ماذا لو فاجأتنا الرياضة فى مدارسنا ذات يوم؟! .. ماذا لو داهمتنا على حين غرة ذات صباح؟! .. ألن تضبطنا متلبسين بنسيانها وخيانتها؟! ..
فلقد تعودنا غيابها وآلفناه حتى إننا سنرتبك فى حضورها ولعلنا سوف نضبط أنفسنا ونحن نتمنى لو أنها لم تجئ لأن مجيئها سيخزينا وسيجعلنا نقف أمامها فى خجل وحياء وأسف!.. بل سوف تسخر منا وتضحك علينا وعلى تنبلتنا وخمولنا وكسلنا وعجزنا عن الحركة! وعلى ملاعبنا غير اللائقة رياضيا أو صحيا فهى مكشوفة ولا تصلح فى الصيف حيث الحرارة الشديدة والغبار والأتربة أو فى الشتاء حيث البرد الزمهرير والأمطار الغزيرة .. وأن حضورها سيضيف إلى حياتنا عبء التعامل معها مع حركاتها الرشيقة وتدريباتها الديناميكية التى لم تعد تناسب أوزان أجسامنا أو أحجام أجسادنا .. أتخيل مدرسا للتربية الرياضية يفترض أنه رياضى، لكنه اختفى وراء كرشه وبرزت له عضلات وانتفاخات من أمامه ومن خلفه ومن تحته وتورمت أردافه من أثر الجلوس وقلة الحركة كيف سيقف أمامها وكيف سيمارسها؟!
أتخيل مدرس آخر يخرج السعال من فمه بل ومن كل فتحة فى جسده بعزف منفرد أو سيمفونى وتكاد روحه تطلع مع سعلته الأوبرالية التى صارت أشبه بفرقة (حسب الله)، ورغم ذلك تعز عليه أن يلقى بها من بين أصابعه تلك اللفافة اللعينة (السيجارة) كيف سيقف امامها وكيف سيمارسها؟!..أتخيل طالبا وهو فى سن الشباب والحيوية ويفترض أنه شاب إلا أنك فى كل حال ستقف حائرا فى تصنيفه هل هو شاب فى العشرين من عمره حقا أم عجوز بلغ الخمسين وبدأ خطوات "الرزالة" العمرية وقد انحنى ظهره وضعف بصره (أبو نظارة) وضمرت أكتافه بعد أن أخذه (الجلوس إلى الكمبيوتر) لحما ورماه عظماً كيف سيقف أمامها وكيف سيمارسها؟! .. أتخيل طالبا آخر جسده فى حالة خصام وفراق مع الرشاقة واللياقة والتنسيق بين أجزائه فتجده وهو واقف فى طابور الصباح المدرسى يبدأ التصارع بين يديه وبنطاله .. إنها تشد البنطلون والبنطلون يشدها .. تشد البنطلون والبنطلون يشدها وهكذا إلى أن ينتصر (الحزام) فى نهاية الصراع ليحزم الأمر والبنطلون ويعلن التحدى أمام سقوطه من على خصره النحيل كيف سيقف أمامها وكيف سيمارسها؟! أتخيل فتاة وقد زحفت البدانة على مناطق من جسدها وقد حشرت فى زيها المدرسى .. وأخرى رق عن جسدها النحول حتى كادت ألا ترى كيف سيقفن أمامها وكيف سيمارسنها؟!
أتخيل طفلا لم يبلغ العاشرة من عمره وقد التوت عظام ظهره وتقوس عموده الفقرى وناء بحمل حقيبته المدرسية التى تفوق وزنه أحيانا فى ثقلها فما كان أشدها على كتفه الطرى وأثقلها على ظهره الأخضر بشكل يكاد لا يحتمل كيف سيقف أمامها وكيف سيمارسها؟! ماذا لو فاجأتنا الرياضة فى مدارسنا ذات يوم ونحن على هذه الأحوال؟! بالتأكيد سوف ينتابنا الخجــــــــــل وكأننا عراه أمامها!!
* وكيل الثانوية الصناعية بنين بديروط
يوسف القاضى يكتب:الهاربون منها.. كيف سيمارسونها؟
السبت، 20 يونيو 2009 12:02 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة