أحمد صلاح يكتب: الملفات السرية

الثلاثاء، 23 يونيو 2009 11:15 ص
أحمد صلاح يكتب: الملفات السرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اعتقد أننى أصغر كاتب فى هذه الصفحة. وقد حالفنى الحظ كى تكون مقالاتى بجوار كتاب عمالقة فى الدين والسياسة والعلم . أجلهم وأحترمهم وأكن لهم كل تقدير. ويبدو أن صغر سنى "برغم ادعائى أننى قرأت الكثير وأن مكتبتى تحوى الكثير والكثير من الكتب وأمهاتها" إلا أننى سأظل صغيرا أمام ما يفتح أمامى كل يوم من علوم ومعارف وثقافات وغيرها. تجعلنى أشعر أننى أحاول الخوض فى غمار محيط هائل ولم أبلل إلا أصابع قدمى فقط وأنا أقف على شاطئه بملابسى كاملة. هذه هى الثقافة ببساطة. أن تشعر أنك مازلت عطشانا وتحتاج للارتواء كلما قرأت وكأنك ترتوى من ماء مالح.
أقول ذلك وقد مرت منذ أسابيع ذكرى نكسة يونيو وحتى اليوم لا أنسى كلمات والدى وهو يحكى لى عن ليلة النكسة وصباحها فقد كان شابا وقتها ممتلئ الأحلام مثل أقرانه فى تلك الفترة فجأة وجد كل تلك الأحلام قد تبخرت ولم يبقى منها إلا عدو على مرمى البصر وبضع جنود شاردين من أرض سيناء. وللحقيقة فقد بدأت أقرأ وأستزيد فى القراءة عن نكسة يونيو. فقرأت كل ما يخطر ببال شخص عن أحداث تلك الأيام ولكل الكتاب المصريين والأمريكيين واليهود على حد سواء. وساعدنى على الاستقراء والتحليل المنطقى أننى خريج كلية الحقوق أى أننى بداخلى قاض يحلل ويفند ويصدر الأحكام ولكن لم أستطع أن استكمل الصورة نحو ما حدث فى ذلك اليوم.
هناك شئ ما خاطئ وهذا الشئ الخاطئ معروف لعدد من البشر معدودين على أصابع اليد هم فقط من يعرفون الحقيقة ولكنهم يحتفظون بها فى ملفات سرية داخل أضابير تحت الأرض ممنوع الاقتراب منها أو الوقوف على حقيقتها وما يخرج منها فى ذكرى النكسة كل عام هى قشة واحدة من تلال أسرار تغطى جيل بأكمله عاشها وأجيال مازالت تعانى منها حتى الآن.
المشكلة أن كل الملفات السرية لم تتح بعد أمام الباحثين والمؤرخين ومع ذلك تخرج علينا كتابات تنتقد عصر وسياسة فلان أو علان بالرغم من أنهم لو حاولوا تجميع الصورة كلعبة البازل سيجدون آلاف القطع الناقصة وما بحوذتهم هى مجرد قطع القش التى ذكرتها سابقا. كثيرة هى المذكرات التى يطرح فيها الشهود العيان ما رأوه فى تلك الأيام ولكنها مذكرات منقوصة معيبة غير علمية لأنها كتبت من وجهه نظر واحدة وبالطبع غير محايدة وأيضا لا تعتمد على الوثائق. أيضا الأسرار التى تعلنها إسرائيل عن نكسة يونيو ضئيلة للغاية والسبب أنهم يعرفون أن حرب يونيو ليست حربا وأنهم لم يحاربوا بالفعل وإنما هناك شئ حدث جعلهم ينتصرون.
ذكرت الكثير من المصادر أن مصر كانت تعلم بموعد الضربة الجوية الإسرائيلية. وذكرت مصادر أخرى أن مصر كانت تعرف حتى أسماء الطيارين الاسرائيليين الذين سيقومون بالإغارة على مصر وتاريخ حياتهم كاملا. ولكن حدثت النكسة. إذن هذا الشئ الخاطئ . هذا السر الأعظم . مازال موجودا فى الملفات السرية . فى تلك الأضابير التى تحت الأرض الممنوع الاقتراب منها.
المشكلة الأعظم أن هناك جهات تتخذ من نكسة يونيو سبيلا وطريقا للهجوم على مصر وبالطبع يتم استخدام كلمات لاتصلح أن تقال إلا فى مواخير وبارات لا فى مقالات أو كتابات موضوعية. ويقوم أعداء المرحلة الناصرية باتخاذ هذه الذكرى سبيلا لتعديد مساوئ الحكم الناصرى والظلم الذى وقع عليهم . ومن جانب آخر تقوم جهات وللأسف عربية ممن تبحث عن دور وأضواء فى مهاجمة مصر ورجالها.

النكتة التى يضحك منها أى شخص أننا عندما هزمنا فى عام 1967 خرجت وسائل الإعلام العربية تقول هزيمة مصر والنكسة لآخر تلك المصطلحات. أما بعد انتصارنا فى حرب أكتوبر فخرجت نفس وسائل الإعلام العربية لتقول انتصار العرب على إسرائيل فى عام 1973 أى أن ببساطة.. السيئة تخص والحسنة تعم.
وأرجوك عزيزى القارئ أن تتبع على مواقع الإنترنت كيف أن العرب "بربطة المعلم" شاركوا فى حرب اكتوبر وأن دماءهم قد امتزجت مع الدم المصرى على رمال سيناء وكثير من الأكاذيب التى لا يصدقها أى طالب فى كلية حربية أو حتى عقل يتمتع بالمنطق والتحيلى فالذى ذكر من أسرار حرب أكتوبر يضحد مزاعم اشتراك أى دولة مع مصر فى حرب أكتوبر وكان الهجوم مصريا تماما.
واليوم وبعد مرور كل تلك السنوات على الهزيمة ورحيل الزعيم جمال عبد الناصر وكل من شارك فى حرب يونيو، أما آن الأوان لأجيالنا أن تعرف الحقيقة بدلاً من التخبط فى غياهب المذكرات والبطولات الوهمية والتى نعرف جميعا أن نصفها ليس حقيقيا والنصف الآخر مشكوك فيه. أما آن الأوان لخروج تلك الوثائق السرية حتى يكف كتاب الهزيمة فى ذكرى النكسة من كل عام فى تقطيع جسد مصر ونهش لحمها وأكل جثة زعيمها الراحل جمال عبد الناصر . أما آن الآوان للتاريخ أن يكتب بشكل صحيح . أما آن الأوان أن تعرف أجيالنا ما حدث حتى لا تسخط على حكامها وتكفر بهم . وحتى لا تترك أفكارهم وعقولهم مغتصبة من قبل مرتزقة الكتابة فى ذكرى النكسة . أعتقد أنه كطلب عادل . وإن كان فيه صعوبة. إلا أنه ممكن.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة