«الفرح».. فيلم من لحم ودم.. متميز ومؤثر وصادم بدون شعارات أو هتافات

الخميس، 18 يونيو 2009 09:05 م
«الفرح».. فيلم من لحم ودم.. متميز ومؤثر وصادم بدون شعارات أو هتافات
كتب علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عالم خاص جداً يغوص فيه فيلم «الفرح» شخوص من «لحم ودم» تعيش الحياة وفقا لقانونها الخاص، بعضها لا يملك قوت يومه، لدرجة أنهم يتفننون فى كيفية التحايل على الحياة بعمل أفراح وهمية، تكون أشبه بـ«جمعية» يجمعون من خلالها ما يعينهم على تحقيق أحلامهم الصغيرة، وهناك من يتزعم هذا النوع من البيزنس.

فرح كل شىء فيه قابل للإيجار حتى العروسة والعريس، يرقصون ويغنون ويشربون البيرة ويدخنون الحشيش طبقا لأصول الفرح فى تلك المناطق، ومن هذه الحالة بنى المؤلف أحمد عبدالله فيلمه، وجعله يختلف عن التوليفة العادية التى اعتاد آل السبكى وضعها فى أفلامهم، ولكنه فيلم يحمل رائحة عالم خيرى شلبى الأدبى، حيث ترى شخصية «زينهم» يجسدها خالد الصاوى، الذى يقوم بعمل فرح وهمى، ليستطيع أن يجمع «فلوس» يشترى بها ميكروباص، ومحمود الجندى رئيس تنظيم الأفراح الوهمية، وماجد الكدوانى «نبطشى» الفرح أى الذى يقوم بجمع النقطة، وروجينا زوجة خالد الصاوى، وكريمة مختار والدته، وسليمان عيد صديقه، وصلاح عبدالله المونولوجست القديم، الذى يحلم بأن يعتلى خشبة المسرح مرة ثانية ليراه ابنه ويسمع تصفيق الجمهور، وسوسن بدر الراقصة المغلوبة على أمرها والتى تجرى على رزقها ورزق ابنتها لأن زوجها لا يعمل، وباسم سمرة «المعلم» الذى يحضر لتأدية الواجب، ودنيا سمير غانم الفتاة التى تعول أسرتها من محل بيرة تركه والدها، واضطرت أن تخفى كل ملامحها الأنثوية لتعيش وسط «الغيلان»، ولا تترد فى فتح «المطواة» فى وجه من يضايقها، أما العريس الذى تم تأجيره «ياسر جلال» وزوجته جومانا مراد فيوافقان على القيام بذلك الدور ليحصلا على أموال لتقوم زوجته بعملية ترقيع غشاء بكارة ليدخل عليها «بلدى».

ويحمل الفيلم صراخا مكتوما ويرصد حال مجتمع تحكمه التناقضات دون افتعال أو شعارات، لنجد أنفسنا أمام عمل قاس وصادم، وذلك من خلال سيناريو الفيلم وأحداثه التى تدور فى ليلة واحدة، تشاهد فيها تلك الشخصيات تتحرك بحرفية عالية، نظراً لدقة التفاصيل التى صاغها عبدالله، وكذلك الحوار المكثف والمعبر جداً عن حال تلك الشخصيات والمفارقات والمواقف القدرية والحياتية لها، فالأم كريمة مختار ترفض أن يحضر ابنها راقصة و«بيرة» فى الفرح، وتموت فى نفس الليلة، ويجد الابن نفسه فى مأزق استكمال الفرح من أجل جمع النقوط، أم يلغيه لوفاة والدته، ويبدو أن صناعه خافوا من تلك الحدة والنهاية التى قد تكون صادمة للبعض، عندما يرون أن الابن اقتنع بآراء أصدقائه وأدخل والدته المتوفاة إلى إحدى حجرات المنزل وعاد ليستكمل الفرح، لذا وضعوا نهاية ثانية أقل حدة وتتسق مع الواقع وتنتصر لما جرى عليه العرف فى أنه أخلاقى، والذى تمثل فى إلغاء الفرح احتراماً لحرمة المتوفاة.

الجميع تميز فى الفيلم سواء الممثلون أو المؤلف الذى صاغ سيناريو بحرفية شديدة، ووضع لكل شخصية رئيسية مشهد ماستر سين من أهمها مشهد رقص خالد الصاوى على المسرح بالسلاح الأبيض، وقلبه مذبوح من الألم على فراق والدته، وأيضاً مشهد ياسر جلال وهو يصرخ فى الشارع محتضنا جومانة مراد قائلاً: «الست دى مراتى» وأيضا صلاح عبدالله عندما طالبه الجمهور بالنزول من على المسرح، وكذلك روجينا عندما تخرج من منزلها وتقول لزوجها «اللى يبيع أمه يبيع مراته»، كما تميز المخرج سامح عبدالعزيز، وأيضاً ديكور إسلام يوسف، ومدير التصوير جلال زكى والمونتيرة هند سعد الدين والموسيقى التى وضعها تامر كروان.

لمعلوماتك...
4 ملايين جنيه إيراداته حتى الآن






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة