د.فوزى حتحوت

مبادرة الأمة الإسلامية

الإثنين، 22 يونيو 2009 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رأيته متماسكاً، واضح القول وتقرأ فيه الذهن المتوقد الحاضر، سمعته يقول "أمتنا الإسلامية ترحب بالسلام، وإن عهد الحروب يجب أن ينتهى ولن ينتهى إلا بإقرار السلام العادل"، سمعته يقول عن حق الأمة الإسلامية والعالم فى التنمية الاقتصادية وتبادل الخبرات ما بين الدول وبعضها، وحق الدول فى التنمية الشاملة.

وقال إن من حق المجتمعات أن تعيش فى استقرار وأن تحمى أراضيها ضد كل غزو وأن تطهر أراضيها من العدو، وإن من حق الأمة الإسلامية وشعوبها الحفاظ على استقرار أراضيها ورد كل عدوان عنها وحماية مقدساتها، وطرد كل مغتصب للأراضى الإسلامية والعربية، وتمسك بحق الدول فى تقرير المصير الذى أكده ميثاق هيئة الأمم المتحدة والعديد من قراراتها.

وقال إن المجتمع الإسلامى قادر على أن يحقق التوازن داخل المجتمع الدولى بشكل يحقق التعاون والمساواة وكرامة الإنسان، وإن المجتمع الإسلامى يمد يده للعالم من أجل دعم القيم وإرساء قواعد حقوق الإنسان وحماية الأقليات، والحفاظ على البيئة التى لوثتها المجتمعات المتخلفة والمتمدنة على حد سواء.

وتكلم على ضرورة أن تنتهى العنصرية من العالم، وضرورة توفير مناخ عالمى يضمن حياة كريمة للإنسان، ويحقق حق الانتقال الآمن له، وأن تمد كل يد من أجل تنمية الإنسان وتقديم كل ما يدعم السلامة الذهنية والجسدية والروحية له، وضرورة أن تتعاون الدول فى رد كل إرهاب سواء من جماعات أو دول أو تكتلات.

وإننا نمد أيدينا من أجل سلام المجتمع الدولى والإقليمى والمحلى، والعمل على إصلاح الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية بشكل تكون قادرة فيه على تحقيق العدالة والسلام والتنمية وخدمة الإنسان العالمى، وتنمية مهاراته المختلفة.

وإن الدول الإسلامية ترحب بالسلام القائم على العدل والمساواة وعدم التمييز، وإننا ندعو كل الهيئات الدولية والدول إلى وضع برامج تدعم السلام والعمل على نزع فتيل التسابق النووى.

وإن النظام الشورى فى الإسلام ويقابله الديمقراطية فى العالم المتقدم لقادران على تحقيق الاستمرارية للدول ودعم مسيرتها، وعلى الدول أن تسير على طريق يدعم حق الشعوب فى اختيار قاداتها، والقائمون على شئون حكمهما.

وإن التعليم الكفء والتطبيقى هو التعليم القادر على بناء المهارات الذهنية والروحية والعملية بشكل يضمن نقل الشعوب إلى مجتمعات أكثر إنتاجية، وقادرة على البناء والتعاون، وهو التعليم القادر على الانتقال بطاقات المجتمع إلى تحقيق أمانيها، ويسهم فى تحقيق احتياجات العمل.

واستيقظت فجأة قبل أن أتبين من يتحدث باسم الأمة الإسلامية، ويدعو العالم إلى تحقيق السلام وردع كل مغتصب للأرض، ويدعو إلى التنمية الشاملة، وتساءلت من قادر فى دول الأمة الإسلامية أن يتكلم باسمها، أم أن الأمر قد يوكل إلى جهة مثل منظمة المؤتمر الإسلامى فى مواجه خطاب أوباما المتحدث باسم الأمة الأمريكية، وخطاب نتنياهو المتحدث باسم إسرائيل، أم إننا قررنا أن تكون ردودنا منفردة وخطاباتنا فردية فى مواجهة خطاب موجه إلى الأمة الإسلامية، أليس خطاب أوباما فى القاهرة يحتاج إلى خطاب مماثل من أمتنا، أليس الخطاب يرد عليه بخطاب، ألم يكن خطابا موجهاً إلى الأمة الإسلامية، فمن يمثلنا فيه!! ...ما مضمون خطابنا.. هل يمكن أن نتحد للرد على الخطاب، أم أننا سمعنا وقررنا الرحيل بلا إجابة؟!!

ستظل الإجابة بيد الدول الإسلامية، إذ قررت بحق أن تثبت تواجدها، وأن يكون لها كيان قادر على التفاعل مع العالم، وإن لم يكن لها قدرة على التماسك من أجل رد العدوان، فعلى الأقل يكون لها قدرة ورؤية فى الدعوة إلى السلام، وتقديم مبادرة قد يكون لها طريق مسموع أمام العالم، فهى فرصة للدول الإسلامية أن يسمع صوتها إذا أرادت حقًاً أن يكون لها صوت يسمع فى السلام، وأمانيها للعالم ومبادرتها من أجل عالم أفضل قادر أن يتعاون ويحقق العدالة والسلام والتنمية الشاملة.

أم نكتفى تيسيرًا للحال، بالقول إنه خطاب موجه إلى الأمة الإسلامية، ومثل هذه الخطابات الموجهة للأمم وللشعوب لا يوجد بشأنها ردود، وإنه مجرد خطاب إعلان نوايا الإدارة الأمريكية الجديدة، وإن سياساتنا لم تتغير، ومعلومة ولا تحتاج خطاباً بالرد من داخل الأمة الإسلامية، سواء بالتأييد أو التحفظ، أو الرفض، وألقينا على أوباما عبء إثبات قوله دون أن نتحرك.

*رئيس جماعة القسطاس للحقوق القانونية والدستورية






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة