المصدر الأساسى لنقل الطاعون، ألغيت حجوزات مصايف كثيرة من الآن والبعض توجه لقضاء المصيف على سواحل أخرى مثل شرم الشيخ التى انخفضت أسعارها لما يقارب النصف، بسبب تراجع السياحة العالمية، وآخرون أجلوا قدومهم لمطروح لحين اتضاح الصورة.
ويقول محمد السيد، من أهالى مطروح إن أسرته تمتلك عمارة بها 8 شقق مفروشة تطل على البحر هى مصدر دخلهم طوال العام فى مثل هذا الموعد من الصيف تكون معظمها مؤجرة بواقع 200 إلى 250 جنيه للشقة الواحدة على أن يزيد هذا السعر خلال شهرى يوليو وأغسطس، لكن حتى الآن لم نؤجر سوى شقتين وبأسعار أقل من المعتاد، كما أن هناك من قام بإلغاء حجزه عقب نشر أخبار الطاعون فى ليبيا ولا ندرى هل هذا هو السبب الحقيقى أم أن الأزمة العالمية وراء ذلك.
حسام البنا، مشرف على أحد الفنادق الشهيرة، أكد أنه من الصعب تحديد تأثر مطروح بظهور الطاعون فى ليبيا، لكن عوامل أخرى تؤثر فى النشاط الصيفى هذا العام منها الأزمة المالية العالمية، وأضاف أنه لا ينكر وجود انخفاض فى الإيجار عن الفترات السابقة المماثلة وهناك «جروبات» ألغت حجوزاتها وشركات متعاقدة خفضت أعدادها.
علاء عبدالشكور، مدير عام إدارة السياحة والمصايف بمحافظة مطروح، قلل من تأثير ظهور الطاعون فى ليبيا على السياحة فى مطروح أو على حجم الإشغالات فى المنشآت السياحية، مشيرا إلى أن مطروح لم يظهر بها أى إصابات، كما أنه لم تسجل أى إصابة بالمرض داخل مصر.
وفى الإسكندرية أقرب المدن لمطروح يؤكد هشام عزت، رئيس لجنة السياحة بالمجلس الشعبى المحلى، أن الإسكندرية سوف تتأثر وسينخفض موسمها السياحى هذا العام بنسبة لا تقل عن 20 % بسبب المخاوف من مرض الطاعون، باعتبار أن الإسكندرية من المدن القريبة من الحدود الليبية، مشيراً إلى أن النسبة قد ترتفع إذا لم تقم وزارة الصحة الليبية بحصر المرض فى بلادها، ونفس الأمر بالنسبة للساحل الشمالى الذى يقترب أكثر من الحدود
وأشار أنه إلى الآن وعلى عكس المتوقع لم تقم وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة السياحة فى السيطرة على الحدود، خاصة أن الإسكندرية من المدن التى اعتادت أعداد كبيرة من الليبيين على النزوح إليها لقضاء الإجازات بالموسم الصيفى، الأمر الذى يعرض الإسكندرية لمزيد من المخاطر فى نقل المرض.
ورغم المخاوف ينفى اللواء إيهاب فاروق، وكيل وزارة السياحة ورئيس اللجنة المركزية بالمصايف، تأثر الموسم السياحى بالإسكندرية هذا العام بسبب الأمراض الوبائية، مؤكداً أن الإسكندرية بمنأى عن مرض الطاعون، وأكد أن ما يحدث الآن هو مجرد إجراءات احترازية تتخذها وزارة الصحة.
وتوقع فاروق زيادة عدد المصطافين هذا العام فى المقابل تشهد مدن الساحل الشمالى ومارينا حالة من القلق منذ ظهور أنباء الطاعون، حيث خلا كثير من الفيلات والشاليهات. في حين بدأت وزارة الصحة اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة أى احتمالات.
لمعلوماتك...
◄الطاعون:
مرض بكتيرى معد حاد، وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، ويصنف كأحد الأمراض الخطيرة التى تسبب أوبئة فى حالة عدم السيطرة عليها، ويسببه نوع من بكتيريا اليرسينية الطاعونية، تتراوح فترة الحضانة فيها ما بين 15 - 67 يوما.
◄5 ملايين شخص:
ضحايا مرض الطاعون فى مصر عام 1346 ميلادية لينخفض عدد سكانها إلى 3 ملايين نسمة، وخلال فترة اشتداد المرض فى الفترة من 1347م إلى 1349م، مات فى القاهرة وحدها 200 ألف شخص من الطاعون.