◄كلمة رجل أعمال أصبحت سيئة السمعة..ولم أندم على استقالتى من بيريوس مصر
نفى جمال محرم رئيس الغرفة التجارية الإمريكية والمصرفى المعروف أن يكون أعضاء الغرفة يعملون لمصلحتهم الخاصة..وأكد أن بعثات طرق الأبواب ليس لـ«الشحاتة» أو لتقديم فروض الولاء.. وقال إن الحكومة لم تتعامل مع الأزمة المالية بصورة صحيحة.. وأكد أن كل أعضاء الغرفة إما أمريكان أو مصريون ولا توجد جنسيات أخرى.. وأشارإلى إن العلاقة مع أمريكا يجب أن تسير نحو الشراكة والاستغناء عن المعونة..وقال إنه ليس عيبا أن يعمل رجل الأعمال لمصلحته..وإلى نص الحوار.
فى البداية، ما الجديد الذى تنوى تحقيقه خلال رئاستك للغرفة؟
أولاً، أود أن أشير إلى أننى عضو بالغرفة منذ عام 82، ونحن فى الغرفة لدينا هدف أساسى، وهو زيادة حجم التجارة بين مصر وأمريكا، وزيادة المصالح المشتركة وكلمة «المصالح» كلمة ليست قبيحة كما يتخيلها البعض، فأهم شىء أن يتفهم كل طرف الطرف الآخر ويعمل على زيادة الاستثمارات.
كيف يتم التعامل بين المسئولين الأمريكيين وبين أعضاء الغرفة؟
نحن نتحدث معهم من موقف قوى على أساس أن مصر تتميز بموقع استراتيجى وعبقرى، فنحن نتحدث بلغتهم الاقتصادية بهدف زيادة التعامل التجارى بين البلدين.
هل ترى أننا قمنا باستغلال الأزمة العالمية بشكل صحيح، خاصة مع الجانب الأمريكى؟
لم نستغل الأزمة العالمية بصورة صحيحة، بل كان هناك اتجاه إلى الأسواق الخارجية بصورة كبيرة والمزيد من جذب الاستثمار، على عكس أمريكا التى اتجهت إلى السوق الداخلية، لكن لا أحد يستطيع أن ينكر أننا تأثرنا كثيراً بالأزمة العالمية، ومازال تأثيرها مستمرا، إلا أنه رغم الأزمة العالمية مازالت هناك أسواق جديدة ستفتح فى مصر مثل شركة كوكاكولا العالمية التى ستفتتح فرعا جديدا لها فى أسيوط، سيكون من أهم فروعها.
ما أهم المعوقات التى يجب التخلص منها لتفادى المزيد من الآثار السلبية للازمة؟
«البيروقراطية» التى تنتشر بيننا، فمصر مازالت تتمسك ببيروقراطية عالية من خلال العديد من الإجراءات والطلبات التى تعطل الكثير من المشروعات، فهناك بيروقراطية يمكن التخلص منها وبيروقراطية قاتلة لا يمكن التخلص منها.
وإلى أى نوع ننتمى فى مصر؟
نحن الذين اخترعنا البيروقراطية ولن أقول أكثر من هذا.
هل تضم الغرفة بين أعضائها شخصيات تحمل الجنسية الأمريكية؟
هذا ليس أمراً معيباً، فنحن نبحث فقط عن المصلحة، لكن أعضاء الغرفة معظمهم مصريون وأمريكيون ولا تحتوى على جنسيات أخرى.
لماذا يوجه إلى الغرفة دائما اتهامات بأنها تستغل زيارتها السنوية لأمريكا فى إدارة مصالح أعضائها الخاصة؟
هذا لم يحدث، وإن حدث يكون بعد إتمام أعمال الغرفة المكلف بها الأعضاء فهم أولاً وأخيراً رجال أعمال، وهناك مصالح مشتركة مع الجانب الأمريكى، لكن هذه المصالح يتم التحدث فيها بعد الانتهاء من العمل الأساسى للبعثة، «مش عيب إننا نعمل شغل» بس فى البعثات لا أحد يستطيع التحدث عن أعمال خاصة، بل نعمل لمصلحة البلد فقط.
ولماذا دائما تكون الصورة العامة لكل بعثة سيئة للغاية؟
الصورة العامة لسنا مسئولين عنها، فالجميع يريد أن يأخذ موقفا سلبيا من الغرفة، هذا الموقف هو المسئول عنه ونحن نتفاخر بإنجازاتنا فيما نفعله ونحققه.
كيف تنظر إلى بعثات طرق الأبواب الـ27 السابقة وماذا قدمت لمصر؟
هناك العديد من الأحاديث التى تقال عن هذه البعثات، مثل أننا ذاهبون لكى «نشحت» من الأمريكان، «إحنا مش بنشحت من حد»، فالغرفة تقوم بعمل تطوعى ولا تخضع لأى ضغوط من أحد سواء حكومية أو غير حكومية، وليس من حق أحد أن يحاسبنا «همه بيحاسبونا على إيه».
على عملكم وسفرياتكم المتكررة باسم مصر إلى أمريكا؟
بأى حق تتم محاسبتنا، ليس هناك أحد ينفق على أعمال الغرفة، ولا أحد يصرف لنا أموالاً سواء أموال الرحلة أو إقامتنا هناك، وبالتالى ليس من حق أى أحد أن يحاسبنا.
لكن هذا يؤكد ما يقال إن هذه الزيارات لمصلحة الأعضاء الخاصة؟
كلام غير صحيح، فنحن نعمل لمصلحة البلد متطوعين بأموالنا وجهدنا من أجل مزيد من العلاقات الإيجابية بين الجانبين المصرى والأمريكى.
ما الذى أضافته هذه البعثات إلى الاقتصاد المصرى؟
أعترف أننا لم نكن نعطى اهتماما إعلامياً للبعثات، ولا نهتم بالرد أو الدفاع عن سمعتنا، لكننا ساعدنا بشكل قوى وأساسى على المزيد من جلب الاستثمارات وفتح أسواق جديدة، بل ساعدنا على استمرار المعونة إلى مصر وعدم قطعها وتحدثنا عن القطاع الخاص ومشاكله، فلسنا ذاهبين للتنزه وحبا فى السفر «إحنا مش ناقصين فسح وزيارات كلنا لفينا العالم».
ولماذا تشمل البعثة بين أعضائها العديد من الوزراء؟
مع احترامى لكل الوزراء ليس هناك وزير يسافر بصفته الحكومية، فهم فقط أعضاء فى البعثة مثلهم مثلنا.
لكن فى البعثة الأخيرة سافر معكم وزير النقل محمد منصور بصفته الوزارية؟
منصور جاء فى البعثة على هامش مؤتمر أقيم بواشنطن للحديث عن قطاع النقل وتطوره خلال المرحلة الماضية، ولو كان هناك مسئول حكومى واحد فى البعثة فإن ذلك ينفى الغرض منها، فهى بعثة تطوعية تشمل برنامجا مكثفا للغاية، ولا أحد يعلم أو يقدر حجم المجهود المبذول من أجل التحسن فى العلاقات بين البلدين.
لكن هناك أعضاء يقومون بالسفر كل عام بصفة متواصلة وهذا يؤكد ما يقال عنهم؟
بالفعل هناك أعضاء يسافرون مع البعثة منذ فترة لكنهم لا يزيدون على 20 %، و80 % أعضاء جدد يجددون كل عام، فالغرفة بها 180 فرداً، خدموا فى مجلس إدارة الغرفة منذ سنوات، وأتحدى أن تكون هناك مؤسسة أوهيئة فى مصر تعمل مثلما نعمل فى الغرفة.
سمعنا أن هناك بعثة مصغرة من الغرفة ستذهب لأمريكا.. لماذا رغم عدم مرور وقت طويل على البعثة الماضية؟
نحن كمجلس إدارة سنسافر فى بعثة مصغرة لمقابلة الإدارة الجديدة، فالبعثة الأخيرة ذهبت إلى أمريكا ولم يكن محددا بعد الإدارة الأمريكية الجديدة، سنقابل هذه الإدارة لمدة خمسة أيام، وسيكون معنا الدكتور طارق كامل لعرض أهم المستحدثات بقطاع الاتصالات.
ألا تخشى أن يقال إن الغرفة ستذهب لتقديم فروض الولاء والطاعة للإدارة الجديدة؟
«يا ريت دا شرف لن ندعيه»، لكن نحن ذاهبون لأن الحوار مهم الآن مع الإدارة الجديدة وسيفيد البلد أكثر من أى وقت مضى، فالاستثمار لديه حالة شم قوية، يشعر بالقطاعات الهامة ويحس بالسوق الواعدة، ونحن لدينا الأمران.
هل ترى أن مطالب وزير التجارة بضرورة وجود شراكة أمريكية ستلقى ترحيبا من الجانب الآخر؟
بالطبع، خاصة مع وجود الإدارة الأمريكية الجديدة التى تريد بالفعل أن تعمل على تحسين العلاقات المصرية الأمريكية التى تدهورت خلال السنوات الماضية.
وما مصير المعونة الأمريكية فى ظل هذه الشراكة؟
طبقاً لاتفاقية كامب ديفيد، فالمعونة الأمريكية أصبحت ملغاة منذ سنوات، وأنا أرى أن 200 مليون دولار لم تصبح مؤثرة فى الاقتصاد المصرى الآن، ونحن فى غنى عنها، لكن علينا أن نطالبهم بأشياء أخرى مثل تدريب المصريين على التكنولوجيا الحديثة، فالشراكة هنا لابد أن تنتهى بالاستفادة الكاملة.
كيف ترى الإدارة الأمريكية الجديدة؟
أوباما رجل يتحدث للشباب ومن أجل الشباب، لتوضيح الصورة السيئة لدى الكثير من العرب والأمريكان فى وقت واحد، فخطاب أوباما خطاب تاريخى مثل خطاب السادات فى الكنيست الإسرائيلى، فهى الخطب التى تحفر فى التاريخ وتدرس بعد ذلك، فالرجل يمتلك فكراً جديداً للإدارة الأمريكية.
كيف ترى المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال؟
فى البداية كلمة رجل أعمال أصبحت كلمة سيئة السمعة وأنا أرفضها تماماً.
هل تحب أن نطلق عليهم الأغنياء الذين يمتلكون الأموال؟
أوافقك على هذا، فأنا أفضل أن يكون اسمهم رجال الصناعة والتجارة، وهؤلاء عليهم مسئولية كبيرة تجاه المجتمع، من خلال توفير فرص عمل آمنة، وإنشاء مشروعات تعمل على انخفاض نسبة البطالة، بل وضرورة المساهمة فى المشروعات القومية.
لكنهم لا يعملون على هذا بل هم كما وصفهم الرئيس يحبون «الفشخرة»؟
«دى فلوسهم اللى عملوها»، وبعضهم يتجه إلى الفشخرة، لكنها ليست الأغلبية منهم، فكثير من رجال الصناعة اتجهوا إلى بناء شركات وقاموا بتوظيف العديد من العمالة وهذا هو الدور الحقيقى لهم.
أنت رجل مصرفى قديم، ألا ترى أن الأزمة العالمية أثرت بشكل كبير على القطاع البنكى؟
على العكس، هناك سيولة كبيرة فى البنوك رغم الأزمة العالمية، وهذا بفضل حزمة الإجراءات والإصلاحات التى بدأنا فيها قبل الأزمة، فالبنوك حالتها جيدة، ستتعرض لبعض حالات التعثر وهذا أمر طبيعى، لكن سيكون تعثراً سوقياً وليس تعثرا ماليا، لأن السوق اختلفت من حيث الاستثمار والتصدير، فعلى البنك أن يكون متفهما ويساعد العميل على إعادة الجدولة حتى تنتهى الأزمة.
سؤال أخير، لماذا قدم جمال محرم استقالته من بنك بيريوس - مصر؟
اختلاف فى السياسات، والتغيير أمر مطلوب، وأنا قضيت بالبنك 8 سنوات ناجحة وهذا يكفينى.
عندما يحقق الإنسان نجاحا فى مكان فإنه يبقى فيه، ما الشىء الذى أجبرك على الاستقالة؟
بالعكس، لم أجبر على الاستقالة، وهناك فى البنك قيادة ممتازة، لكن هناك اختلاف فى السياسات بينى وبين الإدارة.
ما المعنى الذى تحمله كلمة «اختلاف السياسات»؟
أنا أريد أن أسير يمينا وهم يريدون السير يسارا، وهذا ما حدث.
هل كان لك مطالب من البنك لم تحقق؟
كان لى بعض المطالب واعترضت على بعض السياسات التى كانت موجودة، وهذه المطالب تم تنفيذها بعد تقديم استقالتى.
معنى هذا أن الاعتراض كان على جمال محرم نفسه وليس على مطالبه؟
هذا غير صحيح، كل ما فى الأمر أنهم اكتشفوا فيما بعد أن مطالبى لصالح البنك، باختصار شديد البنك كان يريد أن تعمل معى قيادات معينة وأنا كنت أريد شيئا آخر، بالإضافة إلى الاختلاف حول تخفيض الأجور، والعمل وتخفيض العمالة.
ألم تشعر بالندم على تقديم استقالتك خاصة بعد تنفيذ مطالبك فيما بعد؟
على العكس لم أشعر بالندم لأننى متأكد أن الإدارة الجديدة ستعمل على تطوير البنك من خلال قيادة مصرفية عظيمة هى السيدة نيرة أمين التى ستضيف إلى البنك والصالح العام وهذا ما نريده جميعاً.
لمعلوماتك....
◄ولد جمال محرم بالقاهرة عام 1950.
◄ تخرج فى كلية التجارة جامعة القاهرة.
◄ تولى رئاسة بنك بيريوس .
◄ عضو أساسى فى القرية الذكية منذ عام 2007 وإلى الآن.
◄ قدم استقالته من رئاسة بنك بيريوس فى ديسمبر 2008، بسبب خلافاته مع مجلس إدارة البنك الأجنبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة