حاصرت قوات الأمن عزبة بشرى التى شهدت أحداث الفتنة الطائفية أمس، الاثنين، وحولتها إلى ثكنة عسكرية، كما دفعت بأعداد كبيرة من قوات الأمن المركزى حول المناطق المؤدية إلى كنيسة الفشن، ورفض مسئولو الأمن بمدينة الفشن السماح للصحفيين بالحديث مع أى من الطرفين، كما منعوا أعضاء فرع حقوق الإنسان ببنى سويف من دخول القرية التى يصل تعدادها إلى حوالى 2500 نسمة، يشكل المسيحيون حوالى 20% من عدد السكان فيها.
اشتعلت الأحداث الطائفية بسبب قيام الأب إسحاق قستور هو وأسرته ببناء الدور الثالث بأحد منازل العزبة عام 2006، وتم استغلال الطابق الثانى لإقامة الصلاة (كنيسة) والطابق الأول قاعة، وقد طالب الأمن من الأب الكاهن مغادرة المنزل وتم تعيين حراسة للمكان ثم عاد ومعه مجموعة من المسيحيين، فاصطدموا بالأمن وحدثت مشاجرة بين الأمن والمسيحيين.
يقول مقار وطنى يوسف محامى من أبناء العزبة، منذ عام منع الأمن المسيحيين من الصلاة وضغط الأمن على الأسقف المسئول عن إبراشية (كنائس) ببا وسمسطا والفشن، لإقناعه بمنع الصلاة حتى تهدأ الأمور، ثم عاد الأب إسحاق ومعه أفراد أسرته وحوالى 10 من المسيحيين إلى المنزل، فمنعهم رجال الحراسة من دخول المنزل وتدخل أحد المسلمين المجاورين للمنزل ويدعى رجب محمد كامل، وساند الأمن وألقى بالحجارة على المسيحيين متسببا فى تحطيم سيارة الكاهن، وأضاف مقار وطنى، دفعت الشرطة بأعداد من رجال الأمن وقاموا بالاعتداء على كثير من المسيحيين الذين تدخلوا، وذلك بخلاف الشتائم والإهانات وتحطيم نوافذ منازلنا وإتلاف الحقول الزراعية، كما حبس الأمن الأب إسحاق داخل مسكنه ومعه المسيحيين العشرة وأفراد أسرته، ومنعوا دخول مأكولات ومشروبات إليه، ثم اقتادونى و 18 مسيحيا بالقوة إلى عربة الشرطة التى أقلتنا إلى مركز شرطة الفشن ومعنا 5 سيدات و3 صبيان من المسلمين.
أما الأب يونان أحد كهنة كنيسة الفشن، فأكد قيام المسيحيين ومعهم الآباء والكهنة بتنظيم اعتصام داخل الكنيسة ومسيرة سلمية أمام مركز شرطة الفشن احتجاجا على احتجاز الشباب المسيحيين بنقطة الشرطة، ومعاملتهم بقسوة، واقتحام الأمن لعزبة بشرى، وتحديد إقامة الأب إسحاق داخل منزله وتحطيم محتويات المنازل وإتلاف الزروع فضلا عن تطويق الأمن للعزبة ومنع دخول وخروج المسيحيين.
أشار حنانيا ميخائيل كاهن الكنيسة المجاورة للقرية، أنه تم الاتفاق مع الجهات الأمنية على استخدام الأب إسحاق للمنزل كسكن شخصى له ولأسرته، ويتم اختيار مكان آخر يصلح للصلاة، كما تم الإفراج عن 19 مسيحيا من سراى نيابة الفشن، وما زالت العزبة محاصرة بالعشرات من قوات الأمن المركزى.
أما رجب محمد كامل (مدرس) عضو مجلس محلى القرية ويسكن بالمنزل المجاور للمنزل محل النزاع، قال إنه كان غير موجود بمنزله عندما حدثت المشاجرة بين الأمن والمسيحيين حيث كان بالمجلس المحلى بمدينة الفشن، وعند عودته وجد الأمن مسيطراً على الوضع داخل العزبة، بالإضافة إلى عدم حدوث احتكاكات بين المسلمين والمسيحيين فى أول الأمر، لكن بعد ذلك تطور الأمر واعتدى بعض المسيحيين على المسلمين وأصيب أكثر من 7 مسلمين بينهم سيدات وأطفال، نافياً اتهامات المسيحيين له برشقهم بالحجارة وتحطيم سيارة الأب إسحاق وأكد أن المشكلة الحقيقية هى محاولة مسيحيى عزبة بشرى، إثبات أنهم مضطهدون رغم عدم تدخل للمسلمين فى المشكلة، وأن وجهة نظر الجهات الأمنية هى منع استخدام المنزل للصلاة ككنيسة، فضلا عن أن المسلمين والمسيحيين يعيشون وحدة واحدة فى العزبة منذ سنوات، بالإضافة إلى أن الأمن رغم حصارة للعزبة يسمح لنا بالدخول والخروج وممارسة أعمالنا.
على خلفية الأحداث الطائفية الأخيرة..
الأمن يحول عزبة بشرى لثكنة عسكرية ببنى سويف
الثلاثاء، 23 يونيو 2009 01:56 م
الأمن يحاصر عزبة بشرى خوفا من تصعيد أحداث الفتنة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة