النزاع على العقارات اليهودية بالقاهرة بين نائبى مجلس الشعب محمد عبد النبى ويحيى وهدان بباب الشعرية، وعدد من رجال الأعمال وسماسرة العقارات، بات أمرا يحتاج إلى تفسير، خاصة أن عددا من البلاغات المختلفة التى قدمها أطراف القضية محل التحقيق الآن بغرفة الأموال العامة بنيابة وسط القاهرة، أبرز عقارات اليهود المتنازع عليها كان المعبد اليهودى الكائن بحارة اليهود بمنطقة الجمالية، فالمعبد بموقعه الحيوى يقدر ثمنه بعشرات الملايين.
اليوم السابع انتقل إلى ما وراء أبواب هذا المعبد المهجور وتجول بين حجراته المختلفة بالطابق العلوى والسفلى، ورصد كل ما به قبل أن يصدر عبد العظيم وزير محافظ القاهرة قرارا بتشميعه.
دخول المعبد لم يكن من بابه الرئيسى ولا حتى بواسطة القفز من على أحد الأسوار، إنما كان عن طريق الصعود على سطح أحد العقارات المجاورة ومنها إلى ممر ملىء بالزبالة يؤدى إلى وسط المعبد، فالنظرة الأولى للمعبد الأثرى والتاريخى والتى كنا نرسم لها صورة فى ذهننا بدت وهما عندما خطونا أولى الخطوات بداخله.
لم ندرك أبدا أو نتخيل فى جولتنا داخل معبد اليهود أن نجد بين أكوام الزبالة وتحت أنقاض حجارة الجدران المنهارة صورة لرجل دين يهودى يرتدى عمامة وسلسلة فى رقبته ومكتوب بأسفلها "ميمون موشيه بن موسى"، وبالبحث عن صاحب هذه الصورة والاسم تبين أنه موسى بن ميمون بن عبد الله القرطبى، ويرمز له بالعبرية بـ"رمبم הרמב"ם " أى (الحاخام موشيه بن ميمون)، واشتهر عند العرب بالرئيس موسى. وهو أول من عمل نقيبا للطائفة اليهودية بمصر وفى نفس الوقت طبيبا فى بلاط السلطان صلاح الدين الأيوبى، فميمون ولد بقرطبة سنة 1135 وكان له عدة مؤلفات دينية وعلمية، وكان يذهب إلى المعبد لإلقاء الدروس الدينية لذلك سمى هذا المعبد باسمه.
اليوم السابع وجد أيضا أثناء جولته بمعبد اليهود كتاب التلمود وقد طبع بمطبعة وورشة وتجليد "ديان"، وهى ورشة قديمة كان يمتلكها رجل يهودى قبل عشرات السنين بـ3 شارع السقالة بحارة اليهود، ووجدنا أيضا كتيب حمل عبارة " calendrier du temple pour lannee 1937- 1938 "، "ومعناها نتيجة المعبد فى خلال عام 1938 _ 1937 وبداخل صفحاتها مكتوب باللغة العبرية مواعيد إلقاء الدروس الدينية. داخل أكوام الزبالة أيضا فى المعبد المهجور وجدنا شمعدان اليهود بارزا على لوح خشبى، ووجدنا داخل بالمسبحة_ المكان التى تقام به الصلوات _ نجمة اليهود بحجم كبير، وكان بها أسلاك كهربائية لإضاءتها فى أوقات الصلاة والتسبيح.
الصعود إلى الدور الثانى بالمعبد كان صعبا، فهناك باب خشبى على أولى درجات السلم المؤدية إلى الدور الثانى، وبفتح هذا الباب تجد العديد من قطع الحجارة وأكوام الزبالة بالسلم.. لكن بعد عناء الصعود كان سعادة وجود عبارات عبرية وإنجليزية محفورة بأحد الجدران لاثنين من رجال الدين عاشا بالمعبد وهما RABBI YOUSSEF ANTEBI والآخر JOSEPH D.ANTEBI وفوق الاسمين كانت هناك كتابة باللغة العبرية. اختتمت جولة اليوم السابع بالعثور على ملابس مقدسة خاصة برجال الدين اليهودى يقيمون بها شعائرهم، وانتهت جولة اليوم السابع بالخروج من المعبد من نفس الممر الملىء بالزبالة الذى دخلنا منه..
لكن يظل السؤال مطروحا بعد خروج اليهود من مصر، فمن صاحب المسئولية الأولى فى التصرف فى هذا المعبد؟ وهل هو أثر من آثار الدولة وملك لها؟ وهو ما ظهر فى قرار محافظة القاهرة بتشميعه أمس الأول، أم أنه ملك للطائفية اليهودية بمصر متمثلة فى رئيسة الطائفية اليهودية "مدام كارمن اينشتاين"، ومن ثم لها الحق فى التصرف فيه بأى وجه؟
مواجهات أخرى بين النائبين محمد عبد النبى ويحيى وهدان المتنازعين على معبد اليهود بالعدد الأسبوعى.
المعبد اليهودى من أعلى.. جدران منهارة وأكوام من الزبالة
الممر الضيق الذى دخلنا منه إلى المعبد وواضح من الصورة أنه وملىء بأكوام الزبالة بامتداد10 أمتار
محرر اليوم السابع يدخل باب المعبد وسط الجدران المنهارة وزجاج الشبابيك المكسورة
أحد الأعمدة الرئيسية المنهارة والذى كان يمثل ثباتا واستقرارا لمبنى المعبد
محرر اليوم السابع يقف فى المسبحة "مكان إقامة الشعائر الدينية لليهود"
نجمة يهود بالمعبد
شمعدان اليهود مازال يحتفظ بلمعانه وسط المكاتب القديمة والجدران المهجورة
صورة راب موشيه بن ميمون.. أول رئيس للطائفية اليهودية بمصر والطبيب الخاص لأسرة صلاح الدين الأيوبى
الملابس المقدسة التى كان يرتديها رجال الدين أوقات الصلاة ومكتوب عليها ترانى باللغة العبرية
كتاب العهد القديم لليهود ويذكر البعض أنه كتاب التلمود الذى انتشر فى المعابد اليهودية القديمة
لوحة محفورة بجدار بالدور الثانى مكتوب عليها اسمان لاثنين من رجال الدين عاشا بالمعبد
صورة تم التقاطها من الطابق الثانى للمعبد ويظهر به مدى التخريب والهدم الذى لحق به والزبالة الموجودة فى الفناء
بناه الطبيب الخاص لصلاح الدين الأيوبى
بالصور.. معبد اليهود المتنازع عليه قبل تشميعه.. أكوام زبالة وكتب دينية وملابس مقدسة
الخميس، 18 يونيو 2009 08:14 م
المعبد اليهودى أصبح فريسة الإهمال - تصوير أحمد اسماعيل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة