يرجع نسبهم إلى قبيلة النفيعات وينتشرون فى الجيزة والشرقية والإسماعيلية والعريش

أبوربيع.. رفضوا التهجير.. وبرعوا فى الزراعة.. فسُمّيت القرى التى سكنوها بأسمائهم

الخميس، 25 يونيو 2009 08:33 م
أبوربيع..  رفضوا التهجير.. وبرعوا فى الزراعة.. فسُمّيت القرى التى سكنوها بأسمائهم أبناء «أبوربيع» وحديث عن تاريخ العائلة فى العزبة التى تحمل اسمهم مع الزميل علاء فياض - تصوير: طارق وجيه
كتب علاء فياض ومحمد فوزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكنك إضافة اسم عائلتك ضمن أجندة هذه الصفحة، اكتب إلى محمد الجالى على m.eljaly@youm7.com

ينتمى «أبو ربيع» مؤسس العائلة التى تحمل اسمه إلى قبيلة «النفيعات»، وهى قبيلة عربية جاءت إلى مصر مع قدوم الفتح الإسلامى، استوطنت الجيزة فى بداية قدومها إلى مصر، ثم انتشرت فى الشرقية والإسماعيلية فيما بعد.

يحكى أمجد أبوربيع عن عائلته، قائلا إنها نزحت من الشرقية إلى الإسماعيلية مع بداية عام 1890، بعد أن كانوا يسكنون مركز «بشتول السوق» فى «كفر براشى»، فزرعوا الإسماعيلية وقت أن كانت صحراء جرداء.

ويضيف أمجد أن أول من جاء إلى «سرابيوم» حسن أبوربيع وإخوته، فسميت فيما بعد بأسماء العائلة، ومع بداية تعمير المنطقة واستصلاحها جاء كثير من الفلاحين لزراعة الأراضى المجاورة، فساعدهم حسن أبوربيع فى استصلاحها وتملكها من شركة قناة السويس.

يقول محمد إبراهيم أبو ربيع: جاءت عائلة أبوربيع إلى هذه المنطقة فى بدء إنشائها، فكنا أول من سكن هذه المنطقة، حتى أن القرية سميت باسم العائلة، حيث امتلك جدنا أراض كثيرة اشتراها بسعر جنيه للفدان، رغم أنه كان مبلغا كبيرا وقتها. ومن حسن أبوربيع تأسست العائلة بالإسماعيلية فكان منها أول عمدة على مستوى المحافظة، التى كانت تتبع مركز أبو حماد شرقية وقتها، لدرجة أن كبار العائلة يحتفظون ببطاقات أجدادهم القديمة مدونا فيها: محافظة الشرقية.

ويضيف محمد إبراهيم: مع بداية تأسيس مدينة الإسماعيلية، كان ينظر إلينا على أننا أصحاب الأرض، لامتلاك العائلة مساحات واسعة من الأراضى الزراعية، ولأن لنا عزوة كبيرة ممتدة منذ جدنا.

ومع انتشار عائلة أبوربيع فى الأراضى التى امتلكوها فى الإسماعيلية، سميت القرى التى انشأوها بأسمائهم، فهناك عزبة أبوربيع بسرابيوم وعزبة الربايعة بالسعدية، وأبو ربيع بالسبع آبار، وأبوربيع بالمنايف، وأبو ربيع بعزبة فرج ربيع، وأبوربيع بإمة فايد، كما تولوا العمدية فى هذه القرى، فكان أخو حسن أبوربيع مؤسس العائلة، صابر موسى أبوربيع عمدة قرية السعدية، وهو والد اللواء يوسف أبوربيع والمحامى صلاح أبوربيع، كما كان فرج أبوربيع أخوهم الثانى عمدة لقرية «فرج»، أما باقى إخوته فاهتموا بالزراعة، ودائما ما كانوا يتعاونون لخدمة الناس. ونظرا لكبر مساحة قرية «سرابيوم» حيث كانت تصل حتى زمام فايد، بل كان زمام «فايد» نفسه يسمى «حوض سرابيوم»، كما يقول أفراد العائلة، كان أبناء عمومتهم يتولون مناصب مشايخ البلاد حتى يساعدوا أبناء عمومتهم من العمد.

إبراهيم أبوربيع ومحمد أبوربيع شيخا بلد أبو ربيع، يقولان أبناء العائلة يحافظون على «مشيخة» البلد منذ 30 سنة، ولا يمكن أن تكون هناك مشكلة فى سرابيوم أو المنطقة المحيطة بالعائلة إلا ويدعى واحد من «أبوربيع» لحلها، لحب الناس فيهم.

ويستطرد أبوربيع أن سيرتهم الحسنة كانت سببا فى حصول أبناء العائلة على مشيخة القرية، حتى أن أحمد إبراهيم أبوربيع عند اختياره «شيخ بلد» كان أمامه 7 أفراد من عائلات مختلفة فسأله أحد المسئولين عن اسمه، وبمجرد علمه بمواقف عائلته وافق على توليه المشيخة فورا دون أن يكمل المقابلة. وبعد تحويل سرابيوم إلى مدينة تابعة للإسماعيلية تركت العائلة العمدية، خاصة بعد إنشاء قسم للشرطة، إلا أن العائلة ما تزال تحافظ على لقب شيخ البلد حتى الآن.

