الكمامة والمجتمع: لماذا يخجل المصريون من ارتداء الكمامة؟ ومن أين تأتى كل هذه الإفيهات؟

الخميس، 18 يونيو 2009 09:02 م
الكمامة والمجتمع: لماذا يخجل المصريون من ارتداء الكمامة؟ ومن أين تأتى كل هذه الإفيهات؟

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاجة غريبة فى العالم كله سهل جدا أن تنزل إلى الشارع وتشاهد الناس وهى سائرة بالكمامة خوفا من إنفلونزا الخنازير أو أى وباء أو مرض آخر، بينما فى مصر مازالت الناس مترددة حتى الآن، ومازال السؤال الأشهر يسيطر على الموقف: هتلبس الكمامة ولا لأ؟ طيب مش هتتكسف تلبسها، الناس هتضحك عليك فى الشارع، هيبقى شكلك نكتة وإنت لابس الكمامة، هذه نوعية الإجابات عن السؤال السابق، أما إذا قررت أن ترتدى الكمامة وتسير فى الشارع فهناك تعليقات من نوعية (إيه يا كابتن إنت كان نفسك تطلع دكتور، إيه يا فرفور، إنت أمريكانى يااد، شوفت الراجل اللى ماشى هناك ده، ماما ماما تقريبا الراجل ده أهبل، كابتن دى تفصيل ولا جاهزة، مش عيب القمر يدارى وشه، كابتن دى كمامة ولا قمامة).. وأعتقد أنك قادر على إضافة المزيد من التعليقات الساخرة لأن المصرى هيفضل مصرى النيل رواه وقلة الأدب معششة جواه، طبعا هذا لا يمنع أن تجد فريقا آخر من الشباب الروش الذى سيرتدى الكمامة لا خوفا من أنفلوانزا الخنازير وإنما على سبيل التغيير والهزار والفرفشة ولفت الأنظار.

انتظر.. مازال للكمامة أبعاد اجتماعية أخرى، الأول يتعلق بثقافة المصريين الطبية التى لا تؤهلهم للتعامل مع الأدوات الوقائية المختلفة، وهذا ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية حينما أشارت إلى أن مواطنين دول العالم الثالث غير مؤهلين للتعامل مع الكمامات الواقية وغير مدربين على استخدامها، وهذا ربما يتسبب فى تحول الكمامة من أداة وقائية إلى أداة جالبة للأمراض، أما البعد الاجتماعى الثانى فهو يميل إلى الفلسلفة قليلا ويتعلق بما إذا كان المصريين فى حاجة إلى الكمامة بسبب أنفلوانزا الخنازير فقط؟، والحقيقة أن الكمامة واجبة للمصريين منذ زمن لعلها تفلح فى إنقاذ البقية الباقية من مجتمع تعفن ورائحته طلعت بسبب فساده وكوارثه، مجتمع لا تفتح صفحة من صفحات الحوادث إلا وتجده وهو يسرق ويختلس، وياكل مال اليتيم ويغتصب، ويرتكب زنا المحارم ويقتل فيه الابن أباه، ويذبح الأب ابنه، مجتمع يحتاج السليم فيه إلى كمامة واقية على قلبه وعقله وعينه وأنفه حتى تحميه من فيروسات قاتلة تملأ شوارعه ونفوس أهله.. فهل تنقذنا الكمامة من فيروسات الانهيار الأخلاقى والثقافى قبل أن تنقذنا من فيروس أنفلوانزا الخنازير؟ عموما إذا لم تنقذنا الكمامات من الفيروسات الأولى، فياريت تفشل فى إنقاذنا من أنفلوانزا الخنازير حتى يبدأ القادمون حياتهم على مية بيضاء!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة