تعبت من تطرفنا فى مشاعرنا فى كل شىء.. وخاصةً فى انطباعاتنا عن الناس وحكمنا على الناس... حتى فى محاسبة الناس والمسئولين... حاجة لها العجب... وتظهر هذه العادة "القبيحة جداً" بقوة وبشدة فى كرة القدم... فتجد المصريين يهتفون بحياة أحدهم سواء لاعب أو مدرب وعندما يذل ذلة واحدة تجده يصل لدرجة الخيانة والعمالة فى نظرهم... سبحـــان الله.. وإن كان هذا فى الكرة فهو على نحو أهدأ لكن "أســوأ" فى السياسة... فعندما نكون مرتاحين لشخص ما ولو بدون أسباب منطقية إلا أن شكله "راجل طيب" أو "كلامه سكرة" أو حتى لأنه فقط لمح بطرف عينه بشكل مش حلو لإسرائيــل.. عندها يكون هذا الرجل حامى الحمى وأسد الوغى وتيت تيت تراباتا تيت..... الخ.
ورغم أن هذا أبعد ما يكون عن السياسة ورغم أننا جربنا وقاسينا عدة تجارب مماثلة تماماً ومازلنا نجرب.. إلا أننا لا نتعلم أبداً.. ومازلنا كتيبة "الهتيفة" لكل من ييجى على هوانا إلى أن يعمل مصيبة ويخيب أملنا وساعتها ييجى واحد زيى شامتاً ويقول "شوفتوا مش قلتلكوا؟!" .. نخش بقى فى الموضوع.. عمنا وتاج راسنا السيد "باراك حسين أوباما" الذى يجمع اسمه الثلاث ديانات.. كوكتيل عجيب وظاهرة فريدة فى عالم السياسة.. رغم تخلص أمريكا من العنصرية "ظاهرياً" إلا أنه لا أحد كان يصدق أن يحكم أمريكا شخص أسود من أصول أفريقية.. وأيضاً له عرق مسلم "رغم تنصله منه تماماً" فهذا ما زاد وغطّى.. وهذا ما حبّبنا فيه وجعلنا نعلق الآمال عليه.. ناسين أو متناسين أو مش فاهمين أنه مهما كان الذى يحكم أمريكا ليس له من الأمر شىء.. ولو كان كما "نتمنى" حاشا لله ما كان وصل أصلاً وما استمر لثانية فى المنصب...
يحضرنى مَثَل شعبى هنا يقول "لو كان فيه خير ما كان رماه الطير"... فأوباما لا يختلف عن بوش أو عن كلينتون إلا فى اللون والملامح لكن كلٌ سواء... وأتعجب أنه كيف بنا ننتظر من شخص لا ينتمى لنا ولا لقضيتنا بل يصنفه البعض من الأعداء "سياسياً" أن يقف معنا فى قضية تخاذل فيها زعماؤنا أصحاب القضية ويحكمون أصحاب القضية؟!.. إلى متى سنظل ننتظر نصرنا من رحمة أعدائنا؟!.. إلى متى سنظل ندعو بأن يكون رئيس أمريكا ورئيس وزراء إسرائيل القادمين عندهم شوية رحمة بنا ولا ندعو بأن يكون زعماؤنا عندهم شوية "نخوة"؟! .. عجيب أمرنا وأقولها هنا وفى كل مكان أنه لو حكم أمريكا شخص مسلم عربى لن يغير من سياستها شىء إلا فى لغة الخطاب والنظرات وتوزيع البسمات.. وإن أردتم الدليل هاكم الدليل أن أوباما زاد الدعم العسكرى لإسرائيل عن سابقه بوش بـ25% وتمت الموافقة على 105 مليارات دولار دعماً للحرب بأفغانستان والعراق.. أما آنَ أن نستيقظ أيها النائمون فى الأرض.. ونتذكر ما قلناه عن كلينتون وبوش أول أمرهم؟!! أطرف ما شاهدت عن أوباما كليب على "اليوتيوب" يبين مدى التشابه فى ملامح الوجه بين أوباما و"أوسامه" بن لادن وبالفعل هناك تشابه بينهما وأنه لا يستبعد أن يكون هو هو متنكراً.. قبل أن تضحكوا لا تنسوا أن تبكوا على سذاجتنا وغبائنا الذى أنسانا قول ربنا: ((إن تنصُروا الله يَنصُركم ويُثبّت أَقدامَكم)) ((وما النَّصرُ إلا مِن عِندِ الله)).. وليس من عند أمريكا وبدلاً من أن ننتظر رحمتهم وتعاطفهم التى لن تحدث فلنُعِدّ لهم قوتنا وعُـدَّتنا كما أمرنا ربنا لنستعيد كرامتنا أو ما بقى منها.
الدكتور بهاء الدين محمد يكتب: ((أوبـــامـــــا)) بن لادن... القنــــاع والحقيقـــة!
الخميس، 25 يونيو 2009 11:53 ص
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة