سعيد شعيب

انتخابات الدكتور حازم

الجمعة، 19 يونيو 2009 05:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نسيت أمس، وأنا أكتب عن مقبرة حلوان التى سببها التلوث، أن أؤكد على محافظ المدينة المنكوبة بالتلوث، أن ينقل مسكنه من حى الدقى الراقى والعريق إلى حى طره ملاصقا لمصانع الأسمنت، أو ملاصقا لمصانع الحديد. وإذا أراد أن يكون مسكنه على كورنيش النيل، فعليه أن يسكن ملاصقا لشركة النشا، حتى يتنسم عطرا من أنقى أجواء العالم، حسب وصفه فى جريدة المصرى اليوم أمس.

لكن الحقيقة أن الدكتور حازم القويضى ليس استثناءً فى بلدنا غير السعيد، ليس فقط من زاوية تصريحاته الوردية التى تخاصم الواقع وتخاصم أى منطق وعقل، ولكن أيضا من زاوية أنه مثل كل المحافظين والوزراء ليس همه الأول ماذا يريد الناس، لكن همه الأول والأخير هو ماذا يريد من جاء به إلى هذا الكرسى؟

وهذا طبيعى وخاصة أنه ليست هناك معايير معلنة لاختيار هؤلاء المسئولين، تمكننا من محاسبة من جاء بهم إلى موقع يتحكم فى مصالح العباد.. ومن هنا فمنطقى جدا أن يقول ويفعل القويضى وغيره من المحافظين ما يغضب الناس، بل ويؤدى بهم إلى الموت، فالأهم بالنسبة له ألا يغضب من أتى به إلى كرسيه، وعلى رأسهم بالطبع السيد الرئيس.. ومن بعده القوى المؤثرة فى صناعة القرار، مثل رئيس الوزراء والكبار فى الحزب الوطنى الحاكم.

لو كان اختيار المحافظين بالانتخابات الحرة، ما جرؤ القويضى أو غيره على ادعاء معلومات غير حقيقية، وما استطاع تجاهل الخطر المحدق بحياة الناس، لأنه يعرف أن الأصوات الانتخابية للغارقين فى غبار الأسمنت ومصائب الحديد وقمائن الطوب وغيرها، سوف تسقطه من على عرشه.. وبالتالى كان سيعمل ليل نهار من أجل مصالحهم أولا، وليس مصالح من أتوا به من المجهول.

أعرف وتعرف أن معركة انتخاب المحافظين ومعهم رؤساء الأحياء طويلة، وستأخذ منا الكثير، ولكنى اعتقد أنها يجب أن تكون مهمة أساسية على من يحب هذا البلد، من شخصيات عامة وأحزاب وقوى سياسية، بل ومن يحب البلد من داخل الحزب الحاكم. ولو كنت مكان القوى المعارضة لاعتبرتها هى المعركة الأهم لخمس سنوات مثلا، فبدون أى مبالغة يمكن أن تغير مصر كثيرا، بل ويمكن أن تكون باب الأمل لمستقبل مشرق نستحقه جميعا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة