محمد منير

يا أوباما الذى فى الشرق والغرب

الثلاثاء، 02 يونيو 2009 04:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما زار الرئيس الأمريكى نيكسون مصر عام 1974 استقبلناه بأدواتنا الفطرية من مظاهرات واحتجاجات ترفض زيارته ومنها أغنية الشيخ إمام "شرفت يا نيكسون بابا يابتاع الووترجيت.. عاملولك هيصة وزيطة سلاطين الفول والزيت".

ونفس الهيصة والزيطة نستقبل بها اليوم أبانا أوباما، ولكن مصدرها ليس السلاطين فقط، فقد تشعبت خريطة التمثيل السياسى فى مصر.

وقت زيارة نيكسون كانت الخريطة تمثل السلاطين والشعب.. واليوم ما بين السلاطين والشعب فئة من الأوصياء ينطقون باسم الوجدان الشعبى فرضتهم الشرعية اللاشرعية.

أوباما يتجول فى المنطقة العربية كقائد فى زيارات تفقدية لرعاياه، والسلاطين التابعون ينظمون له المشهد ويستعدون بكل إمكاناتهم لشرف استقباله، بل ويتنافسون على شرف استقبال كلمته للرعايا المسلمين من فوق منابرهم.. وفى جانب آخر يقف الأوصياء الشرعيون فى ثوب المعارضة الحكيمة يحملون بعض من مظالم الشعب ليعرضوها على أبانا فى قول كريم.. أحد الأحزاب الشرعية اللاشرعية يتصدر الموكب فى ثوب شعبى يرسل خطابا لأوباما بمناسبة زيارته لمصر يستهله بهذه العباره "فى ضوء خبرة وتجارب شعبنا وحزبنا المريرة، على مدى عقود طويلة، فإننا نطرح أمامك ماننتظره من جانبك من خطوات عملية عاجلة تتفادى كل مماطلة ومراوغة ومناورات لتعطيل إقرار السلام والأمن والاستقرار فى هذه المنطقة، وهى خطوات تتجاوب مع الآمال الكبيرة المعلقة على دورك فى تصحيح الكثير من الأوضاع فى العالم".

هى عبارة بها من التنصيب والشهادة بوحدانية الدور الأمريكى أكثر مما بها من رائحة معارضة.

أوصياء من المستقلين والمعارضين محليا للسلطان فى مصر يزفون إلينا فوز السلطان السعودى بشرف استقبال "أبانا" قبل السلطان المصرى.

راديكاليون شرعيون يرفضون زيارة أوباما إلا بعد إصداره أوامر للسلاطين العرب بمنح الرعايا قدرا من الديمقراطية.

أما الشعب الذى خرج عام 1974 رافضا كليا زيارة نيكسون باعتباره مستعمرا وواجهة بالأعلام السوداء وأغانى الهجاء والمظاهرات فقد عُطلت إرادته وكممت أفواهه بفعل الأوصياء المستلقين برسوخ فوق حريتهم.

يا أوباما الذى فى الشرق والغرب أرسل لك صوتا مخنوقاً بفعل جرائم دولتك وسلاطينك من الحكام والأوصياء، ربما أصبحت خليفة الشرق والغرب، ولكن الأرض والسماء ما زالتا حرتين، أنت خليفتهما ولست خليفتنا أنت ضيفهما ولست ضيفنا.. امرح معهما ما شئت فطوفاننا قريب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة