كشفت ورشة العمل التى نظمها مركز دراسات المستقبل تحت عنوان مستقبل المنطقة بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أن ما يجرى بإيران من مظاهرات واحتجاجات هو صراع نخب سياسية، والجماهير الإيرانية بعيدة كل البعد عن المشاركة فى تلك التظاهرات والاحتجاجات.
وكشف المشاركون أن السياسة الإيرانية الخارجية لن تتغير حال فوز "موسوى"، وسينفذ الأجندة الإيرانية الخارجية التى تجعل من أمريكا وإسرائيل العدوين الأساسيين لها، وهو ما أكده الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس وحدة دراسات الخليج بمركز الأهرام للدراسات.
وأضاف نحن أمام عدة سيناريوهات للخروج من الأزمة أولها لجوء المرشد والرئيس نجاد لاستخدام القوة المفرطة فى التعامل مع المحتجين أو أن يقبل المرشد بمساومة سياسية، أو أن يعاد فرز الأصوات فى إطار صفقة بين الطرفين.
وتناول إدريس تأثير الأحداث الإيرانية على المنطقة، حيث يوجد انقسام فى الموقف وقلق فى العراق، أما دول مجلس التعاون الخليجى فإنها تتعامل بحرص شديد على عدم التدخل فى الأزمة، وهذا يبرهن أن إيران قوية والخوف أن تعود لتنتقم من دول الخليج، وحيا موقف الرئيس الأمريكى أوباما من الأزمة لأنه أدرك مبكراً أن أى تعاطف مع التيار الإصلاحى سوف يكتب نهايته على الفور.
من جانبها، حذرت الدكتورة باكينام الشرقاوى من خطورة ضباط الجيش الذين تقاعدوا ومازالوا يهيمنون على الأمور والسلطات فى البلاد.
ونفت باكينام حدوث أى تزوير طال الانتخابات الرئاسية الإيرانية، مؤكدة أن النظام لا يحتاج إلى تزوير الانتخابات لثقته فى الفوز، وكشفت أن الأزمة الأخيرة قد أثرت على مكانة المرشد العام فى الشارع وتعرضت تلك المكانة للاهتزاز وجعلتها على المحك.
وأضافت أن الخلافات بين ائتلاف التغيير الذى يدعم موسوى وبين الرئيس أحمدى نجاد هو خلاف إجرائى على تطبيق سياسة واحدة متفق عليها، أما السياسات الأمنية الإيرانية الخارجية فهى متفق عليها ولن تطولها أى تغييرات مهما تغيرت الوجوه.
وأكدت باكينام أن السياسية الاقتصادية للرئيس نجاد كانت محور تكتل جميع المحافظين، وكان هناك توافق على انتقاد نجاد على سياسته الاقتصادية.
من ناحية أخرى، أكد الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس أن أحمدى نجاد قلب موازين القوة داخل إيران، وقد أدار ظهره للنظريات الاقتصادية وراح يعتمد طريقة إدارة الاقتصاد بصورة عكسية تعتمد على قيامه بعدة جولات إلى قرى ومدن صغيرة، باحثا عن احتياجات الشعب وتعظيم موارد إيران وعليها راح يوزع الدخول حتى أنه راح يردد بمبادرة شهيرة أتت به عام 2005 عندما أعلن أنه سيضع عوائد النفط الكبيرة على موائد الفقراء فى إيران.
وقد أقنع الشعب أنه لا يستطيع أن يقوم بالأمر فى فترة رئاسة واحدة وعليه اختاروه مرة أخرى انتظاراً لعوائد النفط.
وشدد محمد السعيد عبد المؤمن على أن الإيرانيين لديهم مبدأ هام فى سياستهم الخارجية وهو (مستعدين يبيعوا العالم والأمم المتحدة فى سبيل مصلحة النظام).
وأضاف أن الإصلاحيين هم من زوروا الانتخابات، مستشهداً على ذلك بأن رفسنجانى جاء من خلال تزوير وخير دليل على ذلك إخفاقه فى الوصول ضمن 30 شخصا هم دوائر طهران فى الانتخابات التشريعية.
جانب من ندوة مركز دراسات المستقبل