أنفلونزا الفقراء وأنفلونزا الأغنياء

الخميس، 25 يونيو 2009 08:36 م
أنفلونزا الفقراء وأنفلونزا الأغنياء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال متابعتى لوباء الأنفلونزا القادم إلينا من الخارج لفت نظرى شىء وهو أن ضحايا أنفلونزا الطيور بمصر هم من قرى مصر، وهم الناس الغلابة الذين يقومون بتربية الطيور لأكلها، حيث لا يملكون وسيلة أخرى للحصول على البروتين الحيوانى سواها، أو لبيعها والاستفادة من عائدها المادى، أو هؤلاء العاملون بمزارع الدواجن.. بينما ضحايا أنفلونزا الخنازير بمصر هم من الطبقات العليا سواء من الأجانب أو المصريين مزدوجى الجنسية القاطنين بأرقى أحياء القاهرة.

تبادر إلى ذهنى سؤال لقد استطاع الأغنياء حماية أنفسهم من تسلل أنفلونزا الطيور إليهم، حيث لم أسمع إصابة بأنفلونزا الطيور بين سكان الأحياء الراقية بمصر، ربما استطاعوا حماية أنفسهم من هذا المرض بمقاطعة الطيور نهائيا ومقاطعة حتى أكلها والاستعاضة عنها بتناول اللحوم الصحية والكافيار.

أما الفقراء فهل يستطيعون حماية أنفسهم من وصول أنفلونزا الخنازير إليهم، أشك بالطبع فى ذلك. لقد طرح سؤال من قبل وصول أنفلونزا الخنازير لمصر وهو: هل تتوقع وصول هذا الوباء لبلدك؟ وكنت بالفعل أتوقع وصوله، فمثلما دخلت أنفلونزا الطيور التى منشؤها كان يبعد عنا بمئات الملايين من الكيلومترات بسبب ضعاف النفوس ومعدومى الضمير الذين أدخلوها علينا من شحنة أعلاف ملوثة بالمرض، وساهم الإهمال والفساد فى استوطانها حتى أصبحنا نسمع كل يوم عن ضحايا جدد لهذا الوباء. كنت أعلم أيضا أن الفساد والإهمال سيتسببان فى دخول أنفلونزا الخنازير بلدنا وقد صدق توقعى.

أعتقد أنه لو كان هناك مزيد من الرقابة فى المطارات، ما كان سمح لهذا المرض بالدخول إلينا، خصوصا أنه بعد ظهور المرض فى قلب القاهرة بادروا بالقول إن أجهزة المسح الحرارى لا تستطيع أن تكشف عن جميع المصابين بالمرض، فلماذا لم تكن تجرى تحليلات دقيقة للقادمين من الدول المصابة؟.. هل هناك علاقه بين قوة أمريكا وقوة من يحمل جنسيتها وعدم تشديد إجراءات الفحص الطبى عليهم فى المطار وتركهم يدخلون البلد ثم تكتشف إصابتهم بالمرض وهم فى عقر دارنا بعد أن يكونوا نقلوا هذا المرض إلينا نحن المصريين القابعين فى بلدنا الراضين بأى شىء نحصل عليه، سواء أنفلونزا طيور أو خنازير، ويكفينا فقط الرضى بقضاء الله.
منال أحمد الباجورى - مهندسة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة