أغنياء الكمامة ظهروا فى السوق الطبية ومعركة الفتاوى تسأل: لبسها حرام ولا حلال وجدل طبى حول جدواها والمواطن المصرى مكمم جاهز من زمان وسباق الإفيهات والنكت بدأ ومش هيقف

عصر الكمامة!

الخميس، 18 يونيو 2009 09:02 م
عصر الكمامة!
كتب محمد الدسوقى رشدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄الكمامة أصبحت حديث الشارع المصرى والناس بدأوا فى شرائها بعد إعلان بيان وزارة الصحة بأنها غير ضرورية.. قمة الثقة فى البيانات الرسمية!
◄ منتقبات على منتدى إسلامى اعتبرن اضطرار النساء للبس الكمامة نصرا للنقاب الذى ظهرت له معجزات طبية مع ظهور أنفلوانزا الخنازير

يا جماعة أنا قلت من زمان إن الحكومة دى فى حاجة إلى شوية من الأحمر والكثير من هرمون الإحساس وخلايا الكسوف لكى يشعروا بهؤلاء الغلابة السائرين فى الطرقات والنائمين على الأرصفة صيفا وشتاء، وقلت أيضا إن هؤلاء المسئولين فى حاجة إلى تنمية مراكز الإحساس داخل أجسامهم ليدركوا حقيقة مشاعر أهل الشارع نحوهم بدلا من هذه الثقة المفرطة فى أنهم ممثلو الأغلبية، لأن صناديق الانتخاب لم تأت يوما بأغلبية اختارها الشعب إلا أيام سعد زغلول والنحاس، يا جماعة يا اسيادنا يا مسئولين ألا تنكسفوا على دمكم قليلا حينما تنظرون إلى عيون الناس فى الشوارع وهى تعلن بشكل حازم وصارم وحاد وقاطع بأنها لا تثق فى تصريحاتكم ولا خططكم لحماية البلد من وباء أنفوانزا الخنازير، وإن لم يكن أحد منكم مصدق كلامى، ينزل بنفسه إلى الشارع ليرى المصريين الذين يحاربون فيروس سى بصدر مكشوف وثلاث وجبات كاملة على عربات الكبدة أعفن من العفانة، ويصطحبون السرطان إلى سرائرهم ومقاهيهم حتى يصطحبهم هو إلى القبر دون أن يرتعش جفن أحدهم خوفا أو قلقا، هؤلاء الذين قاوموا البلهارسيا وهزمتهم الكوليرا وأقاموا علاقة وطيدة مع أنفلوانزا الطيور يعيشون حالة هلع بسبب شوية إنفلوانزا تحمل لقب خنزير، لم تحصد حتى الآن فى العالم كله ربع ما يجمعه فيروس سى عندنا فى مصر فى 6 أشهر أو ما تخلفه حادثة طريق فى ربع ثانية.

الناس فى الشوارع وفى الميكروباصات يؤكدون أنهم اعتادوا على الأمراض والأمراض اعتادت عليهم، وأن بلاء المرض أى مرض- أهون عليهم من بلاء العيشة ولكنهم كالعادة لا يثقون فى الحكومة ولا فى خططها والدليل عندهم جهاز الماسح الحرارى الذى «اتفشخرت» به الدولة ثم اكتشفنا بعد ذلك أن 7حالات مصابة بالأنفلونزا مروا من أمامه دون أن يقول بم أو حتى بم بم. لا يثقون فى الحكومة لأنها تعكس الآية دائما، يعنى حينما كان المرض فى بدايته ومنظمة الصحة تقول إن الوضع مستقر كانت مصر قائمة على قدم وساق تذبح الخنازير وتدفنها بالجير الحى دون أن تدرى أنها تروج لرعب قاسٍ فى نفوس الناس من الفيروس القادم ومن لحم الخنازير الذى يملأ السوق، ثم عكست الحكومة الآية تماما حينما أعلنت منظمة الصحة أنفلونزا الخنازير وباءً عالميا بشكل رسمى ورفعت الخطر لمرحلته السادسة فخرجت حكومتنا لتخاطب الناس ببيانات رسمية تطالبهم بعدم الهلع لأن الوضع تحت السيطرة، وفى مصر حينما يسمع المواطن الحكومة تؤكد أن الوضع تحت السيطرة فهو يضع يده على قلبه خوفا من خطر قادم،لأن من لدعه تصريح سابق لابد أن يضع فى أذنه قطعة قطن حتى لا يسمع أى تصريح لاحق من نفس النوع.

المهم طمأنت الحكومة الشعب وأخبرته فى بيانها الرسمى بأن الكمامة ليست ضرورية، بينما هو يشاهد كل دول العالم ترفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة الرعب القادم، ويرى بعينه ملايين المواطنين فى أوروبا وأمريكا والدول المتقدمة يرفعون الكمامة شعارا للمرحلة القادمة، فشعر بالخدعة ولسعته الكذبة، فتملكه الرعب وسيطر الهلع على حياته وقرر كل مواطن أن يحمى نفسه بنفسه، وبدأت معركة نفسية جديدة بين الدولة التى تقول إن الكمامة غير ضرورية، والمواطن الذى اعتاد ألا يصدقها ونزل بكل طاقته إلى السوق والصيدليات ليرفع منها ما يقوى على حمله من الكمامات الواقية، لتبدأ مصر عصرا جديدا هو عصر الكمامة.

أنت تعرف طبعا مدى هوس المصريين بإطلاق الألقاب على الحقب الزمنية المهمة، بدأناها بعصر الأسرات وما قبلها، وعشنا معها فى عصر زوار الفجر وعصر الانفتاح ثم العصر الذى كان أزهى من الجميع (أزهى عصور الحرية) ثم كوكبة العصور (عصر الفكر الجديد) وأخيرا وليس أخر (عصر الكمامة) وقبل أن تسألنى ما هى مقومات «الكمامة» حتى تحصل على لقب عصر ويصبح لها صفحة فى التاريخ المصرى المعاصر دعنى أنبهك أولا إلى أن كل حقبة مصرية حملت لقب «عصر كذا» تميزت بجدلها وحروبها التى تمتد فى كل الاتجاهات لتسيطر على جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، وفى مصر الآن لا يكتمل حديث أو عبارة لأى مواطن إلا وكانت الكمامة ضمنهما، بدليل أن خاتمة أى لقاء بين المواطنين الآن هو السؤال الأشهر.. هتلبس الكمامة ولا لأ؟.. وإن ماكنتش مصدق تعالى شوف بنفسك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة