على طريقة الدورى العام..

صراع دور النشر على المؤلفين والكتّاب

الإثنين، 22 يونيو 2009 02:39 م
صراع دور النشر على المؤلفين والكتّاب اختلفت آراء محمد هاشم وإسلام شمس الدين
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على طريقة انتقال لاعب كرة قدم من نادٍ لآخر، ظهرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة تصارع دور النشر على اختطاف الكتاب، ومن ثم انتقالهم من دار نشر لأخرى.

وهو ما أزعج العديد من دور النشر التى تركها مؤلفوها وذهبوا لدور أخرى، فاعتبرت الأمر خيانة من المؤلف الذى يربطه بالناشر "كلمة شرف" أو عقد، البعض يتعامل معه على أنه عقد احتراف والبعض الآخر يعتبره احتكارا.

وبيقى الانتقال من نادى لآخر له أسبابه الخاصة بالمؤلف والناشر، هذه الأسباب منها ما هو متعلق بالماديات ومنها ما يتعلق بحجم الدار وما تقدمه للكتاب من اهتمام وترويج، ومنها التعامل الشخصى بين المؤلف والناشر. فى المقابل هناك العديد من دور النشر الكبيرة دائمة البحث عن المؤلف والنص الجيد، وتقدم له عروضا أكثر إغراء حتى ينشر عمله لديها، بعد أن يصبح له "اسم وقارئ" وهذا بالطبع ما يغضب الناشرون لأنهم يعتبرون هذا التصرف "سرقة مقنعة".

آخر الوقائع التى تجلت فيها تلك المشكلة كانت بين الكاتب محمد فتحى مؤلف كتاب "مصر من البلكونة" وإسلام شمس الدين صاحب دار نشر "شمس".

"فتحى" يقول إنه جرى العرف على أن دار النشر تقدم للمؤلف مكاسب مادية فقط، بينما يبحث المؤلف عن المكاسب المادية والمعنوية معا، بل الأهم بالنسبة للكتاب هى المكاسب المعنوية المتمثلة فى الترويج للكتاب والإعلان عنه، وإقامة الندوات وحفلات التوقيع لمناقشته، وعدم اهتمام الدار بهذا الأمر هو ما يجعل المؤلف ينتقل من دار لأخرى، بحثا عن المكاسب المعنوية والاحترام له ولعمله، "فتحى يؤكد أن التوافق والتفاهم والاطمئنان بين دار النشر والكاتب، عليهم الدور الأهم، وهو ما بيقى لأنه ما يعطى مساحة بين الناشر والمؤلف للتفاوض، لأن المسألة عرض وطلب وأشبه باحتراف لاعبى كرة القدم تماما، لكنه غير مقبول فى قطاع النشر، فتحى ينفى قيام دور النشر بخطف المؤلفين، بينما من حق أى دار أن تبحث عن الكاتب الجيد وتطلب التعاقد معه وتقدم له العرض المناسب وهو يختار الأفضل له وهذا أمر طبيعى.

هذا الكلام اعترض عليه بشدة الناشر محمد هاشم مدير دار "ميريت" للنشر حيث وصف الأمر بأنه خسة من قبل المؤلف الذى ينتقل من دار النشر التى قدمت أعماله وعرفته بالناس وتحملت تكاليف الدعاية للكتاب وقدمت النسخ المجانية وسعيت وراء إقامة حفلات التوقيع والندوات، وفى النهاية بعد نجاح الكتاب ينتقل المؤلف من دار نشر لأخرى، لأن دور النشر هى من تصنع الكتّاب وهى من تقدمهم، وفى المقابل هناك دور أخرى وصفها بالوضيعة "تمتلك الأموال، وتخطف الكاتب بألف جنيه إضافية".

فاطمة البودى مديرة دار العين للنشر ترى القضية بشكل مختلف، حيث تقول إن الفيصل بين الكاتب والناشر هو الارتياح، والتعامل الجيد، فإن أكرمت دار النشر المؤلف واهتمت بالكتاب وتوزيعه والترويج له، هنا لن يترك الكاتب هذه الدار، لكن إن لم يحدث ذلك فمن حق الكاتب الانتقال، كما أنه من حق دار النشر البحث عن الكتاب الجيد طالما وجدت الأسباب المنطقية للانتقال.

البودى تؤكد أن الفيصل فى انتقال الكاتب من دار نشر لأخرى هو الناشر، فالناشر الجيد لا يترك كاتبا جيدا يخرج من داره ويعمل جاهدا على الاحتفاظ به.
فى النهاية لا يوجد عقد احتكار بين الناشر والمؤلف، هذا ما أكده رؤوف عشم مسئول النشر بدار مدبولى، حيث يقول إن الانتقال مشروع ومن حق الكاتب البحث عن دار نشر أخرى إن لم يرتح لأى سبب مع دار النشر التى يعمل معها، كما أنه من حق دار النشر البحث عن الكاتب والكتاب الجيد، لكن المشكلة التى نقع بها فى مصر أن دور النشر تعتقد أنها هى من صنعت الكتاب وتقول "الكاتب ده بتاعى"، فى حين أن الأمر شراكة والكاتب الجيد يفيد دار النشر ودار النشر الجيدة تعمل لمصلحة الكاتب الذى تصب مصلحته فى مصلحتها.

عشم يصف الأمر بالمصلحة المشتركة التى لا يمكن أن تنجح إلا بالرضا والنجاح للطرفين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة