صفقة كبيرة يجرى التحضير لها بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتل أبيب، حيث علم اليوم السابع من مصادر مطلعة، أن حراكا غير عادى يتم الآن للترتيب للصفقة، والتى تلعب فيها القاهرة دور الوسيط بين الطرفين، ويتم الآن الانتهاء من المراحل النهائية للصفقة، وربما تشهد الأيام القليلة المقبلة الإفراج عن الأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط، يعقبها فترة تهدئة طويلة الآجل.
تلك الصفقة كما تؤكد مصادر مصرية وفلسطينية متسقة شهدت ترتيباً على أعلى المستويات برعاية الوزير عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية خلال الفترة الماضية، والذى التقى مؤخراً العديد من المسئولين الإسرائيلين وقادة حركة حماس.
زيارة إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى لمصر الآن، والتى أجرى خلالها لقاءات متعددة مع المسئولين الأمنيين عن ملف الصفقة، جاءت كما تؤكد المصادر لإعطاء القاهرة الصورة النهائية للطريقة التى سيتم بها تنفيذ الاتفاقية، حيث تم الاتفاق على الإفراج الفورى عن جلعاد شاليط الأسير الإسرائيلى فى مقابل 1100 أسير يجرى الآن تحديد القوائم النهائية لهم، وتم الاتفاق على أن يكون هذا الفك للأسرى على مراحل، وستلعب القاهرة دورا هاما، حيث سيتم التسليم عن طريقها كضامن للطرفين.
وأوضحت المصادر أن زيارة باراك تعد المرحلة النهائية بعد أن حظت الخطة بتوافق أمريكى وعربى، حيث تضمنت زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس للقاهرة رؤية الحركة النهائية حول الصفقة، وهو ما أطلعت القاهرة عليه جورج ميتشل المبعوث الأمريكى للسلام فى الشرق الأوسط أثناء تواجده بالقاهرة عقب زيارة مشعل بأيام، وبعد أن لاقت بنود الصفقة الموافقة الأمريكية.
وفى هذا الصدد، اتفق خبير العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية سمير غطاس مع المصادر على قرب انتهاء الصفقة، حيث إن جميع المؤشرات تؤكد أن الصفقة أوشكت على الانتهاء ودخلت حيز التنفيذ، فحماس لم يعد لديها مانع لإتمام الصفقة، وهو ما عبر عنه قادتها كثيرا فى تصريحات صحفية.
وعلى الجانب الإسرائيلى، أوضح غطاس أن اسرائيل مستعدة لتنفيذ الصفقة الآن، وربما تكشف الأيام القادمة ما إذا كانت زيارة باراك للقاهرة لإعطاء الضوء الأخضر لبدء تنفيذ الصفقة.
واعتبر غطاس أنه فى ظل الأجواء الجديدة على الساحة الأمريكية وإبداء رغبتها فى إشراك حماس فى العملية السياسية بفلسطين، وأن إفراج إسرائيل عن رئيس البرلمان عبد العزيز الدويك تعتبر مؤشراً لبدء تنفيذ الصفقة.
جلعاد شاليط يعد أغلى أسير إسرائيلى، كما يؤكد غطاس، حيث اتخذته إسرائيل حجة لقتل 3000 فلسطينى، وإذا تمت الصفقة بتحرير هذا الكم من الأسرى فستمثل نجاحاً لحماس.
فى حين كشف حسن عصفور المحلل الفلسطينى، أن صفقة الأسرى لا يمكن أن تتم فى سياق منفرد عن باقى القضايا الأخرى، على رأسها التهدئة وفتح المعابر ووقف تهريب السلاح لقطاع غزة وانتهاء الحوار الفلسطينى وتنظيم علاقة حماس بالسلطة الفلسطينية وأبو مازن، فكلها حلقات متصلة ببعضها البعض، وأشار عصفور إلى أن حماس على أتم استعداد لإتمام الصفقة، إلا أن إسرائيل كانت هى العائق الوحيد أمامها.
وأكد عصفور أن صفقة شاليط مثلت جزءا مهما من أجندة باراك التى أتى بها للقاهرة يوم الأحد.
وستشهد الأيام القادمة تطوراً غير عادى على جميع المستويات الفلسطينية، سواء فى قضية تبادل الأسرى والإفراج عن الأسير الفلسطينى جلعاد شاليط أو فى ملف الحوار الفلسطينى وقطاع غزة وقضية المعابر.
الأسير الإسرائيلى جلعاد شاليط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة