واصلت مصادر أمريكية رفيعة الاهتمام بزيارة الرئيس أوباما للقاهرة، حيث ذكرت الخارجية الأمريكية فى تقرير كتبته كارلا هيجنز التأكيد على أهمية اختيار القاهرة لتنفيذ وعد أوباما بالحديث إلى العالم الإسلامى من عاصمة إسلامية، ومن المقرر أن يتحول هذا الوعد إلى واقع يوم 4 يونيو، حينما يتحدث الرئيس الأمريكى من القاهرة، باعتبارها موطن الأزهر الشريف والمدينة الواقعة عند ملتقى الطرق المؤدية إلى أفريقيا والشرق الأوسط والبحر المتوسط، فإن القاهرة تصبح الموقع المناسب للحديث مباشرة إلى المجتمعات الإسلامية فى جميع أنحاء المعمورة.
ومن المتوقع أن يدور الخطاب حول علاقات أمريكا مع العالم الإسلامى، وأن يكون موضحاً لوجهات نظر أوباما، التى عبّر عنها مؤخراً فى مقابلة مع قناة العربية بقوله: "إن الولايات المتحدة لها مصلحة فى خير العالم الإسلامى ورفاهيته، وإن اللغة التى نستخدمها فى التخاطب معها ينبغى أن تكون معبّرة عن الاحترام، إن أسرتى تضم بين أعضائها أفراداً مسلمين، وأنا عشت فى دول إسلامية".
أفصح أوباما عن جزء مما ستحتويه الرسالة التى يعتزم توجيهها، ففى تصريحاته فى أعقاب لقائه مؤخراً مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قال أوباما: "إننى أود اغتنام المناسبة لتوصيل رسالة تكون أوسع نطاقاً حول إمكانية تحول الولايات المتحدة إلى الأفضل فى علاقاتها مع العالم الإسلامى، وهذا يتطلب، حسب اعتقادى، تقديراً واهتماماً متبادلاً فيما بين الولايات المتحدة والعديد من الدول التى تضم غالبية مسلمة، وقدراً أكبر من التفاهم، وإمكانيات التوصل إلى أرضية مشتركة".
واستعرض الرئيس أوباما باختصار نقاطاً أخرى من خطابه، فأكد على أهمية المساهمات التى قدمها الأمريكيون المسلمون إلى أمريكا، كما أعرب عن إدراكه لمدى أهمية قضية السلام فى الشرق الأوسط بالنسبة للعالم العربى، بالإضافة إلى دول أخرى، ثم أشار إلى أن "غياب السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يُمثّل عائقاً أمام مجموعة كبيرة من المجالات الأخرى التى يمكن أن يحدث معها تعاون متزايد، ومزيد من الأمن المستتب لشعوب المنطقة فضلاً عن الولايات المتحدة، ولذا فإننى أود أن أرى تقدماً يتحقق، وسوف نعمل بإقدام من أجل تحقيق ذلك".
ورغم أن البعض أعربوا عن توقعهم لأن يطرح الرئيس أوباما عملية جديدة للسلام فى الشرق الأوسط، إلا أن السكرتير الصحفى للبيت الأبيض روبرت جيبس قال، "إنه سيناقش عوامل كيفية تحقيق السلام فى الشرق الأوسط، لكن المقصود بخطابه فى القاهرة ليس وضع خريطة مفصلة لكيفية التوصل إلى ذلك".
وبالإضافة إلى توجيهه رسالة إلى العالم الإسلامى، فإن الغرض من زيارة أوباما هو مواصلة الحوار مع الرئيس المصرى مبارك حول كافة القضايا الثنائية والإقليمية.
يذكر أن الولايات المتحدة ومصر تتمتعان بعلاقات قوية منذ أكثر من 30 عاماً وأن أساس تلك العلاقة هو المصلحة المشتركة للبلدين المتمثلة فى التوصل إلى السلام الشامل بين إسرائيل والدول المجاورة لها، وكذلك فى مواجهة التطرف وحل المشكلات الإقليمية الأخرى والنزاعات العالمية عبر المفاوضات والوسائل السلمية.
ومن جهة أخرى رفضت السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبى الربط بين تأجيل زيارة الرئيس مبارك لأمريكا، وبين تغيير برنامج أوباما المفاجئ وقيامه بزيارة الرياض قبل القاهرة بساعات، مؤكدة أن الرئيس "أوباما يحرص على عمل مشاورات مع كل دول المنطقة من أجل عملية السلام والملك السعودى عبد الله ملك محترم، وحرصت سكوبى على التأكيد على مكانة مصر وأن الرئيس مبارك كان أول رئيس عربى يتصل به أوباما عقب فوزه بالسلطة وأن أمريكا ترحب بالرئيس مبارك فى أى وقت.
وحول لقاء أوباما بمعارضين أو ممثلين لمنظمات المجتمع المدنى أو قيادات إخوانية، ابتسمت سكوبى قائلة: المدعون لمحاضرة الرئيس أوباما سيشملون بعض منظمات المجتمع المدنى وبعض الطلبة، أما جماعة الإخوان فليس لنا علاقات معهم لندعوهم، وعادت سكوبى لتؤكد على أن أمريكا تدعم منظمات حقوق الإنسان الحكومية وغير الحكومية بعلم الحكومة المصرية وبشفافية تامة، ووصفت سكوبى الدين الإسلامى بأنه دين عالمى يتناول كيف يفكر الإنسان وكيف يعيش وأن الولايات المتحدة بها حرية دينية كبيرة.
سكوبى وصفت زيارة الوفد المصرى الأخير لأمريكا بأنه مهم لدعم العلاقات بين البلدين، خاصة الاقتصادية وتم الاتفاق على توسيع مناطق اتفاقية الكويز لتشمل بنى سويف والمنيا.
وحول ما زعمته صحف روسية من الربط بين صفقة القمح الروسى الفاسدة والقمح الأمريكى قالت سكوبى، إن القمح الأمريكى جيد ولا أقرأ الصحف الروسية.
وعما إذا كان أوباما سيقدم خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين فى القاهرة أوضحت سكوبى، أن أوباما يحرص منذ اليوم الأول فى السلطة على وضع خطة سلام شاملة قائمة على حل الدولتين، لكن أى اتفاقية سلام جديدة مرهونة بالحل النهائى بين الطرفين، كما أن هناك إجماعاً فى أنابوليس والرباعية على أن قضية القدس فى المفاوضات النهائية.
ورفضت سكوبى الربط بين الملف الإيرانى وعملية السلام، مؤكدة أن السلام فى المنطقة وإيران يسيران معاً فى نفس الأهمية، وأمريكا تعتمد على أصدقائها الذين يتفهمون الخطر الإيرانى.
وأكدت سكوبى، أنه لا يوجد عالم إسلامى وغربى، فكلنا نعيش فى عالم واحد, وهذا هو تصورى وداخل الولايات المتحدة هناك مسلمون، وهناك تنوع فى العالم الإسلامى.
سكوبى تبشر بحوار للحضارات بدلاً من الصراع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة