أشفقت كثيرا على تولى السفيرة مشيرة خطاب لمنصب تم اختراعه من أجلها، وحسب تصريحاتها المتتالية فالوزيرة يبدو أنها لم تكن جاهزة للموضوع أو أن معلوماتها عن الحكومة ضعيفة لذا فقد وزعت اتهاماتها يمنة ويسرة وفى كل اتجاه لتغسل يدها مقدما من مهام وتبعات المنصب الجديد.
الوزيرة الجديدة وبعد يومين على وجه التقريب من توليها المنصب الجديد (التفصيل) صرحت بأنها لا تعلم على وجه الدقة طبيعة المهام الموكلة إلى الوزارة الجديدة؟ ثم صرحت بأنه لا توجد ميزانيات لأنشطة وزارتها الجديدة؟ الوزيرة السفيرة أعلنت أن الزيادة السكانية سببها رجال الدين (منهم لله)، وأن ما ينشر عن أرقام (أولاد الشوارع) من المنظمات الدولية والمجتمع المدنى مبالغ فيه، رغم أنها كانت مسئولة عن إحدى منظمات المجتمع المدنى المخلوطة بفلوس المعونات والدعم الحكومى على أعلى مستوى!
ولا أعرف ماذا نفعل بتصريحاتها القديمة وتحركاتها للضغط على البرلمان لإصدار تشريعات بعد أن (هوّلت) من حقيقة اعداد أطفال الشوارع قبل توليها الوزارة.. من الواضح أن معالى الوزيرة لا زالت غير مصدقة أنها أصبحت (وزيرة).
الوزيرة التى هاجمت رجال الدين (المتخلفين والرجعيين) وهاجمت المنظمات الدولية وألقت بالتبعة على وزارة الداخلية فى جرائم أطفال الشوارع واتهمت رئاسة الوزراء بأنها لم توضح لها طبيعة عمل الوزارة لم تستثن المجتمع المصرى وهاجمت منظومة القيم وقالت إن الخلل يكمن فى (النظام القيمى للمجتمع) يا نهار أسود يعنى إحنا ما عندناش قيم أو (لا مؤاخذة منظومة قيمنا مش ولا بد)!
من تصريحات الوزيرة نفهم أنه ليست فقط الحكومة ولا رجال الدين بل المجتمع ومعتقداته وقيمه أصبحوا جميعا موضع هجوم الوزيرة الجديدة.. ولا أدرى هل ستسعى الوزيرة إلى تغيير هذه القيم فى (الكام سنة) القادمة أم أنها تخطط للبقاء لعشرات السنين لأننى أفهم أن تغيير القيم والمعتقدات أمر طويل المدى ويحتاج إلى عشرات السنين.
يمكن للمرء أن يفهم أن طبيعة عمل فى وزارة جديدة تكون صعبة أحيانا على أشخاص من خارج الميدان ولكن الوزيرة من (أهل البيت) وتعرف حقيقة ما يدور من خلال علاقاتها المتمددة بالهيئات والمنظمات الدولية والمحلية وهى على علم بحقيقة الأزمة وطبيعة الحلول التى يقدمها لها أهل النصيحة فى المنظمات الدولية، وبدلا من أن تقر بأن هذه الحلول الجديدة للأزمة السكانية هى حلول مستوردة وتم ترقيعها لتناسب الشعب المصرى تصر على أنها تقدم حلولا أصيلة ونابعة من الشعب المصرى الذى تهاجم قيمه ومعتقداته وتسب جهارا نهارا كل من يخالفها الرأى.
ويمكننى أن أتفهم أن الوزراء الجدد قد يقعون تحت ضغط من هنا أو هناك فى إطار التنافس الوزارى بين الوزارات القوية والأخرى الضعيفة، وبين الوزراء القدامى وزملائهم (المستجدين) لكن يبقى القول بأن الكفاءة دائما ما تحسم الأمور وليست التصريحات النارية والعبارات القوية وتوزيع الاتهامات.
لو كانت الوزيرة الجديدة تريد أن تعمل فلتعمل بصمت ولترحمنا قليلا من مناوشاتها وتعليقاتها والتهم التى توزعها، وإن كانت قد اكتشفت فجأة أنها قد وقعت فى كمين نصب لها بليل فلتعد إلى أصحاب القرار ولتطلب منهم العفو والسماح.. ولتترجل عن الوزارة.. التى لا تعرف لها مهام حتى الآن.
آخر السطر
وزيران ثقيلان فى الكلام
يكثران من الظهور فى الإعلام
انجازاتهما معدومة
رغم أن صورتيهما جدا معلومة
لكن من حسن حظهما أن أبواب (البيت بيتك) لهما مشرعة
فلا يكفان عن الكلام دون منفعة
أحدهما أعلن أن المنظمات العالمية تستفيد من خبرتنا فى أنفلونزا الخنازير
والثانية تعتقد أن الشعب المصرى عنده خلل(ولا مؤاخذة) فى منظومة القيم..