رنا ياسر تكتب: أين ذهبت البراءة؟

الأربعاء، 24 يونيو 2009 10:32 ص
رنا ياسر تكتب: أين ذهبت البراءة؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أين ذهبت براءة الإنسان وفطرته ذلك الإبداع فى تفاصيل الجمال الخلقى. أذهبت بسبب ما يواجهه من مشاكل وضمور لعواطفه وكينونته أم لا تزال تلك البراءة.

البراءة التى كانت لا تعرف إلا الأبيض وهو ما كان يشير للخير والفضيلة والأمان والراحة والطمأنينة وكل معنى للجمال، وكانت تبتعد عن الأسود بما فيه من حسد وجحود وتوتر وشر وكل معنى قبيح. لقد أصبحت النفس البشرية الآن تعترف باللون الرمادى وهو مزيج من الأبيض والأسود يجمع بين صفات مختلطة متشابكة لاتستطيع تفسيرها.

زمن البراءة الذى كنا نحترم فيه الموهوب ونقدره ونعطيه قيمته، حيث أنه كان يرى أشياء لا يراها غيره لا يفهم مدلولها ومعناها ذلك الإنسان القادر على أن يرى جانبا آخر لا نراه، ينظر نظرة جديدة إلى النفس والآخرين. ذلك الزمن الذى كانت به العواطف الجامحة بدون أى كذب ونفاق، زمن الطموح العظيم، كان الحب حتى آخر قطرة دم، زمن الشجاعة والأريحية والشهامة كان كل شىء له طعمه الخاص كان للفرح وللحزن روعته وللقلب دقته وللعواطف تدفقهان كان للضحك والحب والزواج حتى البكاء والجوع طعمه الخاص.

حيث أصبحنا نعيش بعواطف أخرى واشتباكات مصالح، زمن شابت به رؤوس الأطفال، حيث أصبحت هناك نفوس قد تعفنت نهائيا، ذلك الزمن الذى مات فيه ما كان يميز الكائن الحى من روح المغامرة والتحرر والتطلع وروح السعى وراء ما يصوره الخيال لتحيا وأنت تحيل أحلامك إلى واقع، أصبح المعظم يعيشها كجثة هامدة من كثرة نصح وإرشاد ومواعظ من يعتقدون بأنفسهم الأفضلية التى ليس لها أى أساس فقط هى صورة رسمها الشخص لنفسه كأنه الواعظ الخبير وليتظاهر بذلك أمام الناس وبما لا يملكه.

ذلك الزمن الذى كان يتحمل فيه الإنسان المسئولية وكان يتحملها بشجاعة ومهما كان الزمن، فلقد تدرب الكثير الآن على التهرب من المسئولية حيث أصبح المعظم عبقرى فى هذا المجال.
زمن الفوضى الشاملة الناتجة عن فقدان الإرادات الفردية حيث فقدنا البعد الزمنى فى تقدير الأشياء. فنحن الآن نعيش من أجل أن نجد ذلك الزمن الجميل زمن البراءة والفطرة وهذا ليس عيبا فى الحاضر ولكن لازال القليل من هؤلاء الناس ولكن هذا حبا فى البراءة والنقاء.
وسنقول لزماننا الحالى:

كما قال كاتبنا القدير يوسف إدريس
مهما كان ما هو أت فهاته هات.. إذ هل سيكون أشد سوءا أو أكثر روعة مما جاء وفات.. وإذا كبرتنا أيها الزمن فسنصغر لك وإذا صغرتنا سنكبر عليك فقد ساهيناك ووصلنا زمننا الخاص بالزمن العام.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة