وثيقة أمريكية سرية: شاه إيران حذر المصريين من اللجوء لسلاح النفط

الأربعاء، 24 يونيو 2009 11:26 م
وثيقة أمريكية سرية: شاه إيران حذر المصريين من اللجوء لسلاح النفط الوثيقة تكشف تلاعبا واضحا من شاه إيران بالمصالح المصرية
واشنطن (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت وثيقة سرية تعود لعهد الرئيس الأمريكى الأسبق ريتشارد نيكسون، أن شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى حذر مصر من اللجوء لاستخدام النفط كسلاح سياسى فى الصراع مع إسرائيل، وذلك قبيل حرب أكتوبر 1973.

وبحسب الوثيقة التى كشفت عنها إدارة المحفوظات والسجلات القومية الأمريكية أمس الثلاثاء، فقد قال شاه إيران محمد رضا بهلوى فى حوار مع هنرى كيسنجر، الذى كان فى ذلك الوقت مساعدا للرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون، إن بلاده لن تشارك فى أى حظر على تصدير النفط للولايات المتحدة والغرب، "لكن ربما من الممكن أن تجرب دول أخرى فى الشرق الأوسط فرض حصار نفطى".

وكانت دول نفطية عربية وإسلامية قد فرضت حظرا على تصدير النفط للدول المؤيدة لإسرائيل خلال حرب 1973. وتكشف الوثيقة، التى حصلت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك وتحمل تاريخ الجمعة 27 يوليو 1973، أن شاه إيران قال لكيسنجر، الذى أصبح بعد شهور وزيرا للخارجية الأمريكية، إنه حذر المصريين من أن حظر النفط عن الغرب "سيأتى بنتائج عكسية".

وتابع شاه إيران فى حديثه للأمريكيين: "أريد أن أخبركم بأقصى قدر من السرية، أن المصريين سألونى إذا كان من الممكن أن يستخدم النفط كسلاح سياسى، وأجابتهم بالقول إن هذا ممكن بالتأكيد، لكننى لا أعتقد أنه سيكون من الحكمة تهديد الولايات المتحدة بالنفط. قلت للمصريين إن الولايات المتحدة من الممكن أن تغضب من مصر بشدة وتؤذيها".

وتابعت الوثيقة على لسان شاه إيران، أنه رغم تحذيره فإن "العرب يلوحون بهذا السلاح" مضيفا: "قلت للمصريين إنهم ربما يستخدمون هذا كسلاح فى النهاية، لكن عليهم أن يكونوا حذرين للغاية بشأنه". وتكشف الوثيقة أن بهلوى قال لكيسنجر إن استخدام سلاح النفط يمكن أن يساعد الولايات المتحدة، حيث تستطيع الولايات المتحدة أن تستغلها للقول إن ثمة خطر إذا لم تحل القضية.

وأضاف الشاه: "أردت فقط أن أذكر هذا قبل أن تلتقوا (بمستشار الرئيس السادات للأمن القومى) حافظ إسماعيل مجددا". ورد كيسنجر بالقول: "إذا رتبت مصر سياستها معنا، فيمكنهم أن يلعبوا بتلك الورقة لكن إذا لعبوا بها بطريقة عدوانية فلن تجدى شيئا".

وقال الشاه: "حذرت الوزير المصرى (حافظ إسماعيل) هنا بشأن هذا عندما قابلته باستراحة سفارتنا الليلة مساء أمس". وطلب كيسنجر من الشاه أن يؤكد للمصريين صدق مساعى الولايات المتحدة لحل المشكلة المصرية الإسرائيلية بقوله: "سيكون من المفيد أن تقدم عظمتك أو السفير (الإيرانى) رؤيتك الشخصية لصدق الولايات المتحدة فى حل المشكلة المصرية الإسرائيلية عندما تتحدث إلى (حافظ) إسماعيل".

وأجاب الشاه بالقول: "سأقول إن الأمريكيين مخلصون، وإنهم لا يدينون بشىء للصوت اليهودى، وهذا صحيح ويجب مناقشة المشكلة". ويتدخل فى الحوار أردشير زاهدى، السفير الإيرانى فى واشنطن، فيقول مخاطبا شاه إيران: "الرئيس نيكسون يحترم رأيك.. والمصريون سوف يحترمون رأيك أيضا".

فيرد الشاه قائلا: "يا لهؤلاء المصريين البؤساء!" فيتابع السفير زاهدى قائلا: "جلالتك يمكن أن تساعد... إنهم يحترمونك". ومن جانبه يقول الشاه: "فقط إذا كان الأمر يناسبهم. ليس لدى ثقة كبيرة فى اعتراف العرب بالجميل".

وكانت الوثيقة، التى حصلت عليها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، تحمل تصنيف "سرى للغاية/حساس/للاطلاع المحدود فقط"، وتشير إلى أن الجلسة حضرها أيضا، بالإضافة إلى كيسنجر والشاه، أردشير زاهدى سفير إيران فى واشنطن، وريتشارد هيلمز، السفير الأمريكى فى طهران، وهارولد سوندرز، الموظف بوكالة الأمن القومى الأمريكية، الذى قام بتسجيل وقائع الجلسة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة