وسط حضور عربى وإعلامى، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مساء اليوم، الثلاثاء، خلال لقائه بالرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف تأييد الجامعة المقترح الروسى بعقد مؤتمر دولى فى موسكو لإحياء عملية سلام لا خداع فيها ولا مماطلة، وعلى أساس قبول الطرفين للمتطلبات الأساسية للسلام وعلى رأسها أعمال الوقف الكامل لبناء المستوطنات فى الأراضى العربية المحتلة وبدء عملية إزالتها.
وأكد موسى على الروابط التاريخية التى تربط بين العالم العربى وروسيا الاتحاديه، حيث وجدت الدول العربية فى توجه موسكو السياسى تأييدا عميقا للحقوق العربية، هذا بالإضافة إلى دورها الداعم للقضايا العربية فى مجلس الأمن والرباعية الدولية بحكم عضويتها الدائمة واتخاذها مواقف حاسمة، حيث كان لها دور هام ومقدس خلال السنوات الماضية التى شهدت عنفا وتطرفا على الساحة العربية والفلسطينية، كما وجدنا دعما للمبادرة العربية والشعب الفلسطينى من خلال سياستها المتوازنة.
ومن جانبه، أكد الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف أنه حصل خلال اجتماع مجلس الأمن فى مايو الماضى على الموافقة المبدئية من كافة الأطراف على حضور مؤتمر موسكو للسلام بما فيها إسرائيل، وقال "أرحب مقدما فى موسكو بوفودكم العربية".
وأشار ميدفيديف إلى أن روسيا تدرك تماما أن إنهاء الاحتلال لفلسطين من أهم النقاط التى يمكن أن تحقق الأمن فى الشرق الأوسط، ولابد من إيجاد التسوية الشاملة والعادلة للصراع العربى الإسرائيلى بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأن تتعايش بسلام مع دول المنطقة بما فيها دولة إسرائيل.
وتطرق ميدفيديف إلى قضية اللاجئين، حيث طالب بضرورة إيجاد حل عادل، كما أكد على ضمان بقاء الأماكن المقدسة متاحة لجميع الأديان، ملفتا إلى ضرورة إنهاء المفاوضات الفلسطينية والإسرائيلية فى أسرع وقت ممكن، وليس من نقطة الصفر مع ضرورة وقف النشاط الاستيطانى، وضرورة استعادة وحدة الصفوف الفلسطينية، على أساس مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية، ولابد من الاعتراف بأن الصراع العربى الإسرائيلى يؤثر سلبا على السياسية العالمية ما لم نجد حلا عادلا.
ليس هذا فقط بل استعرض ميدفيديف خلال كلمته الدور الذى تلعبه روسيا لحل قضايا المنطقة، حيث أوضح أنها مازالت تعمل على تسوية النزاعات التى مازالت قائمة فى المنطقة، وذلك استنادا للقانون الدولى وتبذل جهودا فعالة فى بؤر التوتر، حيث تقوم بدور فعال لدعم الوفاق الوطنى فى العراق ومحاولة التوصل لحل لمشكلة البرنامج النووى الإيرانى والعمل على تعزيز الاستقرار فى لبنان، خاصة بعد الانتخابات الديمقراطية الأخيرة، هذا بالإضافة إلى دعم قضية دارفور.
وأكدت مصادر دبلوماسية عربية لليوم السابع أن روسيا كانت قد أرسلت طلبا رسميا أرسلته لدعوة وزراء الخارجية العرب إلى مؤتمر موسكو إلى السلام، وتم عرضه فى اجتماعهم فى 7 مايو الماضى، وتم اتخاذ الموافقة عليه من الوفود العربية المشاركة جميعا، إلا أنها أرجأت الإعلان عن الموافقة وربطتها بحدوث تحولات جدية على الساحة الأمريكية والإسرائيلية.
وأشارت المصادر إلى أن الحراك الأمريكى الذى يحدث الآن على الساحة العربية خاصة بعد خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى القاهرة جعل جامعة الدول العربية تعلن عن موافقتها على المشاركة.
وفى نهاية اللقاء تم الاتفاق على مواصلة تطوير الحوار والتعاون فى المجالات المختلفة، حيث سيتم التشاور حول مذكرة تفاهم بين روسيا الاتحادية وجامعة الدول العربية لتأسيس منتدى تعاون روسى عربى.
فى خطاب تاريخى بجامعة الدول العربية..
ميدفيديف يطرح رؤية للسلام وحلاً لقضية اللاجئين
الثلاثاء، 23 يونيو 2009 09:02 م