ويعقب أبوزيد محمد أبوزيد بأن جد العائلة حسن أبوربيع كان يحل المنازعات بين العائلات، ويشارك الجميع فى مناسباتهم حتى صارت عادة عند العائلة، كما كان له الفضل فى إنشاء المصرف الزراعى الموجود حاليا المسمى بمصرف «أبوصيام» و«العقادة».

فى 1956 كان محمد أبوزيد ضمن شباب الفدائيين والمقاومة الشعبية، وكانت مهمته توزيع السلاح على شباب الفدائيين، بل اختيار أسماءهم الحركية، وعمل كارنيهات خاصة بأعضاء المقاومة الشعبية. ورغم أن عباس أبوربيع كان موظفا مدنيا بالقوات المسلحة، فإنه كان يتبع المقاومة الشعبية فى الإسماعيلية، وكان أفراد العائلة من الفدائيين يتعاملون مع السيد «كمال رفعت» مباشرة بصفته مسئولا عن المقاومة الشعبية بالإسماعيلية، وعند وفاته حضر جنازته كل قادة المقاومة الشعبية، وبعض قيادات الثورة، وعثمان أحمد عثمان، ومشهور أحمد مشهور، والمستشار أحمد شلبى.

ويحكى أفراد العائلة أنه تم انتخاب محمد أبوزيد أبوربيع فى مجلس الأمة سنة 1964. وكانت العائلة تمتلك مضيفة كبيرة، ومكتبة عامرة بأمهات الكتب، وصورا نادرة للعائلة إلا أن العدوان الثلاثى دمرها بالكامل، وبعد العدوان الثلاثى استوطنت العائلة مركز بلبيس بمحافظة الشرقية أثناء التهجير، إلا أن رجال القرية كانوا يتركون الأطفال فى العربات ثم يعودون إلى بلدهم للدفاع عنها.

ويضيف فرج أبو ربيع: فى عدوان 67، كانت مدينة الإسماعيلية هى خط الدفاع الأول عن مصر، وكنا نسمع أن عبد الناصر يشرف شخصيا على التهجير من المنطقة بالعربات لنقل الناس إلى مختلف المحافظات، بل ويزورهم فى مدنهم الجديدة، وكانت الناس تهرب من عربات النقل عن طريق قرية «العباسة» إلى قرية «أبوربيع» مرة أخرى، ورغم أن التهجير كان إجباريا فإن الناس تمسكت بأرضها حتى دخل علينا اليهود فى هذه القرية.

ربطت العائلة كما يحكى أفرادها - صداقة قوية بالسادات منذ كان رئيسا لمجلس الشعب، حيث اتصل السادات بـمحمد أبو ربيع، لحضور افتتاح السد العالى مع الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الروسى فى وقتها، وذهب أبوربيع فى طائرة السادات بعد أن تقابلا معا فى مطار القاهرة. كما ربطت العائلة صداقة وطيدة بعثمان أحمد عثمان، خاصة أن أهل عثمان من الإسماعيلية من بيت «الزمالطة»، وهى الصداقة التى وثقتها الانتخابات، واستشارته فى الكثير من أمور العائلة، وعلى نفس الدرجة، ربطت العائلة صداقة بعبد المنعم عمارة بعد تعرفه خلال فترة الحرب على محمد أبوزيد أبوربيع وظلت صداقتهما حتى توفى أبوربيع.

ومن قيادات العائلة عواطف محمد أبو زيد، التى ترى فى نفسها مكانة والدها، وتريد أن تحل محله فى خدمة أهل القرية، بترشيح نفسها فى الانتخابات القادمة من خلال موقعها كأمينة للمرأة «الإسماعيلاوية» فى الحزب الوطنى.

ويقول محمد أبوربيع أن صدى العائلة لا يزال قويا فى الشرقية حتى الآن، ومن أفراد العائلة هناك المرحوم رفعت باشا أبو ربيع، الذى يقال إنه كان الصديق الشخصى للرئيس السادات، كما أنه أعطى لعبد الناصر فكرة تأميم الأراضى الزراعية، وعُرف بمواقفه الوطنية ضد الإنجليز.

وتجتمع العائلة بكل فروعها من جميع أنحاء الجمهورية فى المناسبات والأعياد، حيث يحلون ضيوفا على فرع الشرقية وعلى رأسهم النائب محمد رفعت أبوربيع، عضو مجلس الشعب، وأخوه محيى الدين أبوربيع وهادى رفعت.

وأهم ما يميز عائلة أبوربيع ارتباطها الشديد بالأرض، حيث أصرت العائلة على البقاء ورفضت الترحيل أثناء التهجير، ولحب العائلة فى الزراعة، تميزت زراعاتهم، حيث استخدموا فيها الآلات والمعدات الحديثة، لذلك فهى من أول العائلات التى اعتمدت على الجرار الزراعى «at» اليوغسلافى، كما حصل إبراهيم أبوزيد أبوربيع على جائزة أفضل منتج للفول السودانى على مستوى محافظة الإسماعيلية فى الستينيات.

ويقول أفراد العائلة: لنا عادات وتقاليد راسخة نحرص عليها ونتناقلها من جيل إلى آخر، ففى العزاء لا بد أن يقدم كل بيت من العائلة مائدة طعام إلى أهل المتوفى، ويصبح أهل القرية بمثابة عائلة واحدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة