نزلت من يومين سوق الخضار مع الست الوالدة عشان أشيل معاها وأخفف عنها وأسليها، وإحنا واقفين نشترى خيار وشوية طماطم، لاقيت عربية بطيخ بتنزل حمولتها من البطيخ اللى قلبك يحبوه، بصيت عليه وبينى وبينكم تحرك لعابى، وتخيلت بشقة بطيخ حلوة، وساعتها كمان الدنيا كانت مولعة وأمسك الشنط دى يا واد، صوت أمى صحانى من الحلم الحلو ده فى عز جهنم دى.. المهم كملنا رحلتنا الميدانية الشرائية فى السوق وفجأة: أمسك حراااااامى، ولاقيت أمم وشعوب بتجرى - طبعاً - مش عشان الحرامى، إنما عشان حب الفضول وحب الاستطلاع اللى عند المصريين، اللى أنا واحد منهم، وبسرعة اتمسك الحرامى، اللى كان سنه تقريباً فى الستينيات أو السبعينيات، واللى نص طوب الأرض كان بيضرب فيه!! فكرت أسأل هو سرق إيه، بس قلت بينى وبين نفسى أكيد سرق حاجة كبيرة شنطة أو محفظة أو أى حاجة يعرف يبيعها ويجيب منها الملعون اللى اسمه الفلوس، وأنا بفكر فجأة سمعت: (لا إله إلا الله، يا جدعان حد يلحقنا بالإسعاف).. الحرامى مات من الضرب!!.
حاولت بسرعة أستوعب اللى حصل، واحد سرق والناس جريت وراه وضربته لحد ما طلعت روحه، والناس ماشية عادى جداً ولا كأن أحداً لم يمت، واللى يقولك: يا الله.. الله يرحمه ويسامحه بقى.. وتانى يقولك: آدى آخرة السرقة.
افتكرت أنى سيبت أمى فى السوق، فقمت بسرعة عشان أروح لها لما وصلت عندها كانت واقفة فى مكان ما سبتها جنب الحاجات، بصيت لى وسألتنى: إيه اللى حصل؟! قلت لها: حرامى سرق واتقتل من الضرب.. ليه يا أمى بقينا كدا؟! جاوبتنى بحزن: يا ابنى إحنا فى أيام ما يعلم بيها إلا ربنا.. ربنا يلطف بينا.
كملنا رحلتنا، ولما وصلنا عند الحاجة أم محمود بتاعت الكوسة لاقينها بتعيط أوى وبحرقة، أمى سألتها: مالك يا أم محمود؟! ردت أم محمود: شفتى الحرامى يا حاجة؟!، أمى ردت: الله يرحمه ويغفر له ما عمل، سألت أم محمود: إنتى عارفة يا حاجة سرق إيه؟، سكت أنا وأمى وبصينا لبعض وبعدها بصينا ليها، جاوبت على سؤالها: سرق بطيختين!!
بصيت لأمى لاقيت الدموع نزلت من عينيها بشكل غريب وبصيت لى، وقالت: الدنيا زى شادر البطيخ.. ناس بتآكلها حمرا على طول.. وناس بتآكلها قرعة على طول.. وناس لو فكرت تآكلها.. بتتقتل على طول.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة