العرب اكتفوا "بالفرجة" على الثورة الإيرانية الجديدة

السبت، 20 يونيو 2009 04:06 م
العرب اكتفوا "بالفرجة" على الثورة الإيرانية الجديدة لماذا هذا الصمت العربى الرهيب على ما تشهده إيران من احتجاجات دموية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشاهد العرب، الإيرانيين، وهم يلقون بذور ثورتهم الجديدة، وهم صامتون، يراقبون جيلاً من الشباب الذى فجر غضبه بعد أن تلاعبت أيدى السلطويين بصوته، وهم هادئون، وكأنهم بعيدون أو يتباعدون.

لماذا هذا الصمت العربى الرهيب على ما تشهده إيران من احتجاجات دمويية ومسيرات مليونية تصرخ وتقول "أين صوتى"، فلم يصدر تعليق واحد رسمى أو غير ذلك على الأحداث فى إيران.

هل هذا خوف رسمى عربى من إغضاب رجال الدين الحاكمين فى إيران، أو اعتقاد من دعاة الديمقراطية فى الدول العربية بأن بلادهم أبعد ما تكون عن تلك اللحظة الديمقراطية التاريخية فى جارتهم الفارسية.

صحيفة بوسطن جلوب الأمريكية تحدثت عن الموقف العربى من المظاهرات الإيرانية التى اندلعت فى أعقاب النتخايات الرئاسية التى قالت النتائج المعلنة إن الرئيس محمود أحمدى نجاد قد فاز فيها بولاية ثانية.

تقول الصحيفة فى تقرير أعده جيفرى فليشمان، انتشرت لقطات السيارات المحترقة والفتيان المقنعين والاحتجاجات الدموية فى إيران فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبهرت الدول العربية التى كانت أنظمتها القمعية تعتقل لسنوات المدونيين السياسيين ومعارضيها على شبكة الإنترنت.

مصر والسعودية ودول سنية أخرى لديها علاقات متوترة مع الرئيس محمود أحمدى نجاد ونظام الحكم الدينيى الشيعى فى إيران، لكنهم لا يريدون أن توحى الاحتجاجات القائمة فى طهران بمناخ ديمقراطى مشابة فى بلادهم، خاصة مع بروز مواقع الإنترنت الإجتماعية مثل فيس بوك وتويتر، ومع وجود زعيم معارضة قوى مثل مير حسين موسوى، متحدياً الرئيس الإيرانى.

حتى الآن، لم يحدث هذا، فالنشطاء المصريون على سبيل المثال خلال العام الماضى دعوا إلى مسيرات وإضرابات على الشبكات الإجتماعية الإلكترونية، لكن لم تكن هناك شخصية تثير الحماس، ولم تكن هذه الدعوة منظمة بشكل كافٍ لفرض تهديد للدولة البوليسية التى يحكمها الرئيس مبارك.

إبراهيم عيسى رئيس تحرير الدستور يقول إنه لا يعتقد أن أحداثا مشابهة يمكن أن تحدث فى مصر أو أية دولة عربية أخرى، الأمل موجود ونحن دائماً على إيمان بأن ما يحدث فى إيران قد يدفع العرب إلى محاولة فعل الأمر نفسه ضد أنظمتهم القمعية. لكن الحقيقة تقول لنا إن هذا لا يمكن تنفيذه، فنحن نقارن ثلاثين عاماً مما يسميه عيسى الديمقراطية الإيرانية، بـ 30 عاماً من الاستبداد المصرى.

وترى بوسطن جلوب، أن الشرق الأوسط يشهد إنزلاق إيران نحو نوع من عصابات الإنترنت ولعبة الاستراتيجيات على موقع تويتر والشعارات التى يرفعها المحتجون، محاولين الالتفاف حول الحكومة التى وضعت ضوابط على الاتصال، مما ترك الشعب الإيرانى بلا قدرة على التنفس إلا فى شكل نصوص أو صور يتم تحميلها عبر الشبكة العالمية.

هى معركة فى الشوارع وعبر الطرق الجوية، فى عالم تتمخض فيه التكنولوجيا وتخبو أيضا رسائل وصور مستقطبة، السلطات الإيرانية حجبت المواقع الإلكترونية للمعارضة، وشفرت قنوات الأقمار الصناعية التلفزيونية ومنعت الرسائل النصية، ورغم ذلك لا تزال الكلمة تتخطى الرقابة وتربط المتظاهرين فى طهران بهؤلاء فى كل مكان فى إيران.

إيران تقدم لمحة لكيف يمكن أن تقفز سنوات التحرر من الوهم من المقاهى وحرم الجامعات لتصبح ثورة قومية، فما تشهده إيران مزيجا من النشاط السياسى والتعبير الديمقراطى. فالناشطون والمدونون الذين يشاهدون التطورات فى إيران من بعيد يقولون إن الاحتجاجات تظهر الوعد وحدود التكنولوجيا فى تنسيق نوع من الغضب الإجتماعى الذى نراه فى طهران. هناك أيضا الإحساس بأن صحوة النشطاء الإيرانيين ضد النظام المعادى للغرب يمكن أن تتمتع بمزيد من الدعم الدولى أكثر من الذى يمكن الحصول عليه من نظرائهم فى الدول العربية، حيث توجد الحكومات غير الديمقراطية المقربة جداً من الولايات المتحدة.

وكالة الأسوشيتد برس علقت على الموضوع نفسه، وقالت إن الدول العربية نفسها ظلت صامتة إزاء الثورة السياسية فى إيران، وربما تخشى معارضة الدولة القوية التى ترعى الجماعات المسلحة مثل حزب الله وحماس.

لكن هناك دلائل على أن الشباب الصغير وأصحاب الاتجاهات الإصلاحية فى الدول العربية قد ألهمتهم الاحتجاجات الضخمة التى أعقبت الانتخابات الرئاسية فى إيران.

يقول عبد المنعم إبراهيم أحد نشطاء الإخوان الشباب، إن ما حدث فى إيران جعله يشعر بالغيرة، فمشهد مئات الآلاف فى شوارع طهران يقدم تضاداً حاداً للدول العربية مثل مصر حليفة الولايات المتحدة، حيث كانت الادعاءات كثيرة بتزوير الانتخابات من أجل تأكيد فوز الأحزاب الحاكمة يتم التعامل معها بشكاوى وقليل من الفعل.

بعض الاحتجاجات الصغيرة التى تشهدها مصر، والتى نظمها دعاة الديمقراطية بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2005، تم إسكاتها سريعاً من قبل القوات الأمنية ولم تتحول إلى احتجاجات أكبر، وأصبحت حركة الإصلاح المصرية التى تجمع النشطاء العلمانيين بحركة الإخوان المسلمين الأصولية صامتة منذ هذه اللحظة.

ويمضى ناشط الإخوان فى القول، نحن مبهورون بالتنظيم وبالسرعة التى تعمل بها الحركة الإيرانية، أما فى مصر يمكنك أن تعد أرقام النشطاء على أصابع اليد.

إحدى المدونات المصرية التى كتبت تحت اسم مستعار "لوزا"، ووضعت لها صورة المظاهرات فى إيران، تتساءل: هل يتبع العالم العربى الثورة الإيرانية؟.

أما جمال فهمى عضو مجلس نقابة الصحفيين، فيقول إنه حتى مع وجود نظام سلطوى صارم يحكم إيران، فإن الدولة لا يزال بها قدر جيد من الليبرالية والحرية، وعلى العكس من ذلك فإن النشطاء فى مصر تم وضعهم فى الفريزر، لأن النظام لا يسمح بقدر من التعبير عن أى نوع من المعارضة. ويضيف فهمى: أعتقد أن الجيل الجديد من النشطاء ستلهمه بالتأكيد الأحداث التى رأها فى الشارع الإيرانى، فما يحدث فى إيران لا يحدث على المريخ، لذا فإن النشطاء المصريين سيشعرون أن بإمكانهم تكرار هذا فى بلدهم.

الدول العربية حتى المنتقدة لنظلم محمود أحمدى نجاد ظلت صامتة، وتخشى على ما يبدو من إغضاب الشعب الفارسى القوى، يقول بول سالم مدير مركز كارنيجى للشرق الأوسط فى بيروت، إن العرب لا يريدون الخروج فى امتداد ضد الحكومة الإيرانية، لا يريدون أن يكونوا فى الواجهة.

وجزء من هذه السياسة يتمثل فى المعاملة الجيدة مع الحكومة الإيرانية وتشجيع الولايات المتحدة أو أى دولة أخرى على المواجهة معها، فالعرب خائفون من إيران ولا يريدون أن يكونوا معارضين لها، لأن أسهل هدف لإيران هو دول الخليج.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة