أوباما وساركوزى.. موقفان مختلفان من الحجاب

الخميس، 25 يونيو 2009 01:47 م
أوباما وساركوزى.. موقفان مختلفان من الحجاب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تعلق على انتقاد الرئيس الفرنسى للنقاب
إعداد ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
علقت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية، على انتقاد الرئيس الفرنسى النقاب، ووصفه له بأنه من أشكال الاستعباد. وقارنت الصحيفة بين موقف الرئيس الفرنسى ونظيره الأمريكى باراك أوباما الذى عبر عن دعمه لحرية التعبير الدينية فى خطابه الذى ألقاه إلى العالم الإسلامى فى الرابع من يونيو.

وتقول الصحيفة: فى معركة النقاب والحجاب، لم يجد الرئيسان الغربيان القادمان من دول مدافعة عن الحرية، وهى فرنسا والولايات المتحدة، أية أرضية مشتركة بينهما. ففى الاثنين الماضى، انتقد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى النقاب بشدة، واعتبره شكلاً من أشكال الاستعباد وتعهد بحظره من الجمهورية الفرنسية. موقف ساركوزى الذى عبر عنه فى خطاب أمام البرلمان فى بلاده جاء بعد أقل من شهر من الموقف المختلف للرئيس الأمريكى باراك أوباما حول موضوع حجاب المرأة المسلمة.

ففى خطابه إلى العالم الإسلامى، دعا أوباما الدول الغربية إلى تجنب الإشارة إلى ما يجب أن ترتديه النساء المسلمات، قائلاً إن مثل هذا الأمر يؤسس العداوة تجاه الدين بدعوى الليبرالية أو الحرية. وقد بدأ النقاش الأمريكى الفرنسى حول الأزياء، وهى القضية التى أثارت الخلاف بين رئيسين، عندما التقيا فى الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لإنزال نورماندى فى السادس من يونيو.

فكانت بعض الجماعات النسائية الفرنسية قد غضبت مما قاله أوباما فى خطاب القاهرة، الذى قال فيه: "اتجاهنا الأساسى (فى أمريكا) أننا لن نقول للشعب ما يرتديه".

وكان رد ساركوزى مبنياً أيضا على الدفاع عن الحرية، كما تقول ساينس مونيتور، رغم أنه كان من منظور مختلف. حيث قال: "بإمكان الشابة المسلمة ارتداء الحجاب بشرط أن تكون اتخذت هذا القرار بحرية ودون أن يتم إجبارها من قبل أسرتها أو المحيطين بها".

ويأتى أساس الاختلاف بين الموقفين بشكل كبير من منطلق حرية فعل الشىء ، وأساس الحرية. فأوباما يؤيد حق المرأة فى أن ترتدى ما تشاء خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن حريتها الدينية.. والدافع الذى يحرك ساركوزى أيضا هو رؤيته لحق المرأة، لكن فى حالته، من أجل التحرر من هؤلاء الذين يفرضون وضعاً من الدرجة الثانية.

فموقف ساركوزى مبنى على رؤية الجمهورية الفرنسية شديدة العلمانية التى تحترم حرية الدين، ولكنها لا تشجع التعبير عن الاختلافات الدينية فى الأماكن العامة مثل المدارس وغيرها من المؤسسات العامة.

وعلى الجانب الآخر، فإن أوباما يتبع الاحترام الأمريكى التقليدى للمجتمعات المختلفة ثقافياً ودينياً تحت مظلمة الحريات العالمية. ففى الولايات المتحدة، تعرض أوباما لانتقاد من بعض النساء المسلمات مثل كريمة بينون، وهى أمريكية من أصل جزائرى وتعمل كأستاذ بكلية الحقوق بجامعة ميتشيجان، والتى رأت أن كلمات أوباما هى استيعاب لـ "قانون الأخوة"، أعضاء العائلة والأصوليين الذين يفرضون رمزاً من التبعية على إخواتهن من النساء.

كما واجه ساركوزى احتجاجات دورية عامة من النساء المسلمات الفرنسيات اللاتى طالبن بحقهن فى ارتداء الرموز الدينية التى يخترنها.. ويسخرن من أزياء الفرنسيات الضيقة التى يعتبرونها بدورهم شكلاً من أشكال العبودية.

ومن وجهة نظر بعض المراقبين الأمريكيين، فإن موقف أوباما من الحجاب والنقاب هو ببساطة موقف من جانب واحد. يقول جيمس فيليبس خبير شئون الشرق الأوسط فى مؤسسة هيرتيدج فى واشنطن، إن أوباما فى خطاب القاهرة تحدث عن حق المرأة المسلمة فى ارتداء الحجاب خاصة فى الغرب، والأمر الذى لم يتحدث عنه هو حقهم فى عدم ارتدائه.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة