«حرب الوكالة أو الإنابة».. هذا هو ملخص ما حدث فى جلسة مجلس الشعب مساء الأحد الماضى، عندما اندلعت معركة بين نواب المستقلين والمعارضة من جهة، والأغلبية من نواب الوطنى من جهة ثانية، حيث تكفل نواب الوطنى بالدفاع عن أحمد عز أمين تنظيم حزبهم، ضد ما ذهب إليه النائب المعارض سعد عبود أثناء مناقشة «كوتة المرأة»، عندما قال: «لا نختلف على تمثيل المرأة ولكن هناك حالة من عدم المصداقية فى كلام نواب الوطنى، لأنهم يتكلمون عن حقوق المرأة فى الحياة السياسية ولا يعملون بها»، ثم أشار بالقول إلى أحمد عز عندما قال «النائب أحمد عز تكلم عن تمكين المرأة بمصداقية، لكن عمليا حرم 25 % من النائبات بإجبار حرمه النائبة شاهيناز النجار على الاستقالة».
وقبل أن ينتهى عبود من حديثه، قفز النائب عبد الرحيم الغول من مقعده وهاجم سعد عبود وقال له «عيب الكلام ده، الديمقراطية اللى بتتكلم عنها هى اللى جابتك أنت وأمثالك».
تدخل «الغول» كان بمثابة الشرارة القوية التى أشعلت الموقف، مع أن أحمد عز شخصيا كان جالسا يراقب الوضع، ولم ينطق بكلمة واحدة، إلا أن «الغول» تعامل مع الموقف وكأنه يجلس على مصطبة منزله فى «قرية شرق بهجورة» مركز نجع حمادى، عندما يعلو صوته مدافعا عن أحد أفراد عائلته.
الغول تعامل مع الموقف «كنائب» عن أحمد عز، وليس نائبا عن «الأمة»، ففتح الباب على مصراعيه لحرب «الإنابة»، حيث نهض النائب على عطوة من مقعده أيضا وقال موجهاً حديثه لنواب المعارضة: «يجب أن تتعلموا كيف تعارضون، ولا تتكلمون فى مسائل شخصية».
وتطورت الأحداث واختلط الحابل بالنابل، وتبارى الجميع للمجاملة، وحمل راية إعلان حرب «الإنابة»، فتدخل النائب أحمد أبو عقرب وكال الشتائم للنائب سعد عبود، وحاول التهجم عليه، ورد النائب «عبود» الشتائم، ولولا تدخل العقلاء من النواب، كان الأمر تطور إلى ما هو أخطر.
اللافت أن الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، أدرك بحسه السياسى أن هناك بالفعل «معارك الإنابة أو الأحرى بالوكالة» وقال بالحرف الواحد: «عايز أعرف إيه اللى حصل يا أبوعقرب عشان تتصرف بالشكل ده.. إنت مش فى الشارع، إنت فى مجلس الشعب، إنت هتشتغل فتوة، احمدوا ربنا إنى ما شفتش حاجة».
حرب الإنابة لا تليق بالنواب بشكل عام، وأيضا خلط الأوراق الذى يفتعله نواب المعارضة بمحاولة الزج بالأمور الشخصية فى الخلافات السياسية لأنه مناف للأخلاق.
لمعلوماتك...
◄222 هو عدد الدوائر طبقا للقانون رقم 206 لسنة 1990 قبل التعديلات الأخيرة بإضافة 32 دائرة انتخابية على مستوى الجمهورية
◄8 نائبات فى مجلس الشعب بعد استقالة شاهيناز النجار وكان اسمها قد ورد أمس فى ترشيحات الحزب الوطنى للمناصب القيادية فى لجان مجلس الشعب كأمين سر للجنة الثقافة والإعلام بعد شغلها هذا المنصب فى الدورتين الماضيتين
