حالة من النشاط تعيشها الروائية المترجمة ابتهال سالم لرصد ردود أفعال النقاد والقراء حول روايتها "الأخيرة السماء لا تمطر أحبة"، وشاركت فى ندوتين لمناقشة الرواية فى اتحاد كتاب مصر وورشة الزيتون الإبداعية خلال أسبوع، واختلفت الرؤى النقدية خلال الندوتين واتجهت ندوة اتحاد الكتاب إلى الدراسات النقدية، فيما اقتصرت ندوة الزيتون على قراءات فى الرواية وتماس بسيط لنقد الأوجه الفنية فى الرواية.
فى ورشة الزيتون مساء أمس الاثنين، ركز النقاد أحمد سعيد وصفاء عبد المنعم على اعتماد الروائية على المزج بين العوالم الافتراضية والواقعية وثنائية الحضور والغياب لـ"فرج"، وأيضاً فى واقعة المترو مع امرأة منقبة.
وفى اتحاد الكتاب اختلف النقاد على تقييم التقنيات التى استخدمتها ابتهال سالم فى الرواية، فى حين اتفقوا على سهولة اللغة المتناولة داخل الرواية وطريقة تناول الشخصيات خلال السرد، وقال الناقد الدكتور صلاح السروى "الرواية قد تأتى ضمن روايات أدب المقاومة لفعل أبطال الرواية المقاوم للضغوط التى تعرضوا لها ومحاولة إثبات الذات من خلال بطل الرواية "فرج" وإيجاد هوية ذاتية له.
وتناول الناقد أمجد ريان الرواية من زاوية مختلفة ووصفها بأنها بعيدة عن أن تكون "أدب مقاومة"، وهو ما اتفقت معه ابتهال سالم خلال مداخلتها، وقال ريان "التجمعات فى الرواية تكونت نتيجة ضغط من شخصية الروائية ذاتها وهذا ينفى عنها صفة المقاومة, لأن الرواية تدور فى شكل نسوى حول "فرحة" المرأة الجبارة التى تتشبث بالمكان بشكل أو بآخر، وهو ما يظهر خلال رحلات زمنية مرتبطة بالمكان مثل حكاوى البطلة عن ذكريات طفولتها فى بحيرة الصيادين, ووصف الحياة اليومية فى الشارع والمنزل وحتى وسائل المواصلات فى المترو مثلاً.
ودار جدل بين الناقدين حول المسميات داخل الرواية بدءاً من العنوان "السماء لا تمطر أحبة" الذى رأى الدكتور صلاح السروى أنه لا يتناسب مع السرد داخل الرواية وأيضاً أسماء الأبطال "فرج" و"فرحة"، وقال هذه أسماء تعبر بطريقة ساخرة عن حال الأبطال، لأنه من خلال الأحداث لا نجد مظاهر فرح أو انفراج فى الأزمات, بينما رأى الدكتور أمجد ريان أن عنوان الرواية جاء شديد الدلالة مع رؤية البطلة فى البحث عن حبها بنفسها والحفاظ عليه لأن السماء لا تهب الحب من تلقاء نفسها, وأيضاً أسماء الأبطال مصنوعة لتجد الأمل عكس الروح الواقعية فى الرواية.
وقال الناقد عمر شهريار "الرواية تسير فى تقنية الإطار, حيث تبدأ بحدث رئيسى يتفرع منه الأحداث المتنامية داخل النص, وهى التقية الموجودة بالفعل فى حكايات ألف ليلة وليلة"، وساعدها على ذلك اعتماد الكاتبة على رموز من الموروث الشعبى وشخصية متخيلة من عالم الجان تأتى لعالم البشر محاولة إيجاد هوية لها.
وأوضح شهريار أن هناك حالة تناص بين الرواية والأسطورة الفرعونية "إيزيس وأزورويس" بعملية الجمع التى قامت ببن إيزيس وفرحة قامت بجمع الهوية لتأسيس الوجود الكيانى لفرج, واعتمدت الكاتبة على أسلوب الراوى العليم طوال أحداث الرواية، وفى النهاية يكتشف القارئ أن هذا الراوى ليس إلا بطلة الرواية نفسها تقوم باسترجاع الأحداث، وتقصها مثل السيرة الذاتية لها خلال الأحداث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة