ؤفالرجل المعروف بكونه متشدداً يواجه سخرية الصحف العالمية بسبب عدم دفع زوجته الأميرة مها السديرى ديونها لمحلات وفنادق باريس الفاخرة والتى وصلت قيمتها إلى 15 مليون إسترلينى.. فهل تعجز أميرة سعودية عن دفع ثمن «لملابس داخلية» حتى لو كانت قيمتها 60 ألف جنيه استرلينى؟ بالطبع لا.. لكن هذا كان مجرد البداية، فالصحف الفرنسية وفى مقدمتها لوفيجارو والبريطانية مثل التليجراف تحدثت عن مديونيات مها السديرى التى وصلت إلى ملايين من الجنيهات الإسترلينية. وسددها القنصل السعودى بباريس بعد أن تحولت إلى فضيحة تناقلتها عدد من الصحف العالمية.
فقد تناولت الصحف قصة قرابة الثلاثين من فنادق وكبرى محلات الأناقة بالعاصمة الفرنسية باريس أمثال فيكتوريا كاسال، شوميه، ديور، كاى لارغو، ديفينا ومارينا تعرضوا لامتناع الأميرة مها عن دفع المبالغ المستحقة عليها لتلك الأماكن والتى يرجع بعضها لأكثر من عام. فى حين أن الأميرة السعودية متمسكة بموقفها وترفض سداد ديونها.
وتدين الأميرة مها لتاجر اسمه جاكى جيامى والذى ينتظر بيأس الحصول على مبلغ 140 ألف يورو، هو قيمة شراء الأميرة لكمية من الملابس والمجوهرات والإكسسوارات من متجره «كاى لارغو»، الذى يقع فى الدائرة السادسة عشر، وهى أحد أرقى أحياء باريس، وهو يبيع الملابس الرياضية التى يصل سعر القطعة الواحدة فيها إلى ما يقرب من 600 وأحيانا 1000 يورو.
بدأت المشكلة بعد يوم من قيام العاملين لدى الأميرة بإرسال عشرات الحقائب من الملابس الداخلية على فندق جورج الخامس فى الأول من يونيو من العام الماضى، وذهبت مديرة أحد المحلات الباريسية وتدعى جميلة بوشابا للحصول على مستحقاتها المالية كما هو معتاد وظلت تنتظر ساعات ثم قيل لها إنه سيتم تمرير الأموال لها فى المتجر فى اليوم التالى.. انتظرت ولم تأت أبداً.
وهكذا بدأت أسابيع من المماطلة قبل أن تتمكن بوشابا من لقاء السفير السعودى الذى قال إنه لا يستطيع أن يفعل شيئا، وعندما كان مبعوث من العائلة المالكة السعودية موجوداً أخبرته بالقصة فرد عليها قائلاً: أخشى أننا لا نستطيع تسوية ثمن «كلسون» الأميرة.
وقد روى جاكى جيامى، الذى تعرض لاحتيال الأميرة قصته معها قائلا: «لقد حضرت بنات الأميرة وبعض أحفادها، بصحبة عدد من الحراس الشخصيين إلى متجرى فى 18 مايو، وقد جردوا رفوف محله من ملابس كاجوال يصل ثمنها إلى 130 ألف إسترلينى، وتعادل %7 من إجمالى حجم أعمالى السنوى، ثم ذهبن وقد طلبن منى إرسال المشتريات إلى فندق جورج الخامس كالمعتاد».
يستكمل جيامى روايته قائلا إن مساعدة الأميرة أرادت دفع المبلغ المستحق ببطاقة ائتمانية، إلا أن البطاقة لم تعمل. فطلبت منا الذهاب إلى قاعة الاستقبال بالفندق والانتظار حتى تجد وسيلة أخرى للدفع. وقد انتظرنا ساعات ولكنها لم تأت. وهذا الوضع مستمر منذ ثلاثة أسابيع، وقد فشلت كل مساعى هذا التاجر للحصول على أمواله (بدءا من توجه الشرطة سرا إلى الفندق وصولا إلى إرسال فاكسات إلى سفارة المملكة العربية السعودية بل وإنذار على يد محضر)، ولم يحصل جيامى إلا على 50 ألف يورو من ابنة الأميرة.
بيد أن المشكلة الكبيرة التى يواجهها الدائنون هى أن الأميرة تحتمى بالحصانة الدبلوماسية. ومع ذلك، فقد قررت السلطات الفرنسية التحقيق فى تلك القضية ومن الممكن أن يتوجه مأمورو الشرطة قريبا إلى غرفة الأميرة لحيازة بعض الممتلكات قبل عودتها إلى المملكة العربية السعودية.
وكانت الأميرة السعودية قد تجاهلت الأشخاص الغاضبين أصحاب المديونية وأغلقت على نفسها داخل جناح بفندق جورج الخامس فى باريس الذى تقدر قضاء الليلة الواحدة به بـ2.500 إسترلينى، كما أنها مدينة أيضا لفندق كريليون الذى كانت تقيم فيه من قبل.
ويقال إنها أنفقت الملايين على شراء الملابس والمجوهرات ومنتجات الرفاهية الأخرى أثناء تواجدها فى العاصمة الفرنسية باريس العام الماضى، حيث تقدر الفاتورة الأسبوعية للتنظيف الجاف لملابسها بـ30 ألف إسترلينى.