داليا شبانة تكتب: قل جروبز.. ولا تقل جروب

الأربعاء، 17 يونيو 2009 05:09 م
داليا شبانة تكتب: قل جروبز.. ولا تقل جروب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى حفلة زواج إحدى زميلاتى ولفت نظرى إحدى المدعوات تجلس فى وقار، ولما كانت القاعة قد تحولت إلى كباريه والعروسه إلى رقاصة بلدى والعريس ينظر فى غل إلى حماه ويقول فاكر لما ذلليتنى أيام الخطوبة والله لانا موريك، رأيت أن أفتح معها حواراً بعد أن أعجبت برزانتها.. هو حضرتك بتشتغلى إيه؟ أنا أدمن جروب، وتعجبت، لا وأيضاً تجاهر بالمعصية كده عينى عينك، ثم أكملت بكل عبط وسألتها.. ومش خايفة على صحتك؟ قالت لا خالص أنا بانظم وقتى، وحمدت الله أن صحتها لا تزال بخير، وتلك كانت بدايتى للتعرف على الجروبات، وأعتقد أن هناك من سيصحح لى المعلومة.. اسمها جروبز يا جاهلة مش جروبات، ثم يأتى آخر وقد يسبنى لتشويه لغة الضاد وكيف تجرأت على تطبيق قواعد النحو العربى على كلمة إنجليزية الأصل، ياخراب بيتك ياسيبويه. ليس هذا هو المهم، فعندما حكيت هذه الواقعة لصديقتى نهرتنى بشدة على تخلفى وقالت: إزاى مايكونش عندك بلوج لغاية دلوقتى؟.. هو أنا ياربى باسألها عشان تعقدنى ولا تفهمنى، يعنى إيه بلوج دى كمان؟.... قالت: بلوج يعنى مدونة، وهكذا قد طالت أذناى لأقصى حد وخشيت إن تفوهت بكلمة أن أصدر أصواتا مكروهة فآثرت الصمت. وأنا التى كنت دائما أردد أمام أصدقائى بفخر وفشخرة أنا بادخل عالسيف بوك، إلى أن همست فى أذنى نفس الصديقة قائلة: يا حبيبتى اسمه الفيس بوك.... ياستى ذلة لسان مافيهاش حاجه يعنى.

وضحكت كثيراً عندما تذكرت الممثلة العبقرية نشوى مصطفى فى فيلم اللمبى وكانت تقوم بدور راقصة مودرن فى حى شعبى، عندما قالت لأحد المدعوين: يا متخلف إزاى ماعندكش إيميل أدريس ولا آى سى كيو، فقررت أن لا أكون متخلفة يعنى أهرتل وأهييس زى شباب اليومين دول، قال يعنى هى ناقصة.

والبلوج للمبتدئين أمثالى هو مساحة على الإنترنت تتيح للمستخدم تحرير نصوص وإرسال صور ثابتة أو متحركة وقد بدأت فى الظهور 1997 وانتشرت عالمياً، ويقال إنه يوجد 112 مليون مدونة حتى اليوم، ووصل عدد مشتركى الفيس بوك إلى 250 مليون مشترك، يعنى حاجة كده طق حنك، اللى فى نفسك قوله علشان ماتطقش من القهر. طيب إشمعنى أنا، ما أنا كمان معقدة ومقهورة، بس هاكتب إيه؟ وقد قالت لى أمى ذات يوم إنى فى طفولتى كنت فشارة وذات خيال واسع ومن يومها اكتشفت أنى أصلح أن أكون مؤلفة.

ورحت وجيت فى البلوجات وقريتها كلها لما ظهرى اتخشب ونظرى ضعف لعلى أجد شيئاً مفيدا ولم أجد حتى اليوم إلا فيما ندر، فها هو ميزو مشكوراً يكتب مسرحية شعرية وأيضاً سوسو وتوتو ترويان مذكراتهما......... أول ما صحيت من النوم فتحت عينى........ وأول ما دخلت الحمام فتحت الباب........ وأول ما فتحت الحنفية مالاقيتش الصابونة...... وتوتو ترد عليها هايل ياسوسو جميل قوى أنتى مؤلفة فظيعة، وسوسو ترد عجبك ياتوتو؟ طب خدى دى..... ولما مالاقيتش الصابونة مالاقيتش الفوطة......وهكذا تظل سوسو وتوتو ترويان ذكرياتهما فى الحمام.

ومذكرات أخرى تحولت إلى قصص وكاتبيها تحولوا إلى مؤلفين، فعلى سبيل المثال واحدة ألفت كتاباً موجهاً إلى الفتيات واسمه عشان السنارة تغمز، وكأن البنات خلاص مش عارفين إزاى يجرجروا الولاد على ملا وشهم، وواحدة تانية ياولداه نفسها تتجوز، والتالتة وصفت لنا طريقة عمل الرز باللبن.

وعلم النفس له رأى أيضا فى البلوجات لأنه يقوم على تحليل العلاقة بين العمليات النفسية الشعورية واللاشعورية، ولا تفزعوا إذا كان أحد أصدقائكم لا يميز بين الواقع والخيال، فقد حدث أن ذهب واحد من شباب اليومين دول إلى عيادة نفسية وقال له: يادكتور أنا مهيس آخر حاجه ومش عارف أفيص، وكانت نصيحة الطبيب الكبير: روح افتح لك بلوج أو توبيك وهيس فيه براحتك وطبعا بعد مارزع ميتين جنيه قيمة الكشف، وطبعا يهيس فى البلوج أحسن ما يهيس على الخلق. ومافيهاش حاجة خالص لما ست البيت تفتح بلوج وتشتم جوزها فى أوقات الفراغ، ثم يأتيها صوته عالياً مدويا قومى ياوليه حضرى العشا، تقوم هى مفزوعة وتقول: ورايا بلوج باخلصه، أنت مش لسه طافح باميه من شويه...... جعان جعان يعنى بلاش آكل. وعلى فكرة أنا لا أدمن أى جروب بس تقدروا تقولوا أنا أدمن شرب القهوة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة