تتميز المذيعة اللبنانية ماريا معلوف بآرائها السياسية الجريئة، كما تتميز بقربها ومساندتها لحزب الله التى تراه الجندى المتبقى الراغب فى القضاء على إسرائيل، إلا أنها لا تنكر تبعيته لإيران والتى اتضحت فى الفترة الأخيرة، وبالرغم من ذلك تؤكد ماريا دوما أن لبنان بما فيه حزب الله لا يقبل أن يتحول لأداة فى يد إيران.
اليوم السابع قابل ماريا معلوف ليحاورها حول حبل الأشواك الذى يسير عليه الشرق الأوسط حاليا، ورؤيتها لعصر أوباما.
ما رأيك فى علاقة مصر بحزب الله؟
لا نستطيع أن نقارن علاقة دولة لها مكنونتها وإرادتها مثل مصر، وبين حزب مدعوم من دولة أخرى مثل إيران، فحزب الله يأخذ المقاومة مبدأ والقضاء على إسرائيل هدفا، لكن إذا تحدثنا عن الجانب الآخر من العلاقة فسنجد أن أحد الأسباب القوية للتوتر هو توتر العلاقة بين مصر وإيران بعد اغتيال السادات، وتسمية إيران أحد أهم شوارعها باسم قاتل السادات فى تحد واضح للإدارة المصرية.
وهل فى رأيك أن مصر لا تسعى للخلاص من إسرائيل كما يرغب حزب الله؟
بالطبع لا، لغة الحرب بالنسبة لمصر انتهت، والدليل الاتفاقيات الدولية التى تربط مصر بإسرائيل، إضافة إلى الأفواج السياحية الإسرائيلية التى تمتلئ بها المدن السياحية المصرية الآن، على عكس حزب الله الذى يعتبر الإسرائيلى عدوا لدودا، من الخطأ مصافحته أو مشاركته المؤتمرات أو الاحتفالات.
هل معنى ذلك أن مصر تسعى للتطبيع أو على الأقل توافق عليه؟
لا أعتقد أن هناك مواطنا مصريا واحدا يوافق على التطبيع، لكن فيما يخص الحكومة فالسلام بدأ منذ اتفاقية كامب ديفيد.
وماذا عن المساندة الإيرانية لحزب الله؟
هى مساندة بالسلاح والمال، إضافة إلى التقارب الأيدولوجى الفكرى بينهما، ومن ناحية أخرى لا نستطيع أن نخرج مقاتلى حزب الله من نطاق المقاومة، لكن أؤكد أن اللبنانيين لا يسمحون إطلاقا بتطبيق الأجندة الإيرانية بلبنان، وذلك لرفض الشعب اللبنانى أو حتى أنصار النظام الإيرانى أن يتحولوا لأداة فى يد إيران.
كيف ترحبين بتواجد حزب الله برغم كونه دولة داخل دولة؟
لا يمكن أن نصفه بهذا الوصف، لأن لبنان له تركيبة طائفية مختلفة بعض الشىء عن دول الجوار، فكل منطقة لها "كبيرها" وأهلها، إضافة إلى أن حزب الله كما قلت يتخذ نهجا مختلفا عن بعض الأجهزة والحكومات، وهو مبدأ التخلص من إسرائيل، هذا بجانب أن حزب الله لو حاول توجيه أسلحته للداخل فلن يجد من يقف بجانبه لكنه يجد كل الدعم عندما يوجه أسلحته ضد إسرائيل. ومن ناحية أخرى فأنا أدعو حزب الله لمساعدة الجيش اللبنانى وتدريبه، فالجيش فى البداية والنهاية هو جيشنا، وحزب الله هو رمز مقاومتنا.
وما رأيك فى نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة؟
لا يوجد شك فى أن نتائج الانتخابات كانت بمثابة فاجعة شديدة لقوى المعارضة بلبنان.
بماذا تطالبين الحكومة المنتخبة الجديدة؟
أطالبهم ببرامج إنمائية واقتصادية وثقافية واجتماعية جديدة هدفها الأول الشعب اللبنانى.
ما رأيك فى زيارة أوباما الأخيرة إلى مصر؟
اختيار أوباما لمصر لإلقاء خطابه نجاح فى حد ذاته، فهو يعلم تماما أن مصر لا يستطيع أحد أخذ دورها سواء كانت قطر أو غيرها.
وكيف ترين الأوضاع فى ظل رئاسته؟
أوباما حاليا هو رجل السلام فى المنطقة، وبالتأكيد ستشهد الفترة القادمة حالة من العدالة، والاستقرار، فلم نر رئيسا أمريكيا يطالب بوقف الاستيطان غيره وهذه جرأة تحسب له، كما أتمنى منه تحرير كل الأراضى المحتلة.
ما رأيك فى تولى أحمدى نجاد فترة رئاسية ثانية؟
تغير الرئيس الإيرانى لن يغير شيئا فى السياسة الخارجية للدولة الإيرانية، فهناك أجندة محددة ينتهجها أى رئيس منتخب، لكن التغيير يظهر فى السياسة الداخلية فقط، ومثال على ذلك المشروع النووى الإيرانى هو حلم إيرانى وليس حلم رئيس إيران، لذا فتغير الرؤساء لن يبدل من الأمر شيئا. من ناحية أخرى أعتقد أن السبب فى فوز نجاد بفترة ثانية هو خطبه الثورية والتى دائما ما تتضمن محو إسرائيل من الوجود.
فى رأيك أى من دول الشرق الأوسط تستطيع أن تحل أزمة الشرق الأوسط؟
لا يوجد، فالحل خارجى وليس داخلى، والسبب فى ذلك هو إرادتنا المسلوبة، والظاهرة الصوتية التى يتمتع بها العرب.
هل من الممكن أن نراك مقدمة برامج فى قنوات فضائية مصرية؟
ولما لا.
وماذا عن العرض الذى قدمت لك من قناة "الليبية"؟
بالفعل تلقيت عرضا منذ ستة أشهر من القناة، وسيعقد بعد أسبوعين لقاء بينى وبين المسئولين فى القناة لتوضيح الأمور والتأكد من حقيقة بثهم للقناة من لندن، لكننى أحب أن أسجل استيائى مما فعله القذافى تجاه القناة، وهو ما يعد ضد الحرية الإعلامية.
وماذا عن الجريدة التى تنوين إصدارها؟
هى جريدة إلكترونية، وكان من المقدر لها الخروج إلى النور منذ عامين، إلا أن حرب حزب الله مع الإسرائيليين الأخيرة وغياب الاستثمارات أخرا صدورها، كما أننى أحاول التروى فى هذه الخطوة حتى لا تتحول جريدتى لمنبر لأحد كما هو الحال فى العديد من الجرائد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة