محمد فوزى طه يكتب: شخوص وأمكنة

الأحد، 21 يونيو 2009 07:53 م
محمد فوزى طه يكتب: شخوص وأمكنة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الشرفة يجلس وحيدا.. يرنو ببصره ناحية السماء حيث تتجمع السحب وتتشكل.. يرى فيها هيئات لأشخاص وشخوص وأمكنة وحيوانات خرافية.. تتبدل الأشكال والأحجام فالمناظر.. لوحات فنيه أقسم لو اجتمعت عبقرية الفنانين ما أتوا بأشكالها الدقيقة قط.. تزداد البرودة.. يتجه نحو الداخل يعد شايا، يجلس ثانية حتى لا يفوته مشهد.. كم يحب الشتاء وينتظره وكم يمقت الصيف.. ينفث دخان تبغه فى الهواء ليشكل هو الآخر علامات استفهام وحلقات تتلاشى ودوائر تتسع.. يظلم الجو تمطر السماء رعد وبرق.. موسيقى كونية أم ائتلاف بين الوجود ودواخله؟.. المطر يتساقط بغزارة أكثر.. يزيل ما علق على الشجر والحجر والبيوت والمآذن فيغتسلوا اغتسالا.

يهبط إيقاع المطر.. يهدأ.. يصمت.. يأتى هواء منعش بارد ذو شذى طيب لم يتنفسه قبل .. تنفرج السحب انفراجة بسيطة فتطل الشمس.. تحاول جاهدة الخروج لتسطع فتحجبها السحب ثانية.. يسأل نفسه عن هذا الجمال كله كيف لا تكن حبيبته حاضره معه.. حبيبته .. حبيبته.. أين هى الآن؟.. هى معه أينما ذهب.. رحل.. سار .. حزن .. فرح .. هى تحت المسام.. فى الدم.. بين الطبقات.. توحدت بالروح.. علقت بالذهن.. احتلت القلب.. ترى أتفكر فيه الآن؟ لكنها ماذا تفعل أصلا؟ أهى نائمة كملاك؟ على أى جنب تنام؟ يدها مضمومه أم فاتحة كفيها تحلم بمجيئه؟.. شعرها المسترسل على كتفيها أم مضموم بزهرة مشدودة بخيط ملون؟ ما لون غرفتها؟.. ملمس فراشها؟.. ألها شرفة تطل على القمر فيطبع على جسدها النور المخترق ستاره نافذتها؟ ما هى الأغنيات التى ترددها أم يا ترى تمارس الآن رياضتها فى العدو؟ أهى ساهرة أم متأملة كما أنا؟ من أى ناحية عبرت إليها النسمات وتسللت وإحاطتها؟ أهى نسمة أم هواء بارد ممكن أن يلحق بها الأذى فتتألم؟.. تلاشت السحب وانسحبت بجيوشها وتمركزت الشمس وغمرت الكون بأشعتها فنزلت على وجهه فأغمض عينيه واستمر فى تخيل حبيبته التى ليست معه ومعه .. الغير منظورة.. وكأنها وراء السحب.. خلف الشمس.. فى عمق القمر.. عند الصحراء .. فى مفترق الطرق.. فى جهة من الجهات.. فى الحد الفاصل بين الظل والنور.. فى الحلم.. فى عمق الواقع.. فى أول شعاع ينزل على أرض الله.. فى آخر ضوء ينسحب
إلى السماء..






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة