بعد أيام من نشرها مقال للرئيس مبارك، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، فى عددها اليوم الأربعاء، مقالا للمعارض المصرى البارز د.سعد الدين إبراهيم، تناول عدة قضايا من ضمنها ضرورة ممارسة ضغوط من قبل الإدارة الأمريكية على النظام المصرى للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وتناول سعد فى مقاله الوضع فى إيران بعد التوترات التى سبقت الانتخابات الرئاسية، وقال إنه بغض النظر عن نتيجة الانتخابات، فإن أحداث العنف كشفت النقاب عن التغير الكبير الذى شهدته الساحة السياسية فى الشرق الأوسط بعد أن أظهر الشباب الإيرانى إصراراً فريداً لتحقيق مكاسب الديمقراطية، موضحاً أن تأثير الإسلاميين بدأ يخبو فى المنطقة.
وقال إن خطاب الرئيس الأمريكى، باراك أوباما لعب دوراً كبيراً فى ضخ الحياة إلى روح الديمقراطية الراكدة فى الشرق الأوسط، فعلى سبيل المثال، احترم الإيرانيون واللبنانيون الانتخابات وذهبوا إلى صناديق الاقتراع بأعداد لم يسبق لها مثيل. ولقد أشار أوباما فى خطابه إلى حتمية الحفاظ على حقوق الأقليات، قاصداً بذلك المسيحيين الموارنة وأقباط مصر. وأكد الرئيس أوباما على ضرورة حصول النساء على حقهن فى التعليم والمشاركة فى الحياة العامة. وبالمثل، شهدت انتخابات الكويت إقبالاً جماهيرياً غير معتاد، أسفر عن حصول أربع سيدات على مقاعد فى البرلمان الكويتى على الرغم من مقاومة القادة الإسلاميين والقبليين.
وأضاف: يقود الآن الشباب والنساء الإيرانيات مظاهرات عارمة فى المدن الإيرانية، فهذه الاحتجاجات قد تكون الثورة الخضراء الخاصة بإيران.
ويلفت الكاتب إلى أنه بعيداً عن تأثير أوباما، تقلص حجم وتأثير الجماعات الإسلامية، ويرى الكاتب أن خسارة الإسلاميين المتكررة فى الانتخابات، على الرغم من جهودهم المضنية لاستثمار عدم اكتراث العامة بمسألة الاقتراع والتصويت، والتمزق الذى يعترى الأحزاب العلمانية، يعتبر علامة مشجعة.
وانتقل سعد إلى الشأن اللبنانى، وقال إن خسارة حزب الله فى لبنان ضربة قوية لأنصار الحزب المتشددين فى إيران التى يقودها أحمدى نجاد، وأشار إلى أنه فى حال خسر أحمدى نجاد ضد غريمه موسوى، حينها ربما سيسيطر المعتدلون على مقاليد القوة فى إيران، ويعززون من قوى الديمقراطية الإقليمية بوجه عام. وإذا أجريت الانتخابات المقبلة فى العراق دون وقوع أى انتكاسة كبيرة، سيصبح الحزام من إيران إلى تركيا مروراً بلبنان والكويت، على طريق الديمقراطية.
ومع ذلك، يؤكد إبراهيم أن الإسلاميين جزء لا يتجزأ عن المشهد السياسى فى المنطقة، ولكنهم لن يبقوا قوة يخشى منها، أو مستبعدة، بل على العكس، يجب أن ينخرطوا فى المجتمع ويشجعوا على التحور إلى أحزاب ديمقراطية إسلامية تشبه الديمقراطيين المسيحيين فى أوروبا، وعلى ما يبدو يسير أوباما فى هذا المضمار بعدما اعترف ضمنياً بحماس.
ويرى إبراهيم أن الاختبار الحقيقى المقبل للديمقراطية يكمن فى الانتخابات المقبلة فى مصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، وتعتبر حليفا إستراتيجيا هاما للولايات المتحدة الأمريكية. وأشار إلى قيام المدونين المصريين بإتاحة مواقعهم الإلكترونية وعلى رأسها تويتر لأقرانهم الإيرانيين بعدما عطل الملالى الإيرانية شبكة الإنترنت. ويرى الكاتب أن استخدام الشباب لتكنولوجيا المعلومات بهذه الصورة الثورية قد أثبت كفاءته فى محاربة الاستبداديين القساة، والثيوقراطيين المتشددين الذين يعارضوهم. وقد أثبت موقف المصريين المتضامن مع الإيرانيين التزامهم بمبادئ الديمقراطية الأساسية.
ويختم إبراهيم مقاله بتوجيه نصيحة للرئيس الأمريكى قائلاً إنه يجب أن يصر على أن يحصل النظام المصرى على انتخابات حرة ونزيهة، ففوز الديمقراطية فى مصر سيعزز التيار السائد الآن فى الشرق الأوسط: "حلول ربيع الحرية".
فى مقال لـ"وول ستريت".. بعد أيام من مقال مبارك!!
سعد الدين إبراهيم:مصر رهان الديمقراطية بالمنطقة
الأربعاء، 24 يونيو 2009 09:17 م