محمد حمدى

أديب وأبوتريكة..والإعلام الأسود!

الثلاثاء، 23 يونيو 2009 01:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تابعت أمس المعركة المحتدمة بين قراء اليوم السابع، وكافة المواقع الإلكترونية والفضائيات، حول اتهامات عمرو أديب على الهواء للاعبى المنتخب بـ "النجاسة"، وانقسام القراء والمشاهدين إلى فريقين، الأول يدافع باستماتة عن لاعبى المنتخب، والثانى يهاجمهم هجوما عنيفا وكأنهم مسئولون عن هزيمة يونيو 1967 مثلا.

كنت قد توقفت منذ أكثر من عام عن مشاهدة أربعة برامج توك شو، هى: البيت بيتك والقاهرة اليوم و90 دقيقة والعاشرة مساء، بسبب ما أعتقده من أنها تمثل نوعية جديدة من الإعلام الأسود، الذى يهتم بالفضائح، ويسعى إلى الإثارة أكثر من محاولة عرض الحقيقة بحيادية، ويفتقد إلى المهنية، ويعمد مقدمو تلك البرامج إلى التعبير عن آرائهم وانحيازاتهم، والإدلاء بآراء وأحكام فى قضايا هم غير مختصين أو مؤهلين للحكم عليها.

عدت إلى الإنترنت لمتابعة ما قاله عمرو أديب والحقيقة أننى شعرت بالغضب العارم، ثم الخجل من أبناء المهنة الذين يفترض بهم البحث عن الحقيقة، وليس التشهير وكيل الاتهامات بحق الناس، وقد تعلمت فى شهرى الأول فى جريدة الشعب، وعلى يد رئيس تحريرها الراحل الأستاذ عادل حسين، أنه لا يمكن الاعتماد على وجهة نظر واحدة فى صياغة قصة خبرية، ولابد من العودة إلى الأطراف الأخرى، كما لا يجوز اتهام أشخاص بدون دليل وبدون منحهم الحق فى الدفاع عن أنفسهم.

تعلمت أيضا أن الصحفى سلطة تحقيق يفتش عن الحقيقة، لكنه لا يجوز له أن يتحول إلى قاضى يصدر أحكاما، وإنما عليه أن يترك الحكم للناس، وتعلمت أيضا أن الإعلامى عليه ترك انحيازاته حينما يشرع فى كتابة قصة صحفية، ويحتفظ برأيه لنفسه أو يكتبه فى عمود رأى.

خلال السنوات الثلاث الأخيرة فقدنا الكثير من قواعد وآداب المهنة، وأصبح من السهل علينا الخوض فى أعراض الناس، ووصل الأمر ببعض الصحفيين والإعلاميين إلى حد التدليس والكذب والاعتماد على أقوال مرسلة لا يسندها دليل وتقديمها للناس على أنها الحقيقة.
وما حدث من عمرو أديب فى القاهرة اليوم ليس جديدا، والمتابعة الدقيقة لهذه البرامج تكشف أنها تقوم وتتنفس على هذه النوعية من المبالغات، ولا أبالغ ان الكثير من الفوضى التى تعيشها مصر وتراجع الأخلاق فيها راجع إلى الإعلام.

ولو كنت مكان الأخ عمرو أديب لنقلت خبر الصحيفة الجنوب أفريقية، واتصلت فورا بالمسئولين عن المنتخب وناقشتهم مناقشة جادة حول ما نشر، ومدى مصداقيته، وهل هناك دوافع خفية أم لا، دون أن أنصب نفسى قاضيا ومدعيا عاما، أسوق الاتهامات وأخوض فى الأعراض وأشوه صورة الناس دون دليل.

ولعل ما حدث فى هذا البرنامج يكون جرس إنذار للإعلام الأسود الذى يتغذى على الشائعات والأعراض، صحيح أن هذا الإعلام كان محل اهتمام الناس ومتابعته، لكنهم سينصرفون عنه بعد أن اكتشفوا الحقيقة المرة.

أما نجمنا المحبوب محمد أبو تريكة ومن معه، فلهم كل الحب والعرفان بالجميل، فهذا الجيل حقق ما لم تحققه كل الأجيال السابقة، فهو فاز بالبطولة الأفريقية مرتين متتاليتين، فى ظل عمالقة الكرة الأفريقية المحترفين فى أقوى الأندية الأوروبية، وهذا الفريق هو الذى قدم عرضا لا يصدق أمام البرازيل، ونتيجة تاريخية أمام إيطاليا، وهو أمر لم يكن يتوقعه أى مصرى، وربما لم نصدقه.

والهزيمة من أمريكا ليست نهاية العالم.. والرياضة فوز وهزيمة.. وكما نفرح فى المكسب، علينا تعلم ثقافة الهزيمة وتقبلها بروح رياضية، والاستفادة منها، وعدم تكرار أخطائها والاستعداد للقادم وليس "فرش الملاية".

محمد محمد محمد أبو تريكة.. ملايين المصريين يحبونك، لأنك لاعب ماهر، وملتزم، وخلوق، وأسعدتنا أنت ومن معك كثيرا جدا، فلا تستسلم واستمر، فنحن فى حاجة إلى فرح جديد، وفى حاجة أن نرفع علم مصر مرة أخرى.. ولا تلتفت للإعلام الأسود.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة