عادل ميشيل يكتب : فرج فوده.. فى ذكرى اغتيال الفكر

الخميس، 18 يونيو 2009 01:29 م
عادل ميشيل يكتب :  فرج فوده.. فى ذكرى اغتيال الفكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلت بيننا هذه الأيام وبالتحديد فى الثامن من يونيو الذكرى السابعة عشرة لاغتيال الراحل العظيم الدكتور فرج فوده، الذى كان فارس العلمانية الأول بلا منازع خلال الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن الماضى، الذى ندين بالكثير لشجاعته الهائلة فى مناظراته وندواته المتعددة فى مواجهة عتاة شيوخ المؤسسة الدينية وعلى رأسهم الشيخ الراحل محمد الغزالى.

وكان فوده ببلاغته ومنطقه السهل الممتنع له السبق والنصر على كل من تحدوه وواجههم، ولو كان حيا بيننا فى عصر الميديا والفضائيات الهائلة التى نعيشها حاليا لأخرس بقوة حجته وتمكنه الشديد كثيرا من أنصار الدولة الدينية الذين يمرحون فى الجزيرة وأخواتها، بعد أن أحلوا دمه وحرضوا السفاحين الجهلة على التقرب إلى الله بذبحه.

ولكنه مازال بيننا بكنوزه التى تركها لنا وهى كتبه التى خلدت اسمه وفكره للأبد، ومازلنا نستعيد أفكارها كل فترة لنكتشف أن الراحل قد توقع كل ما نراه الآن ونعيشه من غلبة تيار التخلف والجمود بسبب تهادن الدولة المصرية معه وتخاذلها أمام هذا التيار، بل والمزايدة أمامه أحيانا، كما حدث فى موقعة وزير الثقافة والحجاب وهو أول من توقع أن شر الإرهاب سينتشر حتى إلى خارج محيط العرب والمسلمين.

وفى كتابه"نكون أو لا نكون" يقول الكاتب: "إن ما أسجله فى هذا الكتاب شديد الأهمية فى تقديرى، لأنه يعكس واقع المعارك الفكرية التى نعيشها, وهو سجل هام للأجيال القادمة أكثر من أهميته لجيلنا، لأنه وثيقة شرف لجيل أبائهم, ولعلهم لن يصدقوا أننا كتبناه ونحن غارقون فى اتهام التكفير, ومحاطون بسيوف الإرهاب والتهديد ويقينا سوف يكتب البعض من الأجيال القادمة ما هو أجرأ وأكثر استنارة، لكنه سوف يصدر فى مناخ آخر أكثر حرية وانطلاقا وتفتحا، ولعله من حقنا عليهم أن نذكرهم أنهم مدينون لنا بهذا المناخ، وسوف يكتشفون عندما يقلبون أوراقنا ونحن ذكرى أننا دفعنا الثمن.... ويا أيها القارئ بعد زمان طويل اقرأ لنا وتعلم كيف يكون الإنسان موقفا, وكيف نحتنا عصر تنوير بأقلامنا، وكيف كانت الكلمات أقوى من الطلقات، وافهم معنا ما فهمناه من كلمة الله حين شاء أن تكون أولى كلماته فى الإنجيل "فى البدء كانت الكلمة" وفى القرآن "اقرأ".

نترحم جميعا على هذا البطل الشجاع الذى كان يعلم أنه معرض للقتل ولم يتراجع أو يصمت بل أصر على التحدى للنهاية لنشر فكره، ومقاومة تتار هذا العصر دون حماية من حكومة أو دولة وسننتظر جميعا نحن أو من يأتى بعدنا يوما سيتم فيه تكريم هذا الرجل التكريم الذى يليق به، ونشر أفكاره التى هى أساس للتقدم لنصبح على خريطة العالم المتحضر.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة