اليوم هو اليوم الثانى فى فصل الصيف جغرافياً ومناخياً، حيث يبدأ الصيف جغرافيا يوم 21 يونيه من كل عام ومناخيا يكون أسبق من ذلك بحوالى شهر كامل .. ومع الصيف ينشط موسم الزواج والخطوبة، أغلب القاعات الاحتفالية تكون محجوزة منذ مدة طويلة خلت.
وفى الأفراح والليالى الملاح ترى العجب العجاب، فهذا فرح لعروس منتقبة، القاعة أمامك هى قاعة العروس والسيدات الحاضرات والأخرى المقابلة لها هى قاعة أهل العروسين من الرجال، فلا يوجد اختلاط هنا .. هذا نمط من أنماط الاحتفال لأناس هويتهم دينية ومدخلهم سلفى أصولى..
فى المقابل تتم أفراح أخرى وفى أماكن مغايرة تماماً مختلفة منهجاً وسلوكاً، المرجعية الدينية ليست حاضرة، والعنصر الأجنبى حاضر بثقافته ومادياته الصرفة ..المهم هنا أن يفرح الناس بالطول والعرض حتى ولو تجاوزا، ومن هنا تسود ممارسات لا تخطر على البال.
بالأمس القريب وفى نادٍ صاخب، قام الفنان التنفيذى فلان بالاحتفال بزواجه من الآنسى تى .. وفى حين غفلة من الحضور ..أو حتى بإيعاز منهم أو بموافقتهم تصريحا أو تلميحا .. لايهم ..فالمهم أن تكون الفرحة والسعادة هى المطلب والمنال .. ويبدو أن الخمر قد لعبت بالرؤوس وأطاحت بالألباب.
فهاهو العريس ينحنى ويزحف على ركبتيه طالبا شيئا ما ..لا يبدو للعيان ..صعب المنال نسبيا .. آه لقد بدت بغيته ..قطعة ملابس صغيرة للغاية وفى حجم ورقة التوت، ولا يهم الحجم بالطبع، المهم حيازة هذا الشىء من لدن العروس الآنسة تى .. والتى لم تبد أى ممانعة، فكما قلنا سابقا فالمبدأ المعلن، والذى أتفق عليه الحضور دون أن تحمر وجوههم خجلا أو إثما مما يفعلون، المبدأ هو الفرحة، ودون أى اعتبار آخر ولو على جثة الشيطان ذاته.
زجاجات الشمبانيا تتطاير رخاتها .. يأتى أحدهم بكأس فارغ .. يضعون ورقة التوت بيضاء اللون بالكأس ثم يصبون الشمبانيا .. يشرب العريس حتى الثمالة .. ثم يلقى بورقة التوت البيضاء، كما لو كانت باقة من الورود على الحضور من الرجال .. والذين يتسارعون لالتقاط ورقة التوت، والتى كانت ذريعة لدرء الخجل فى ماضى البشرية المجيد، يفوز أحدهم، هاهو الآن فى منتهى السعادة فلقد تغلب على حمرة الخجل وأصبح إنساناً جديداً .. فالمهم الفرحة وبأى ثمن .. صورة طبق الأصل لحدوتة مصرية وقعت بالفعل على أرض المحروسة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة