محمد حمدى

فى حب إيران!

الأربعاء، 17 يونيو 2009 01:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حبى لإيران قديم جدا، لعله بدأ فى مرحلة الشباب بزيارات الشاه السابق محمد رضا بهلوى لمصر، وزيارة الرئيس الراحل أنور السادات لطهران، فى مرحلة الشباب ومع إعلام واحد تقريبا، وفى ظل عدم وجود الفضائيات وثورة الإنترنت، لم نكن نعرف عن أى بلد إلا ما تسوقه لنا وسائل الإعلام الرسمية.

ربما انبهرنا فى مصر بصورة إيران الرسمية، وبالفخفخة الإمبراطورية، ثم فاجأنا شاعر العامية الجميل أحمد فؤاد نجم بقصيدته الرائعة بيان هام والتى يقول فيها:
أخويا الأمير بزرميط الإيرانى.. بعت لى السنه دى
عزمنى ودعانى وأنا قبلت طبعا.. ورحنا العزومة وكانت وليمة
ما تحصلش تانى دا أيه المحمر .. وأيه المكمر وأيه المشمر.. وإيه الصوانى
وأنا دماغى تعبت ولفت صراحة.. من الفخفخة والهنا الأصفهانى
هناك يعنى مثلا إذا شربت طافية.. تمز بكوارع وبسطرمة ضانى

كانت السلطة فى إيران تعيش فى المشمر والمحمر على رأى أحمد فؤاد نجم، والشعب يعيش فى فقر مدقع، وكبت حريات غير مسبوق، فانتفض الإيرانيون، وعاد الخومينى من باريس ليؤسس الجمهورية الإسلامية عام 1979. لا أنكر إعجابى بالثورة الإيرانية، وبالحالة التى خلقتها فى العالمين العربى والإسلامى، رغم أن ذلك لم يعجب معظم الحكام العرب الذين انزعجوا جدا من تصدير الثورة الإيرانية، فتدخلت دول الخليج ودفعت العراق لحرب مع إيران استمرت ثمان سنوات، دفع العراقيون والإيرانيون والخليجيون ثمنا أليما وبالغا لها.

لكن مرحلة الطهارة الثورية لم تستمر كثيرا، وقبل 12 عاما انتخب الإيرانيون محمد خاتمى رئيسا، مع تدشين ما يعرف بالتيارالإصلاحى داخل إيران، وهو التيار الذى يحاول إعادة إيران للأفكار الرئيسية للإمام الخومينى، ورفض توسيع صلاحيات المرشد الأعلى ليصبح فوق الدستور، ورفض عسكرة النظام الحاكم، وسيطرة قوات الحرس الثورى على العمليتين السياسية والاقتصادية.

وخلال الانتخابات الأخيرة التى جرت يوم الجمعة، خرج الإيرانيون للتعبير عن أرائهم بنسبة مشاركة تستحق التوقف والتأمل والتحية، فقد شارك فى التصويت نحو 86% من الشعب الإيرانى، رغم أن الانتخابات الرئاسية دارت بين أربعة مرشحين فقط، اثنان من المحافظين، ومثلهما من الإصلاحيين. لكن الخلافات بين التيارين لا تبدو كبيرة، كما أن فوز أحمدى نجاد المتشدد أو حسين موسوى شبه الإصلاحى لن يترك تأثيرا يذكر على السياسة الإيرانية. ذهب الإيرانيون إلى صناديق الإقتراع لاختيار مرشح بين فصيلين داخل تيار واحد، لانتخاب رئيس، لا تتعدى صلاحياته وفقا للدستور صلاحيات رئيس الوزراء، بمعنى أنه ينفذ السياسات الخارجية التى يضعها المرشد، ولا يستطيع إحداث تغيير فى السياسة الداخلية دون موافقة مجلسى الشورى والخبراء الذين يسيطر عليهما المتشددون.

كل ذلك يعنى أن خيارات الناخبين لم تكن واسعة وإنما محدودة جدا، كما أن أصواتهم لن تسهم كثيرا فى تغيير الواقع الذى يعيشونه، والرئيس المنتخب أيا كانت قناعاته، هو رئيس شرفى، ومع ذلك تدافع الناخبون بشكل غير مسبوق على ممارسة حقهم فى اختيار رئيسهم.. وحين شعروا أن نتائج الانتخابات خالفت أصواتهم واصلوا الاحتجاجات الهادئة والصامتة تحت شعار: أين صوتى؟

الإيرانيون قدموا درسا مهما فى المشاركة السياسية فى انتخابات غير مهمة على الإطلاق، وحين زورت أصواتهم لم يسكتوا، بينما نحن فى مصر وفى أى انتخابات مصيرية لا تتعدى نسبة التصويت 23%، لذلك أحب إيران والإيرانيين، وأدعو جميع المصريين إلى التعلم منهم، معنى المشاركة، وأهمية الصوت الانتخابى، وكيفية الدفاع عنه!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة