محمد حمدى

منزوعة السلاح أوالدسم.. المهم دولة!

الثلاثاء، 16 يونيو 2009 01:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طوال عمرى فى الحياة، 47 عاما، لم أر دولة فلسطينية تتجسد على الأرض، وأتمنى فيما تبقى من عمرى أن أشاهد ميلاد تلك الدولة العزيزة جدا، سواء كانت منزوعة السلاح أو منزوعة الدسم، المهم أن تظهر هذه الدولة، ثم يحلها الله من عنده!

رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو اعترف لأول مرة فى حياته بإمكانية قيام هذه الدولة، واشترط أن تكون منزوعة السلاح، ورفض حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وأكد على القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل، وفى تصورى أنه ما كان ليقدم أكثر من ذلك، فنحن على أبواب عملية تفاوضية طويلة وشاقة، ويفترض ألا تبدأ بتنازلات، وشأن كل مفاوضات سياسية يبدأ الطرفان من أبعد نقطتين حتى يلتقيان فى منطقة وسطى وفقا لمهارة كل طرف فى التفاوض، وقدرته على الصمود فى وجه الضغوط.

وخلال المفاوضات المقرر أن تنطلق العام القادم بعد مؤتمر دولى للسلام، سيغالى الإسرائيليون فى الشروط، لكنهم سيرضخون فى النهاية للضغوط الدولية القوية لإقامة دولة فلسطينية، وأعتقد أن التفاوض النهائى الذى سينتهى فى 2012 سيؤدى إلى إعلان دولة فلسطينية منزوعة السلاح.

شخصيا لا يشغلنى كثيرا أن تكون الدولة الفلسطينية لها جيش أم قوة شرطة وحرس حدود، فقد أنفق العرب طوال تاريخهم الحديث تريليونات الدولارات على بناء الجيوش وتسليحها، وفى معظم الأحوال لم يوجه السلاح العربى إلا للمواطنين العرب!

الجيش العراقى أيام صدام حسين كان سادس قوة عسكرية فى العالم، دخل حربا مدتها ثمان سنوات مع إيران وحين انتهت احتل الكويت، وأعظم العمليات العسكرية للجيش الليبى كانت احتلال تشاد، أما الجيش السورى فقد برع فى احتلال لبنان، بينما لم يطلق طلقة واحدة لاستعادة الجولان منذ عام 1973.

والجيش السودانى خاض حروبا أهلية طويلة ضد مواطنين سودانيين فى جنوب وشرق وغرب البلاد. والقوات المسلحة اليمنية لم تبرع سوى فى قمع الجنوب، والجيشان الجزائرى والمغربى متسلحان جيدا لكنهما يقفان أمام بعضهما البعض على الحدود المشتركة المغلقة بين البلدين.

أما الأراضى الفلسطينية فالسلاح فيها لم يعد موجها تجاه إسرائيل، بل فى الصراع الدائر منذ عامين بين حركتى فتح وحماس، فماذا سنفعل بدولة فلسطينية مسلحة، غير الدخول فى نزاعات جديدة على السلطة بين الفرقاء الفلسطينيين؟!

أعتقد أن ما يعنينا أكثر من أى شىء هو إقامة الدولة الفلسطينية، وعدم التفريط فى حدودها، والتصلب فى المفاوضات الخاصة بالقدس، أما موضوع وجود جيش من عدمه فهذا أمر يمكن تاجيله للمستقبل، لأنه فى التاريخ الحديث لدينا دول ليس لديها جيوش مثل سويسرا التى اختارت الحياد فى الحرب العالمية واحترم العالم كله حيادها.
نريد دولة فلسطينية على أحر من الجمر، وإذا توصلنا إلى إقليم كامل خال منزوع السلاح يضم العرب وإسرائيل وتركيا وإيران، أعتقد أننا يمكن أن نتفرغ للتنمية وبناء رفاهية حقيقية لشعوب المنطقة التى أرهقتها فاتورة الحروب المتتالية، ولم تنفعها جيوشها فى شىء، بل استخدمت القوات المسلحة فى كثير من بلدان المنطقة لقمع الديمقراطية ومواجهة حركات الناس السلمية.

منزوعة السلاح، أومنزوعة الدسم ليس مهما.. المهم أن نرى دولة فلسطينية فى حياتنا، وأن نترك موضع التسليح لأجيال قادمة قد تستطيع ذلك، فالسياسة هى فن الممكن، وما لا يؤخذ كله لا يترك كله، لأننا بافتقادنا العقلية المرنة أهدرنا الكثير من الفرص كانت أفضل كثيرا جدا من المطروح الآن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة