لا يمكن أن أرى إصلاحا ملحوظا يبدأ فى مصر دون أن أرى حلا للمناطق العشوائية.
أهم واجبات الحكومة الآن وأول أولوياتها يجب أن يكون الاهتمام بالمواطنين الذين يقطنون العشش، ويعيشون فى ظروف غير آدمية وتسكينهم فى مساكن تليق بإنسانيتهم.
هذه المناطق لا تشوه مصر وسمعتها ومظهرها فقط, وإنما هى بؤر لتفريخ الجرائم والفساد ونشر الجهل والرذيلة والإرهاب. أنا لا ألوم سكان هذه المناطق على ما يمكن أن يرتكبوه من أفعال تقشعر لها الأبدان، وإنما اللوم كل اللوم يقع على حكومتنا التى لم تقم بأهم واجباتها، وهو الاهتمام بتوفير حاجة مواطنيها الضرورية والأساسية من عيشة كريمة فى حضن وطنهم، من مسكن وتعليم وصحة وأمن وعمل، وقبل ذلك مياه صالحة للشرب وصرف صحى وغذاء صالح للاستهلاك الآدمى، ولو كان «عيش حاف».
على الحكومة أن تركز كل اهتماماتها وميزانيتها الآن على هذه القضية, وهذه المهمة لا تقتصر على إسكان هؤلاء المطحونين والمشردين، وإنما تمتد إلى رعايتهم وعلاجهم نفسيا وبدنيا وإعادة تعليمهم وتأهيلهم من قبل مختصين لتغيير سلوكياتهم, لا نريدهم أن يسكنوا فى بلوكات أسمنتية قبيحة، بل يجب أن تحيط النباتات والأزهار منازلهم، فهذه الأشياء البسيطة كفيلة بتغييرهم لكى نستبدل ما ترسب فى داخلهم من قبح بالجمال. عندئذ فقط يمكن أن نغفر لحكومتنا ذنوبها ويمكن لمصر أن تتقدم.
سميحة الشرقاوى - ناقدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة