الضغط.. «القاتل الصامت» الذى أصاب 19 مليون مصرى

◄أعراضه لا يمكن ملاحظتها.. والعلاج فى تنظيم الغذاء

إذا كان الحديث عن الأمراض الأكثر شيوعا وانتشارا بين المصريين، ستجد أن ارتفاع ضغط الدم يحتل المرتبة الأولى عن جدارة، حيث تبلغ نسبة الإصابة %25 من المصريين، أى ما يوازى 19 مليون مصرى.

«القاتل الصامت» هو المصطلح الذى اتفق الأطباء على إطلاقه على مرض ارتفاع ضغط الدم، لأن ضغط الدم قد يكون مرتفعا ولا يشعر الإنسان بذلك.. أسباب الإصابة بالمرض بين المواطن المصرى متعددة، يرجع أهمها إلى الضغوط الشديدة التى يتعرض لها بسبب البطالة وارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذى جعل مرض الضغط منتشرا بين الشباب أيضا، وليس بين كبار السن وحدهم. «الثانوية العامة تجيب الضغط للطلبة» هذا ما أكدته د. مديحة سعيد رئيس قسم الصحة العامة بكلية طب القصر العينى، وأشارت إلى أن ضغط الامتحانات والمذاكرة والدروس الخصوصية، قد تصيب بالضغط سواء الطالب أو أهله، وعرضت سعيد الأسباب الأخرى التى تؤدى إلى الإصابة بمثل هذا المرض، ومن أهمها السمنة وتناول الوجبات السريعة، بالإضافة إلى تدخين السجائر أو حتى التعرض للتدخين السلبى من خلال الجلوس فى مكان به مدخنون واستنشاق هواء السجائر دون شربها. الكاتشاب والمخللات أيضا على قوائم الطعام التى تتسبب بشكل مباشر فى الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

أعراض ارتفاع الضغط «عادية» للدرجة التى لا يلحظ خلالها المريض به مرضه ومنها الصداع فى مؤخرة الرأس، وقلة التركيز، وهى الأعراض التى تعتبر قواسم مشتركة بين ملايين المواطنين المصريين، وحذرت سعيد من إمكانية ارتفاع الضغط دون ملاحظته، وهو الأمر الذى يتسبب فى إصابة الشباب بجلطات مفاجئة فى المخ والقلب والسكتات القلبية.

وتنصح سعيد لتجنب الإصابة بالمرض الالتزام بنظم غذائية صحية، والحرص على أوقات الترفيه والإجازات لإزالة ضغوط العمل والمسئوليات، مع الاهتمام بالروحانيات والصلاة والقراءات الدينية لتصفية النفس.

وأكدت سعيد أن الإصابة بمرض الضغط تنتشر بين الأغنياء والفقراء، وتقل بين الطبقة المتوسطة لأنها الطبقة التى تتعامل بوسطية فى معظم الأمور، بينما يركز الأغنياء فى طعامهم على الوجبات السريعة، وتنحصر أطباق الفقراء فى الطعام الذى يحتوى على نسبة كبيرة من الأملاح. مرض الضغط مثله مثل السكر، لا علاج منه، لكن يمكن السيطرة عليه والحد منه، من خلال تغيير نظام الحياة اليومى، أو إضافة العلاج الدوائى فى بعض الحالات.

وفى دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية جاء فيها أن %50 من الشباب المصرى يصاب بأعراض هذا المرض من بين 78 مليون نسمة هو تعداد السكان فى مصر، جاء فى الدراسة أن النساء أكثر وعيا من الرجال بمرض ارتفاع ضغط الدم بنسبة %51، مقابل %30 من الرجال، بينما جاء سكان القاهرة الكبرى كأكثر المصريين إصابة بارتفاع ضغط الدم، حيث بلغت نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم فيها %31 مقابل %21 نسبة الإصابة فى دلتا مصر.