تحت عنوان "إيران.. الزلزال الصامت للقادة العرب"، اهتمت صحيفة لوموند بتحليل موقف القادة العرب من الأحداث الأخيرة التى تمر بها إيران، من تحد عشرات الآلاف من الناس للسلطة، ومطالبتهم باجراء انتخابات حرة، إلى حالة الضعف التى أصابت كبار قادة الدولة، والانقسامات الحزبية التى انكشفت أمام أعين الجميع، ومئات المدونين المنصبين أمام أجهزة الكمبيوتر، يناشدون الغرب لمساعدتهم... باختصار، فإن السيناريو الإيرانى، كما تذهب الصحيفة، ينطوى على ما قد يهز رؤساء وملوك الشرق الأوسط ودول المغرب.
إلا أنه حتى تلك اللحظة لا تزال هذه الهزة تنحصر داخل إطار "زلزال صامت، حيث بدا زعماء المنطقة حذرين للغاية منذ بداية الأزمة، بخلاء فى تصريحاتهم"، كما يقول برنارد هوركاد، الباحث فى المركز الوطني للبحوث العلمية. ويضيف أنه فى المقابل، بالنسبة للدول التى تكون الانتخابات بها إما غير موجودة أو لا تشهد منافسة على الإطلاق، فإن الأحداث التى وقعت فى طهران وشيراز وتبريز تشبه بالنسبة لهم "سيناريو نهاية العالم". بيد أن برنارد هوركاد يستبعد إلى حد ما حدوث ظاهرة "عدوى" إقليمية مما يحدث فى إيران.
وهو الرأى الذى تؤيده فيه آزاده كيان تييبو، أستاذة علم الاجتماع فى جامعة باريس وخبيرة فى الشئون الإيرانية، حيث تعتقد فى عدم وجود تهديد مباشر للقادة العرب داخل الأنظمة الأكثر تسلطا. وذلك يرجع أولاً إلى أن النشطاء المصريين والسوريين أبعد ما يكونوا عن التعبئة التى نظمها نظراؤهم الإيرانيون. وثانيا، وبكل بساطة، أن الثورة الإيرانية لم تسفر بعد عن أية نتائج ملموسة.
وتؤكد تييبو أن القادة العرب قد يصيبهم الخوف فى حال نجحت هذه الانتفاضة الإيرانية، وعدا ذلك فإن تأثير أحداث إيران على شعوب بلدان المنطقة سوف يكون محدودا.
عندما يعطى السعوديون دروسا فى الديمقراطية!
ترجع الصحيفة كذلك سياسة "الصمت المهذب" التى تنتهجها معظم الدول العربية تجاه الوضع لدى جارتها الإيرانية إلى حالة الارتباك الجيوسياسية التى تسود فى المنطقة. فطالما أن الأمور لم تتضح بعد فى إيران، لن تخاطر أية عاصمة بعلاقاتها مع طهران، كما تشير تييبو.
وفى انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، فإن الدول الشرق الأوسطية ليست حزينة لرؤية طهران تمر بتلك الصعوبات. فإن تزايد سلطة النظام الشيعى فى المنطقة لا يحوز على الإعجاب، ومن ثم فإن زعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية، حتى ولو بشكل مؤقت، لن تكدر الزعماء العرب.
وتذكر الصحيفة أن الأطراف الوحيدة التى عبرت عن موقفها هم الذين يرتبطون بعلاقات وثيقة مع طهران، وعلى رأسهم حزب الله وحماس، الذين هرعوا إلى إعلان دعمهم لمحمود أحمدى نجاد، فى حين أن المملكة العربية السعودية، العدو المعلن لسياسية الرئيس المنتهية ولايته، اتخذت موقفا مؤيدا لمير حسين موسوى.
وقد أدى هذا الدعم من قبل الرياض إلى إثارة جدل رمزى حول التصدع الذى أصاب أنحاء العالم العربى: ففى الوقت الذى سارعت فيه الصحف السعودية بإعطاء دروس عظيمة فى الديمقراطية لإيران من أجل تبرير دعم النظام الوهابى لموسوى، ردت الصحف الأردنية على الفور مذكرة السعوديين بأنهم لا يمثلون نموذجا للديمقراطية.
مظاهرات إيران زلزال فى الشرق الأوسط
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة