قضية بيع أملاك اليهود التى فجرتها موافقة مجلس الشعب لنائبى باب الشعرية بالتوجه للنيابة لسماع أقوالهما فى قضية «الموسم» حسب وصف أحد رؤساء نيابة الأموال العامة العليا المكلفين بالتحقيق فيها.. ليس فقط لأن الاتهامات التى يتبادلها يحيى وهدان ومحمد عبدالنبى.. تتراوح بين النصب والتزوير.. لكن أيضا ترددت أسماء أخرى لكبار التجار وسماسرة العقارات وعدد من رجال الأعمال ورد ذكرها فى التحقيقات التى ستتواصل بسماع أقوال النائبين فى الأيام القادمة. طرفا الأزمة.. محمد عبدالنبى الذى جلس لـ15 عاما على كرسى مجلس الشعب ولايزال، ويحيى وهدان الذى خدم 15 عاما بجهاز أمن الدولة حتى تولى رئاسة مجموعة مكافحة الصهيونية وإسرائيل والأراضى المحتلة قبل أن يدخل مجلس الشعب خلفا لوالده.
صفقات بيع وشراء عقارات فى قلب العاصمة ثمنها بالملايين.. وتلاعب وتزوير لنقل ملكية عقارات يهودية بينها معبد فى باب الشعرية.
«اليوم السابع» سألت النائبين عن فضيحة بيع ممتلكات الطائفة اليهودية فى مصر.
النائب محمد عبدالنبى: «وهدان» الوسيط السرى فى صفقات اليهود وكان يبوس إيد رئيسة الطائفة ويقولها ياماما
«يحيى وهدان هو الوسيط الأساسى فى جميع صفقات بيع أراضى الطائفة اليهودية فى مصر».. هكذا بدأ محمد عبدالنبى عضو مجلس الشعب عمال عن دائرة باب الشعرية حديثه لـ«اليوم السابع» مؤكدا أن يحيى وهدان عرض عليه هو و3 شركاء معه شراء عدد من عقارات اليهود الحيوية بشوارع: 8 و26 يوليو ومحمد فريد وجواد حسنى، وقطعة أرض فضاء بشارع رستم، وعقارات أخرى بشارع مختار سعيد.
أكد عبدالنبى أنه هو وشركاؤه لم يقوموا بالشراء مباشرة من مدام كارديان رئيس الطائفة اليهودية وترك التعامل ليحيى وهدان، وذلك لعلاقته القوية بها فكان «يقبل يدها ويقول لها يا ماما» ويضيف عبدالنبى أن وهدان كان يقول «اتركوا لى التعامل مع كارديان علشان السعر يبقى حنين».
كشف عبدالنبى لـ«اليوم السابع» عن أطراف صفقة بيع أرض معبد اليهود والتى فجرت الأزمة، فالمعبد مساحته 452 مترا وثمن الأرض مليون و950 ألف جنيه، أضاف عبدالنبى أن وهدان كان شريكا معنا فى المعبد بنسبة 4 قراريط إضافة إلى أننا عرفنا بعد ذلك أنه اتفق مع رئيسة الطائفة على بيع الأرض بـ450 ألف جنيه فقط.
وذكر عبدالنبى أنهم كانوا لا يكتبون اسم وهدان فى العقود حفاظا على منصبه بأمن الدولة لأنه كان الوسيط الحقيقى والخفى، إنما كان الوسيط على الورق هو ابن خالته «عبدالهادى حسين سلامة».
عبدالنبى ذكر قصة العقود المزورة التى اتهم فيها وهدان قائلا «بعد أن تم الاتفاق على شراء عدد من العقارات بمبلغ 10 ملايين جنيه قمنا بدفع 4 ملايين جنيه دون أن نستلم أى ورق من وهدان ثقة فيه إلا أننا ظللنا لفترة طويلة نطالب بالعقود الابتدائية، ولكن لم يحضرها حتى اتصل بى وهدان فى يوم وقال لى: «الموضوع انتهى والعقود خلصت» وبعدها بساعات قليلة تسلم شريكى خالد الجمل ثلاثة عقود من بدر على عبدالحميد، نسيب يحيى وهدان واكتشفنا أن العقود الثلاثة مزورة بمحكمة شمال القاهرة وأرقامها غير حقيقية».
علق عبدالنبى على البلاغ الذى تقدم به بدير على عبدالحميد «نسيب يحيى وهدان» يتهمه بالمشاركة فى شراء عقار والامتناع عن تسليمه عقودا والنصب عليه، هو بلاغ كيدى وكاذب والمحرض الرئيسى وراءه هو يحيى وهدان، وأضاف عبدالنبى أن بدير تقدم بالبلاغ منذ 20 يناير الماضى وحتى الآن لم يذهب إلى النيابة ليتم سؤاله فيه رغم استدعائه اكثر من مرة.
يحيى وهدان : عقارات الطائفة اليهودية لعبة قذرة هدفها الإطاحة بى من كرسى مجلس الشعب
«أنا ضحية.. واللى بيحصل دا لعبة قذرة هدفها ضربى وتدمير صورتى للإطاحة بى من على كرسى مجلس الشعب وعاملين مؤامرة عليا».. هكذا بدأ النائب يحيى وهدان عضو مجلس الشعب حديثه مع اليوم السابع عن قضية بيع أراضى الطائفة اليهودية المتورط فيها والتى تستعد نيابة الأموال العامة خلال الأيام القليلة القادمة للإستماع إلى أقواله عقب قرار اللجنة التشريعية بمجلس الشعب بالسماح له بذلك.
وهدان نفى تماما علاقته بأراضى الطائفة اليهودية فى مصر وعلل ذلك بأنه عندما كان ضابطا بأمن الدولة كان رئيس مجموعة مكافحة الصهيونية وإسرائيل والأراضى المحتلة، أى وبالبلدى «أنا كنت ضدهم، وماليش علاقة بيهم نهائى».
وهدان نفى علاقته بالعقارات الواردة بمحضر مباحث الأموال العامة بداية من عقار بشارع 26 يوليو وآخر بمحمد فريد وجواد حسنى وقطعة أرض بشارع جواد حسنى وقطعة أرض أخرى بشارع مختار سعيد، وقال إن اسمه لم يذكر فى بيع أى من تلك العقارات لمحمد عبدالنبى وشركائه أو حتى التوسط لدى الطائفة اليهودية ببيعها، وقال وهدان إن جميع تلك العقارات ليست تابعة للطائفة اليهودية وليس لى أية علاقة بها.
وأجاب وهدان عن علاقته بزميله محمد عبدالنبى عضو مجلس الشعب، عمال، عن نفس الدائرة قائلا «أبى نائب الدائرة السابق حذرنى من عبدالنبى والنائب السابق عبده جبر حذرنى منه أيضا حتى أيمن نور قال لى «خلى بالك من عبدالنبى».
وشرح وهدان لليوم السابع صفقة بيع الطائفة اليهودية لتلك الأرض، قائلا: إن محمد عبدالنبى ومحمد مطرب وصلاح أحمد زكى وخالد محمد الجمل ومعهم بدير على عبدالحميد اتفقوا مع الطائفة اليهودية على شراء المعبد اليهودى إلا أنه حدث بينهم وبين الطائفة اختلاف، وحدث انشقاق بداخلهم فتقدم بدير على عبدالحميد بشكوى ضد عبدالنبى يطالبه بإعادة المبالغ التى دفعها له فى أرض المعبد، إضافة إلى أن بدير عبدالحميد أعلن عن ترشحه فى الانتخابات فى قائمة العمال أى ضد عبدالنبى، وهنا لم يكن أمام عبدالنبى إلا تقديم بلاغ لنيابة الأموال العامة يتهمنى فيه وبدير بتزوير أوراق بيع وتقديم عقود مزورة.
وبالحديث مع وهدان على أن تلك التهم وغيرها قد وردت بالفعل بالأموال العامة رد قائلا اسند فى محضر الأموال العامة وليس بالتحقيقات النهائية والتحريات النهائية للأموال العامة.
لمعلوماتك...
◄17 بندا شملها عقد بيع للمعبد اليهودى بالجمالية بين كارمن وينشتين وعبدالهادى حسين سلامة ابن خالة النائب يحيى وهدان عضو مجلس الشعب.
◄4 أحد بنود العقد ويعد أهمها، حيث ينص على أنه «لا يجوز للطرف الثانى بأى حال طلب فسخ البيع أو خفض الثمن بسبب ظهور حقوق ارتفاق لهم تقربها البائعة أو لأى سبب آخر أيا كان كما لا يحق له فى تلك الأحوال المطالبة بأى تعويض أو بأى تخفيض فى الثمن أو أى تضمينات».