أعشق الأهلى منذ نعومة أظفارى، حتى حين كنت ألعب كحارس مرمى فى ناشئى غزل المحلة، ورغم أننا نتعصب بشكل لافت فى المحلة الكبرى لنادى الغزل، لكننى كنت أفضل عليه نادى البلدية باعتباره نادياً جماهيرياً وليس تابعاً لشركة أو مؤسسة عامة، لكن الأهلى مثل بالنسبة لى حالة استثنائية، وخاصة حين قرأت فى صغرى أنه تأسس ليكون ناديا للمصريين، فى مواجهة نادى الزمالك الذى كان مختلطا بين المصريين والأجانب، حتى أصبح ذلك من التاريخّ!
ولم يعد يمكن النظر إلى الأهلى باعتباره الوحيد الذى يمثل الوطنية المصرية، فكل الأندية الأخرى وطنية بلا شك، لكنه ظل محافظا طوال سنوات عديدة على استقرار ملحوظ بفعل الإدارة الجادة التى تتمتع بتأييد جماهيرى واسع عبر عدد من الرؤساء أذكر منهم الفريق عبد المحسن كامل مرتجى وصالح سليم وصولا للكابتن حسن حمدى.
مشكلة الأهلى أن الاستقرار واستمرار النجاحات قتل الرغبة فى التغيير لدى الأعضاء، فتحولت انتخابات مجلس الإدارة الماضية والحالية إلى شبه استفتاء على المجلس الحالى، وهو ما يذكرنا بالاستفتاءات الرئاسية فى مصر.
وصحيح أن فى الأهلى إدارة شاطرة ومحترفة، لكن الصحيح أيضا أنها تتمتع بانحياز إعلامى غير مسبوق، لدرجة أنه خلال الانتخابات الماضية على رئاسة النادى اشتكى الدكتور حسام بدراوى المرشح لرئاسة النادى من تجاهل الصحف المصرية له، ولم يجد سوى بعض الفضائيات التى حرصت على الحياد فى الحملة الانتخابية.
وأول أمس أعلن عن إغلاق باب الترشيح لمجلس إدارة جديد، وبات واضحا أنه لا يوجد منافس حقيقى لا لحسن حمدى على منصب الرئيس ولا لقائمته للعضوية، الأمر الذى يعنى سيطرة نفس المجلس للدورة الثالثة على التوالى، وهو أمر قد يراه البعض يعكس نجاحا وشعبية لإدارة حسن حمدى، وإن كنت أراه من منظور مختلف.
باستثناء الدور العام لكرة القدم فشلت معظم الفرق الجماعية فى النادى فى الحصول على بطولة الدورى العام هذا الموسم، رغم أن الأهلى أكثر الفرق إنفاقا على الرياضة، وخرج فريق كرة القدم من أربع بطولات هذا الموسم، أولها بطولة القارات التى احتل فيها المركز الأخير، ثم بطولة كأس مصر، ثم بطولتى رابطة الأبطال الأفريقية وكأس الاتحاد الأفريقى، وهو أمر كان ينبغى محاسبة إدارة الأهلى عليه، إضافة إلى الكثير من الإنفاق المالى غير المبرر وإنفاق عشرات الملايين على شراء لاعبين لم يشاركوا فى مباريات.
وإذا تركنا الرياضة إلى الشان العام، فإن استمرار أى إدارة فى موقعها لعدة دورات أمر غير مقبول على الإطلاق لأنه يقتل أى مبادرات جديدة، ويجعل شخصا أو عددا محدودا من الأفراد يتحكمون فى مصير الجميع، وعندها يتحول رئيس النادى أو رئيس الدولة إلى حاكم مطلق حتى ولو جاء بالانتخاب.
والغريب أن قانون النقابات المهنية لا يسمح ببقاء النقيب فى منصبه لدورتين متتاليتين، وتم الأخذ بهذا النظام فى انتخابات الاتحادات الرياضية، بينما منصبا رئيس الجمهورية ورئيس النادى مفتوحان للأبد!
أحب الأهلى، لكننى أتمنى مشاهدة انتخابات حقيقية على مجلس إدارته كما حدث فى الزمالك، وإذا كنا لا نستطيع هذا الأمر على المستوى الرئاسى حتى الآن، فلا أقل من أن نمارس حق الاختيار فى النادى والنقابة، لعله يأتى اليوم الذى يتم فيه انتخاب رئيس الجامعة ورئيس المدينة والمحافظ، وصولا لانتخابات رئاسية تعددية حقيقية وديمقراطية يشارك فيها مرشحون حقيقيون، ولا تشهد تدخلات من أى نوع.. وحتى يحدث ذلك سيظل دمى محروق من الأهلى .. وغيره!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة